-A +A
خالد السليمان
في وقت متأخر من المساء قبل يومين احتجت لمراجعة طبية طارئة لابنتي، اتصلت برقم ٩٣٧ لأطلب توجيهي لطوارئ أي مستشفى يمكنه استقبال حالتها، فتم توجيهي لمركز الرعاية الأولية بالسليمانية الذي بدوره حولني لمستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز!

في المستشفى استغرق الأمر ٢٠ دقيقة فقط قبل إجراء الفحص الأولي للابنة بواسطة طبيب غرفة الطوارئ، ثم تم توجيهي لموظف الاستقبال لفتح ملف لاستكمال إجراء الفحوصات والتحاليل ومقابلة الطبيب المختص، ونظرا لأن التوجه لطلب المساعدة الطبية كان من خارج المنزل فلم تتوفر بطاقة الهوية الوطنية الأصلية للابنة ولا بطاقة العائلة، واعتذر الموظف بكل لباقة عن قبول صور منها، وأصر على إحضار الأصل بموجب النظام الذي يحكم عمله إلا في حالة قرر طبيب الطوارئ أن الحالة تستدعي المعالجة الفورية، وهو ولله الحمد ما لم يكن متطلبا!


احترمت طلبه وقدرت لباقته، وأوضح أن نفس إجراءات الاستقبال والفحص الأولي ستطبق من جديد عند عودتي بالبطاقة، وهنا أبديت له ملاحظة أنني بذلك أستنزف موارد المستشفى والأفضل أن نستكمل الإجراءات من حيث توقفت توفيرا للموارد وحفظا للوقت، في هذه الأثناء صادف حوارنا مرور المدير المناوب للمستشفى فهد العليان، الذي تدخل لحل الموضوع وفتح الملف بقبول صورة الهوية الوطنية، لتستكمل إجراءات الفحوصات ومقابلة الطبيب المختص الذي أجرى ١٦ فحصا للدم، إضافة للأشعة، ليخرج بنتيجة مطمئنة تماما ولله الحمد!

الخلاصة في هذا الموضوع هي أن موظف الاستقبال تعامل بنص النظام الذي يحكم عمله، لكن المدير المناوب تعامل بروح النظام في تسهيل الأمر، وأحيانا مثل هذا المدير وهذه الروح هو ما يحتاجه الإنسان في مثل هذه المواقف!