كنتُ ومازلتُ مؤمناً بالخطوات التي اتخذتها وزارة الثقافة في اجتراح خطّ مختلف للعمل الثقافي والانتقال به إلى آفاق رحبة تتوافق ورؤية المملكة 2030 إلاّ أنني مستاء جداً من مقاولي الباطن وبعض المثقفين الذين تجاوزوا الستين عاماً والذين تنتقل طموحاتهم الثقافية في الغالب من تحقيق الرؤية إلى تحقيق متعهم الذاتية!
مشكلة مقاولي الباطن في الثقافة أنهم يعمدون إلى تسويق العمل الثقافي دون اهتمام بالشق الآخر الذي يعتقدون أنه لم يعد مناسباً للمرحلة وغير جاذب للجمهور وأعني هنا الندوات الثقافية والفكرية والأعمال المسرحية الجادة والحفلات الغنائية المعتبرة والموسيقى الرفيعة.
أكتب هذه المقدمة بصفتي مهتماً بالعمل الثقافي في شقه الآخر، فلا أنا مقاول باطن ولا مثقف تجاوز الرؤية، بعد متابعتي للبرامج والفعاليات التي صاحبت مهرجان «رِجال الطيب» في محافظة رجال ألمع، هذه المحافظة التي يبدو أنّ المقاول بالباطن لم يكن على دراية كافية بطبيعة المكان والإنسان، ومن المؤسف حقاً أن تضع وزارة الثقافة ثقتها كاملة في أفراد ربما كانت رؤيتهم للعمل الثقافي بعيدة كلّ البعد عن روح المكان وتاريخه لأسباب مختلفة ليس الوقت مناسباً للخوض فيها.
ما يعنيني في هذه المقالة أن تصل وجهة نظر الشق الآخر للمعنيين في وزارة الثقافة، وأنّ هناك ردود أفعال كثيرة ومختلفة عن هذا المهرجان، فيها من يمدح دون حساب، وفيها من يقدح دون اعتدال أو إنصاف، لكنّ المتفق عليه أنّ الفكرة بحدّ ذاتها كانت جميلة وتملأ المكان، لكنها اختزلته في صورة نمطية لا يمكن تجاوزها بسهولة ويسر.
ولكي أتجاوز في هذه المقالة الكتابة الإنشائية وأنحاز لما يؤمن به المثقفون والمعنيون الذين تقنعهم الأرقام في العمل الثقافي باختلاف تعريفات الثقافة وتعدد أوجه النظر إليها، والتي تقول إنّ 21 ليلة من ليالي المهرجان كان نصيب الرقصات الشعبيّة 21 ليلة بمشاركة ما يزيد على 8 فرق شعبية، فيما كان نصيب الأمسيات الشعرية الشعبية النبطية 5 أمسيات شارك فيها ما يزيد على 8 شعراء شعبيين، في حين تم تغييب الثقافة في شقها الآخر عن البرنامج الذي تشرف عليه وزارة الثقافة السعودية، فلم يكن هناك حضور للشعر الفصيح ولا السينما ولا المسرح ولا للحوارات الفكرية والثقافية، ولم يكن هناك تأصيل أو نقد أو توجيه حتّى للموروث الشعبي الذي قدّم كنمط ثقافي بارد وتوظيف الفنون البصرية في أعمال إبداعية تثري عنوان المهرجان وتفتح له أبعاداً جديدة في التوثيق والانتشار ولو بلغات متعددة!
أفلا يحقّ لنا أن نتساءل نحن الذين فنيت أعمارنا في متابعة شقنا الآخر عن الأسباب المنطقية التي جعلت الشق الآخر الذي تحدثت عنه في بداية هذه المقالة والذي تعنى به وزارة الثقافة يغيب عن مهرجان رِجال الطيب في محافظة ينعتها المثقفون بألمع الشاعرة؟!
alma3e@
مشكلة مقاولي الباطن في الثقافة أنهم يعمدون إلى تسويق العمل الثقافي دون اهتمام بالشق الآخر الذي يعتقدون أنه لم يعد مناسباً للمرحلة وغير جاذب للجمهور وأعني هنا الندوات الثقافية والفكرية والأعمال المسرحية الجادة والحفلات الغنائية المعتبرة والموسيقى الرفيعة.
أكتب هذه المقدمة بصفتي مهتماً بالعمل الثقافي في شقه الآخر، فلا أنا مقاول باطن ولا مثقف تجاوز الرؤية، بعد متابعتي للبرامج والفعاليات التي صاحبت مهرجان «رِجال الطيب» في محافظة رجال ألمع، هذه المحافظة التي يبدو أنّ المقاول بالباطن لم يكن على دراية كافية بطبيعة المكان والإنسان، ومن المؤسف حقاً أن تضع وزارة الثقافة ثقتها كاملة في أفراد ربما كانت رؤيتهم للعمل الثقافي بعيدة كلّ البعد عن روح المكان وتاريخه لأسباب مختلفة ليس الوقت مناسباً للخوض فيها.
ما يعنيني في هذه المقالة أن تصل وجهة نظر الشق الآخر للمعنيين في وزارة الثقافة، وأنّ هناك ردود أفعال كثيرة ومختلفة عن هذا المهرجان، فيها من يمدح دون حساب، وفيها من يقدح دون اعتدال أو إنصاف، لكنّ المتفق عليه أنّ الفكرة بحدّ ذاتها كانت جميلة وتملأ المكان، لكنها اختزلته في صورة نمطية لا يمكن تجاوزها بسهولة ويسر.
ولكي أتجاوز في هذه المقالة الكتابة الإنشائية وأنحاز لما يؤمن به المثقفون والمعنيون الذين تقنعهم الأرقام في العمل الثقافي باختلاف تعريفات الثقافة وتعدد أوجه النظر إليها، والتي تقول إنّ 21 ليلة من ليالي المهرجان كان نصيب الرقصات الشعبيّة 21 ليلة بمشاركة ما يزيد على 8 فرق شعبية، فيما كان نصيب الأمسيات الشعرية الشعبية النبطية 5 أمسيات شارك فيها ما يزيد على 8 شعراء شعبيين، في حين تم تغييب الثقافة في شقها الآخر عن البرنامج الذي تشرف عليه وزارة الثقافة السعودية، فلم يكن هناك حضور للشعر الفصيح ولا السينما ولا المسرح ولا للحوارات الفكرية والثقافية، ولم يكن هناك تأصيل أو نقد أو توجيه حتّى للموروث الشعبي الذي قدّم كنمط ثقافي بارد وتوظيف الفنون البصرية في أعمال إبداعية تثري عنوان المهرجان وتفتح له أبعاداً جديدة في التوثيق والانتشار ولو بلغات متعددة!
أفلا يحقّ لنا أن نتساءل نحن الذين فنيت أعمارنا في متابعة شقنا الآخر عن الأسباب المنطقية التي جعلت الشق الآخر الذي تحدثت عنه في بداية هذه المقالة والذي تعنى به وزارة الثقافة يغيب عن مهرجان رِجال الطيب في محافظة ينعتها المثقفون بألمع الشاعرة؟!
alma3e@