-A +A
حمود أبو طالب
كان وزير التعليم محقا في قوله بمناسبة عودة المعلمين واقتراب بدء الموسم الدراسي الجديد ما معناه أنه لا عذر في عدم تحقيق إنجازات من خلال تعليم متميز في دولة تنفق ربع ميزانيتها على التعليم، هذا الكلام صحيح جدا لكننا نسمعه بصيغ مختلفة مع كل عام دراسي جديد منذ سنوات عديدة دون أن نحقق القدر المعقول من الأمنيات المتكررة رغم الاعتراف في كل مرة بأن ميزانيات التعليم تزداد باستمرار لتصل إلى أرقام ضخمة جدا.

كون التعليم يحصل على ما يقارب ربع ميزانية الدولة فذلك يؤكد أنها تعرف جيدا أهمية التعليم كقاعدة أساسية للتطور والحضارة والرقي في كل المجالات، ويؤكد أنها تضعه في مقدمة اعتماداتها المالية بغض النظر عن الظروف التي تطرأ على نفقات الدولة في مجالات أخرى، وبالتالي يكون السؤال الأبرز لماذا لم تحقق هذه الميزانيات الضخمة المستمرة تعليما يعكس هذا الإنفاق الكبير.


الأسباب كثيرة ومتشعبة، فيها الرئيسي والثانوي، لكن ربما من أهمها أن التعليم قد يكون المجال الوحيد الذي تختلط فيه كل الأوراق وتتجاذبه كل الأطراف والأفكار والنزعات والتوجهات. كان التعليم مأزقا اجتماعيا ودينيا وفكريا وثقافيا تشارك الجميع في استمراره، وتم إجهاض كل المحاولات لتحييده من التجاذبات العنيفة التي تكتنفه. الإنفاق الهائل عليه لم تكن نتيجته سوى شكليات لا تزيد على ترضيات للكل، لكنها ترضيات ضارة ومعيقة لأن الجوهر بقي كما هو حتى أصابه التكلس.

فعلا لا عذر لنا إذا لم تثمر ربع الميزانية العامة للدولة في تحقيق تعليم يليق بمواطن هذا العصر، ونستطيع تحقيق هذا الهدف إذا تعاملنا مع التعليم بوصفه تعليما فقط، وتحصينه من محاولات انتزاع هذا المفهوم الخالص المجرد منه.

* كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com