من الحماقة أن نكتب مقدمات طويلة عريضة لندخل في صلب الموضوع، فخير المقال ما قل ودل، وليس هناك أي فائدة تذكر من كثر الحكي و(البربرة).
وحتى لا (أبربر) عليكم كثيراً وأصدع رؤوسكم بالكلام سأبدأ حديثي عن الإبداع والذكاء والأبحاث والاختراعات والدراسات العلمية التي فادت البشرية وغيرت مجرى الحياة.
وكما تعلمون قد جرت العادة على تكريم العلماء والمخترعين والمكتشفين ومنحهم جوائز تقديراً لجهودهم ودراساتهم التي سهلت وساهمت على حل الكثير من المعضلات.
لكن ما لا تعلمونه ربما أن التكريم يطال أيضاً أصحاب الأبحاث والدراسات الحمقى والسخيفة وغير المحتملة ولا المنطقية، فهناك جائزة تسمى (بجائزة إيج نوبل) للحماقة العلمية والجهلاء، وتقدم سنوياً لأي (أحمق) اجتهد ليقدم للعالم شيئاً وهو ما عنده ما عند جدتي.
وتلك الجوائز تغطي 10 مجالات مختلفة، ويتم منحها للفائزين في مراسم احتفالية مشابهة لجائزة نوبل الأصلية، ويتم ترتيب البحوث الفاشلة الخالية من الفائدة والفائزة بالجوائز من الأسوأ إلى الأكثر سوءاً.
فعلى سبيل المثال حصل على المركز الأول للحماقة شخص اجتهد في مجال علم الأحياء، وكان بحثه يدرس تأثير طعم (العلكة) على أمواج المُخ!
بينما كانت الجائزة الثانية من نصيب عالمتين من النرويج لدراسة قدمتاها عن تأثير الثوم والبيرة على شهية الديدان الطفيلية!
وفاز بالجائزة الثالثة مجموعة من الباحثين الذين أثبتوا أن خبيراً تذوق النبيذ يمكنه معرفة ما إذا كان هناك ذباب في كأس النبيذ من عدمه من خلال حاسة الشم فقط!
وفي المجال الطبي حصل على جائزة الحماقة (دكـ/تور) يدرس تأثير صوت المصعد على الجهاز المناعي للإنسان.
وفي علم الأرصاد الجوية منحت الجائزة لبحث يدعو لاعتماد صوت الدجاجة كمقياس لسرعة الإعصار.
ليس هذا كل شيء، فهناك أيضاً متحف مخصص للاختراعات الحمقاء ويسمى «نونزيوم» ويقع في النمسا ويرتاده عدد كبير من السياح لأنه يحتوي على اختراعات غريبة لا يمكن لأحد أن يتصور ما الذي مر في بال مخترعيها حين أقدموا على تصنيعها.
مثل «بندقية معوجة الفوهة» نحو حاملها لتسهل على من يرغب في الانتحار بالانتحار سريعاً ودون عناء، إضافة إلى صحون تحتوي على «بالوعة» للتخلص من بقايا الطعام بسهولة.
ومن (محطاتي) الثابتة ومنبري هذا و(عامودي) المائل أقترح على هيئة الترفيه الموقرة أن تستحدث جائزة مماثلة لجائزة إيج نوبل وتُسميها (جائزة إيج دراما)، وأرشح للفوز بها العديد من النماذج البشرية التي تجتهد (بغير سنع) وتتدخل في ما لا يعنيها وتخترع مواقف وأحداثاً لا تمت للواقع بصلة، مثل الشائعة التي تداولت مؤخراً عن سقوط أحد الأشخاص في جدة من أعلى المباني ضمن فعاليات هيئة الترفيه والصحيح أن هذا الفيديو كان جزءاً من إعلان تمثيلي لإحدى الشركات.
لكن أخشى أن ينقلب المكتوب على الكاتب ويتركوهم ويمنحوني تلك الجائزة على هذا المقال عديم الفائدة والممتلئ بالحُمق، فإنه لمن الحماقة فعلاً أن أطالب بتوزيع جوائز للحمقى الأفاضل، لذا أعذروني على حماستي وحماقتي ولقافتي ولا أريد منكم لا درعاً ولا هدية.
فقط أرجوكم أن تمنحوني فرصة، فلدي أبحاث واختراعات ودراسات عديدة وعظيمة لم ترَ النور بعد، وحينما أظهرها سأغير وجه العالم، وهذا وجهي إن صدقتوني!
