منذ أعوام قليلة بدأنا نقرأ على فترات متقطعة مقالات أجنبية لمؤرخين وسياسيين يؤكدون على التشابه بين عصر ما قبل الحرب العالمية الثانية التي مضت منذ ثمانين عاما وبين عصرنا هذا الذي نعيشه.
في الحرب العالمية الثانية قتل حوالى 70 مليون شخص. هذا عدا الخسائر والويلات العظيمة الأخرى التي لم تخرج البشرية من بعضها حتى الآن.
أصحاب هذه المقالات على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم يدعون البشرية لإعادة النظر في كيفية وصول العالم إلى هذا العصر المظلم ويطالبونهم بالمقارنة بينه وبين عصرنا لعلهم يبلغون صيحة النذير. مما يؤكدون عليه أولا هو ما يصفونه بصعود الأنظمة الدكتاتورية التي تهدف إلى الانتقام من الإهانات الجيوسياسية الماضية وإعادة رسم الحدود مثلما يحدث في الصين وروسيا وإيران الآن، وما حدث قبيل الحرب العالمية الثانية في ألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا.
ثم هم يشيرون لحواجز الفصل العنصري وإثارة الأحقاد القومية مثلما يحدث في أمريكا ضد المهاجرين وما يحدث في إسرائيل ضد الفلسطينيين وما يحدث بين الدول العربية بعضها ضد بعض. ويشيرون إلى خطاب جديد يجد رواجا كبيرا وهو خطاب يجعل الخير المطلق مقابل الشر المطلق، وهذه فكرة لم أستوعبها تماما، ففي ظني أن هذا الخطاب قديم جدا ولم يزل منذ خلق الله البشرية وأنزل آدم من الجنة ثم طرد منها إبليس، لكن أكثر ما أدهشني في مقارباتهم لعصرنا ولعصر ما قبل الحرب العالمية الثانية هو انتشار الراديو آنذاك واتساع شريحة مستخدمي تويتر حول العالم في أيامنا.
كان الراديو يعتبر نسبيا هو التكنولوجيا الجديدة في الثلاثينات. ويستشهدون بما ذكرته صحيفة التايمز في عام 1936: (إنها معجزة الراديو التي تحشد 60.000.000 ألماني في حشد واحد).
وقد كانت أحد مشاريع هتلر «إنتاج وتوزيع راديو رخيص الثمن يمكنه أن يوصل صوت الفوهرر إلى كل منزل»، ما بين القوسين هذه جملة وجدتها مكتوبة أسفل صورة بالأبيض والأسود يظهر فيها جماعة من العسكر النازيين وهم يناولون عجوزا ألمانية جهاز راديو.
ولعلنا في الدول العربية نعرف جيدا كيف عشق الناس جمال عبدالناصر القائد العربي الذي خسر كل معاركه على الأرض، بينما انتصر انتصارا كاسحا على الراديو وفي قلوب الجماهير العاطفية التي يهزها الكلام والنبر أكثر مما يهزها المنطق والعقل.
لذا أود أن أعلق الجسر بدوري لعلنا نتساعد في إخماد خطابات الكراهية والعنصرية والتناحر التي نقرأها كل يوم على تويتر، بل ونسعى لسن قوانين تجرّمها.
في الحرب العالمية الثانية قتل حوالى 70 مليون شخص. هذا عدا الخسائر والويلات العظيمة الأخرى التي لم تخرج البشرية من بعضها حتى الآن.
أصحاب هذه المقالات على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم يدعون البشرية لإعادة النظر في كيفية وصول العالم إلى هذا العصر المظلم ويطالبونهم بالمقارنة بينه وبين عصرنا لعلهم يبلغون صيحة النذير. مما يؤكدون عليه أولا هو ما يصفونه بصعود الأنظمة الدكتاتورية التي تهدف إلى الانتقام من الإهانات الجيوسياسية الماضية وإعادة رسم الحدود مثلما يحدث في الصين وروسيا وإيران الآن، وما حدث قبيل الحرب العالمية الثانية في ألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا.
ثم هم يشيرون لحواجز الفصل العنصري وإثارة الأحقاد القومية مثلما يحدث في أمريكا ضد المهاجرين وما يحدث في إسرائيل ضد الفلسطينيين وما يحدث بين الدول العربية بعضها ضد بعض. ويشيرون إلى خطاب جديد يجد رواجا كبيرا وهو خطاب يجعل الخير المطلق مقابل الشر المطلق، وهذه فكرة لم أستوعبها تماما، ففي ظني أن هذا الخطاب قديم جدا ولم يزل منذ خلق الله البشرية وأنزل آدم من الجنة ثم طرد منها إبليس، لكن أكثر ما أدهشني في مقارباتهم لعصرنا ولعصر ما قبل الحرب العالمية الثانية هو انتشار الراديو آنذاك واتساع شريحة مستخدمي تويتر حول العالم في أيامنا.
كان الراديو يعتبر نسبيا هو التكنولوجيا الجديدة في الثلاثينات. ويستشهدون بما ذكرته صحيفة التايمز في عام 1936: (إنها معجزة الراديو التي تحشد 60.000.000 ألماني في حشد واحد).
وقد كانت أحد مشاريع هتلر «إنتاج وتوزيع راديو رخيص الثمن يمكنه أن يوصل صوت الفوهرر إلى كل منزل»، ما بين القوسين هذه جملة وجدتها مكتوبة أسفل صورة بالأبيض والأسود يظهر فيها جماعة من العسكر النازيين وهم يناولون عجوزا ألمانية جهاز راديو.
ولعلنا في الدول العربية نعرف جيدا كيف عشق الناس جمال عبدالناصر القائد العربي الذي خسر كل معاركه على الأرض، بينما انتصر انتصارا كاسحا على الراديو وفي قلوب الجماهير العاطفية التي يهزها الكلام والنبر أكثر مما يهزها المنطق والعقل.
لذا أود أن أعلق الجسر بدوري لعلنا نتساعد في إخماد خطابات الكراهية والعنصرية والتناحر التي نقرأها كل يوم على تويتر، بل ونسعى لسن قوانين تجرّمها.