استقلال الفكر لا يقل أهمية عن استقلال الدول، وكما تعاني شعوب من الاحتلال وتكافح في سبيل نيل استقلالها كذلك الأفكار تجتاح مساحة من وجدان ومشاعر الإنسان، ويحتاج الباحث عن حريّة الرأي، والمنتج لأفكار غير خاضعة لأدلجة حمقاء أو تحزيب مشوّه إلى تضحيات صغرى وكبرى -منها ما هو على حساب صحته وسلامته- حتى لا يكون تابعاً لأحد.
لربما كان استقلال البلدان الخاضعة لمستعمر أقلّ كلفة من استقلال فكر محتل، فالمحتل للدول قد يكون لديه مؤهلات اقتصادية ومؤسسية وعسكرية تبرر له مشروع هيمنته، وتطوّر أدوات ووعي المواطنين المُحتلين من تدريس وثقافة وتنمية. أما احتلال الأفكار فالغالب الأعم أن المُحتَل هشٌّ وأضعف ممن يحتلهم وكل أدواته حِيل وتلفيقات ووعود، شرط التسليم الكامل بما يقول من خطابات بالية لا تنسجم مع معطيات العصر ولا روح الدِّين الحق، ما يعيدنا إلى مقولة (من قال لشيخه لما فقد كفر).
إنّ إطفاء مصباح العقل والاعتقاد والإنسان أعمى كما في بعض الأدبيات ليس من الإسلام ولم تأت به شرائع الله، ومن حق الإنسان الحُر أن يرفض وأن يقول (لا، ولماذا، وكيف) يجادل ويحاور ويناقش ويسأل ولا يسلّم تسليم الساذج المُستغفل بتأويلات وحي الله المُقدّس، ليغدو كمن يقاد إلى الموت وهو ينظر دون احتجاج ولا تنكّر.
الأفكار تتدافع والبقاء للأقوى والأكثر انسجاماً مع تطلعات الإنسان لحياة أفضل، الفكر مثل البشر وكما قال تبارك وتعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)، وكذلك الآراء والأفكار تتحاور وتتجاور ويتجاوز بعضها بعض بحسب قوة الفكرة وسلامة مقاصدها وجودة ترتّب آثارها النافعة عليها.
الغرب الحديث مرّ بمراحل من الظلامية قبل أن يبلغ مراتب النور والتنوير والإيمان بحرية الفكر وتعددية الآراء. الشرق يحذو حذو الغرب وإن ببطء، لكنه سيصل يوماً ما إلى التسليم بما سلّم به سابقوه من إيجابيات الحياة وكشوفات العلم واختراعات العقل.
لست بحاجة إلى ضرب أمثلة حيّة على أثر الفكر الحُرّ المستقل في حياة الناس، لكن أبلغ مثال حيوي هو ما تبنته قيادتنا من حرق المراحل وعدم الالتفات للوراء، ولعله من يُمن الطالع أن يتولى زمام التحولات الكبرى الملك سلمان ويرفده ولي عهده محمد، ونحن اليوم نرى وليس راءٍ كمن سمع.
لربما كان استقلال البلدان الخاضعة لمستعمر أقلّ كلفة من استقلال فكر محتل، فالمحتل للدول قد يكون لديه مؤهلات اقتصادية ومؤسسية وعسكرية تبرر له مشروع هيمنته، وتطوّر أدوات ووعي المواطنين المُحتلين من تدريس وثقافة وتنمية. أما احتلال الأفكار فالغالب الأعم أن المُحتَل هشٌّ وأضعف ممن يحتلهم وكل أدواته حِيل وتلفيقات ووعود، شرط التسليم الكامل بما يقول من خطابات بالية لا تنسجم مع معطيات العصر ولا روح الدِّين الحق، ما يعيدنا إلى مقولة (من قال لشيخه لما فقد كفر).
إنّ إطفاء مصباح العقل والاعتقاد والإنسان أعمى كما في بعض الأدبيات ليس من الإسلام ولم تأت به شرائع الله، ومن حق الإنسان الحُر أن يرفض وأن يقول (لا، ولماذا، وكيف) يجادل ويحاور ويناقش ويسأل ولا يسلّم تسليم الساذج المُستغفل بتأويلات وحي الله المُقدّس، ليغدو كمن يقاد إلى الموت وهو ينظر دون احتجاج ولا تنكّر.
الأفكار تتدافع والبقاء للأقوى والأكثر انسجاماً مع تطلعات الإنسان لحياة أفضل، الفكر مثل البشر وكما قال تبارك وتعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)، وكذلك الآراء والأفكار تتحاور وتتجاور ويتجاوز بعضها بعض بحسب قوة الفكرة وسلامة مقاصدها وجودة ترتّب آثارها النافعة عليها.
الغرب الحديث مرّ بمراحل من الظلامية قبل أن يبلغ مراتب النور والتنوير والإيمان بحرية الفكر وتعددية الآراء. الشرق يحذو حذو الغرب وإن ببطء، لكنه سيصل يوماً ما إلى التسليم بما سلّم به سابقوه من إيجابيات الحياة وكشوفات العلم واختراعات العقل.
لست بحاجة إلى ضرب أمثلة حيّة على أثر الفكر الحُرّ المستقل في حياة الناس، لكن أبلغ مثال حيوي هو ما تبنته قيادتنا من حرق المراحل وعدم الالتفات للوراء، ولعله من يُمن الطالع أن يتولى زمام التحولات الكبرى الملك سلمان ويرفده ولي عهده محمد، ونحن اليوم نرى وليس راءٍ كمن سمع.