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com
وحتى لا (أبربر) عليكم كثيراً وأصدع رؤوسكم بالكلام سأبدأ حديثي عن الإبداع والذكاء والأبحاث والاختراعات والدراسات العلمية التي فادت البشرية وغيرت مجرى الحياة.
وكما تعلمون قد جرت العادة على تكريم العلماء والمخترعين والمكتشفين ومنحهم جوائز تقديراً لجهودهم ودراساتهم التي سهلت وساهمت على حل الكثير من المعضلات.
لكن ما لا تعلمونه ربما أن التكريم يطال أيضاً أصحاب الأبحاث والدراسات الحمقى والسخيفة وغير المحتملة ولا المنطقية، فهناك جائزة تسمى (بجائزة إيج نوبل) للحماقة العلمية والجهلاء، وتقدم سنوياً لأي (أحمق) اجتهد ليقدم للعالم شيئاً وهو ما عنده ما عند جدتي.
وتلك الجوائز تغطي 10 مجالات مختلفة، ويتم منحها للفائزين في مراسم احتفالية مشابهة لجائزة نوبل الأصلية، ويتم ترتيب البحوث الفاشلة الخالية من الفائدة والفائزة بالجوائز من الأسوأ إلى الأكثر سوءاً.
فعلى سبيل المثال حصل على المركز الأول للحماقة شخص اجتهد في مجال علم الأحياء، وكان بحثه يدرس تأثير طعم (العلكة) على أمواج المُخ!
بينما كانت الجائزة الثانية من نصيب عالمتين من النرويج لدراسة قدمتاها عن تأثير الثوم والبيرة على شهية الديدان الطفيلية!
وفاز بالجائزة الثالثة مجموعة من الباحثين الذين أثبتوا أن خبيراً تذوق النبيذ يمكنه معرفة ما إذا كان هناك ذباب في كأس النبيذ من عدمه من خلال حاسة الشم فقط!
وفي المجال الطبي حصل على جائزة الحماقة (دكـ/تور) يدرس تأثير صوت المصعد على الجهاز المناعي للإنسان.
وفي علم الأرصاد الجوية منحت الجائزة لبحث يدعو لاعتماد صوت الدجاجة كمقياس لسرعة الإعصار.
ليس هذا كل شيء، فهناك أيضاً متحف مخصص للاختراعات الحمقاء ويسمى «نونزيوم» ويقع في النمسا ويرتاده عدد كبير من السياح لأنه يحتوي على اختراعات غريبة لا يمكن لأحد أن يتصور ما الذي مر في بال مخترعيها حين أقدموا على تصنيعها.
مثل «بندقية معوجة الفوهة» نحو حاملها لتسهل على من يرغب في الانتحار بالانتحار سريعاً ودون عناء، إضافة إلى صحون تحتوي على «بالوعة» للتخلص من بقايا الطعام بسهولة.
ومن (محطاتي) الثابتة ومنبري هذا و(عامودي) المائل أقترح على هيئة الترفيه الموقرة أن تستحدث جائزة مماثلة لجائزة إيج نوبل وتُسميها (جائزة إيج دراما)، وأرشح للفوز بها العديد من النماذج البشرية التي تجتهد (بغير سنع) وتتدخل في ما لا يعنيها وتخترع مواقف وأحداثاً لا تمت للواقع بصلة، مثل الشائعة التي تداولت مؤخراً عن سقوط أحد الأشخاص في جدة من أعلى المباني ضمن فعاليات هيئة الترفيه والصحيح أن هذا الفيديو كان جزءاً من إعلان تمثيلي لإحدى الشركات.
لكن أخشى أن ينقلب المكتوب على الكاتب ويتركوهم ويمنحوني تلك الجائزة على هذا المقال عديم الفائدة والممتلئ بالحُمق، فإنه لمن الحماقة فعلاً أن أطالب بتوزيع جوائز للحمقى الأفاضل، لذا أعذروني على حماستي وحماقتي ولقافتي ولا أريد منكم لا درعاً ولا هدية.
فقط أرجوكم أن تمنحوني فرصة، فلدي أبحاث واختراعات ودراسات عديدة وعظيمة لم ترَ النور بعد، وحينما أظهرها سأغير وجه العالم، وهذا وجهي إن صدقتوني!
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com