-A +A
منى المالكي
في حفل افتتاح سوق عكاظ العظيم لهذه السنة، وعلى المنصة الرئيسة جلست وبجانبي سيدات عربيات مشاركات في الحدث الثقافي الأكبر على مستوى العالم العربي، وكنا نتجاذب أطراف الحديث حول النقلة النوعية لسوق عكاظ وهذا المزج المدهش بين الأصالة والحداثة، حتى فاجأتني إحداهن بالقول «ليتني امرأة سعودية» أحسست هنا أني في عنان السماء ! كيف لا والكل يشهد بالمكانة الرائعة التي وصلت إليها المرأة السعودية، المكانة اللائقة بشريكة أصيلة وفاعلة في بناء الوطن.

سألتها لماذا هذه الأمنية ؟ فأجابت: نحن أتينا من بلاد ناضلت بها المرأة كثيراً حتى تحصل على حق التصويت وعلى حقوقها في ملف الأحوال الشخصية وعلى كل شيء يخصها ومع ذلك كنا نحتاج إلى نظام «الكوتا» مثلاً أو تدخل سيادي ! ولكن المرأة السعودية عبرت مراحلنا كاملة ووجدت من الحقوق الكثير والكثير حتى أكرمها الله تعالى بفارس من العصر العربي الأصيل، أتى لزماننا هذا وأصبح المخلص للعالم العربي كله وليس للسعودية فقط، أتمنى أن يكرمنا الله بمثل الأمير محمد بن سلمان في بلادنا، الكل حولنا واع جداً للعمل الدؤوب المخلص الذي يقوم عليه ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان فارس رؤية 2030، وما يحدث من ترهات «خلف الشبك» ما هي إلا فتنة أو حسد أو حقد وهذا كله لا يعول عليه ! الشيء الذي لفت نظري أثناء الحديث عن سموه هو أن الكل يتكلم عن الأمير محمد بن سلمان وكأنه أميرهم لهم ! أقصد أن كل المشاركين العرب رجالاً ونساءً عندما يهنئوننا على التغييرات العظيمة في بلادنا، لا ينظرون إلى سموه الكريم سعودياً فقط، فالأمير محمد بن سلمان لكل العرب.


هنا تخرس كل الأصوات الحاقدة التي رفع عقيرتها وتتباكى خبثاً على الظلم الزائف الذي تتعرض له المرأة السعودية، هنا يجب على كل امرأة سعودية من مقر عملها من مكان بعثتها من المحكمة التي سلمت لها صك الحضانة من جوازها الذي استلمته بدون ولي ! من جامعتها، من مدرستها، من وطنها أن تكتب وترسل للعالم كله ما قدمته لنا السعودية العظمى.

لا يكفي إطلاقاً أن نعلن مكتسبات العصر الذهبي الذي نعيش فيه فقط، لا بد أن تتجسد كل هذه الحقوق وتتمثل في المحافظة على هويتنا والحفاظ على ثوابتنا، فالحضارات ترسم حضورها التاريخي وثباتها الإنساني بقدر التمسك بدينها ولغتها وهويتها، وهذا هو الواجب على كل امرأة سعودية ولنا في صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان القدوة الصالحة، ولا أنسى كلمة أمي الغالية -حفظها الله- عندما رأت الأميرة ريما بنت بندر في أول يوم لها في السفارة السعودية في واشنطن سفيرة لبلادنا العظيمة، عندما قالت «طرحتها على رأسها ما ضيعتها الله يبارك فيها وفي عملها» هذه الكلمة وما تحمله رمزية «الطرحة» هي الرهان الحقيقي لبناتنا، فالحرية مسؤولية وعلينا تحمل هذه المسؤولية.

* كاتبة سعودية

monaalmaliki@