ترمز الكلمة إلى النظرة أو مجموعة النظرات الثاقبة التهديدية. وتتميز باستمراريتها وعدم انقطاعها، ولا حتى لجزء من الثانية. وتمارس من قبل المخلوقات بأحجامها وأشكالها المختلفة، بل وفي بعض الأحيان تمارس من قبل الدول أيضا، وإليكم التفاصيل: تاريخ الطيران العسكري بدأ «بالزنبيل»، وبالأصح بالبشر بداخل «الزنابيل» المعلقة من البالونات الطائرة بهدف التجسس على قوات العدو الأرضية. وحتى بعدما تطورت علوم الطيران، كانت الاستعمالات العسكرية الأولى للقوات الجوية حول العالم هي للمراقبة قبل أن تكون لقذف القنابل، أو الاشتباكات.. يعني «دبابيس» الجو كانوا الأساس. واليوم وبعد مرور حوالى 150 سنة على تلك العمليات العسكرية الأولى، يبدو أن العالم قد عاد إلى البدايات لأن أعمال المراقبة الجوية تتمتع بهيمنة عجيبة حول العالم. ظهرت تقنيات جديدة خلال الثلاثين السنة الماضية تستحق وقفات تأمل. كانت المراقبة الجوية تعتمد على التصوير المباشر للمواقع المحددة، وسواء كانت من خلال التصوير الفوتوغرافي الرقمي، أو تصوير الفيديو، كان التركيز على تحديد المواقع الحساسة. وجاءت النقلة الكبرى من خلال تصوير مناطق كبيرة تصل إلى عشرات الملايين من الأمتار المربعة بالفيديو لفترات طويلة، مع إمكانية استرجاع المقاطع الزمنية المحددة وللمناطق المختارة حسب الاحتياج. والموضوع يشبه مشاهدة مباريات كرة القدم، حيث يمكن استرجاع تفاصيل الأهداف بدقة. ولكن هذا التشبيه لا يأخذ في الحسبان الفارق الهائل بين مساحة ملعب كرة القدم الذي يبلغ حوالى 7140م2 وبين ملايين الأمتار المربعة التي تراقب حاليا في مختلف المدن حول العالم. والسر يكمن في عدة محاور: أولا في دقة الكاميرات التي تغطي المساحات الشاسعة، والعدسات المكلفة الواسعة التغطية، والمستشعرات الإلكترونية الدقيقة التي تترجم الضوء الداخل عبر العدسات ليخرج على هيئة صور. ولا ننسى الحواسيب التي تعالج كل هذه «الهيصة» وتحفظها آلاف ملايين المرات في كل ثانية.. وهناك المزيد، فكل هذه المعلومات يجب أن ترسل فورا من المنصات الجوية إلى مراكز اتخاذ القرار والتحكم على الأرض. وكل هذا بسبب ما سخره الله من قدرات مذهلة متنامية في استيعاب، وتحليل، وتخزين، وإعادة إرسال المعلومات عبر الأثير.
وهناك المزيد.. فكل المعلومات المدونة أعلاه عمرها حوالى 3 سنوات مما يجعلها قديمة، بل إنها تاريخية في هذا المجال المتجدد يوميا. وللعلم فأحدث تقنيات المراقبة أطلق عليها اسم «فرصعة جورجون» Gorgon Stare وملخصها هو ما وصفت أعلاه. والاسم يشير إلى إحدى أساطير اليونان القديمة التي تدور حول فرصعة 3 أخوات كانوا من أفظع الوحوش الإجرامية التي كانت تفرصع، وتراقب، وتفتك بكل من ينظر نحو أي منهن. ثلاثتهن شعورهن كانت أفاعي سامة، وأسماؤهن: «ستينو»، و«يورايلي»، والأخت الأكثر شهرة «مدوسا»، وكان كل من ينظر لهن يتحول إلى حجر.
أمنيـــتانأتمنى أن نستثمر في تطوير هذه التقنيات التي ستغزو العالم في القريب العاجل، ليس فقط كمستخدمين، وإنما كمطورين، وللعلم فالتقنية الإسرائيلية تحتل مكانة عالمية في الكاميرات من قبل شركة «البيت» وفي المنصات الجوية، وبالذات المركبات ذات التحكم من بعد من قبل شركة «صناعة الطائرات الإسرائيلية» IAI. والأمنية الثانية هي أن يتذكر كل من يستخدم هذه التقنيات بحفظ حقوق الإنسان في عمليات المراقبة التي يتعرض لها آلاف ملايين البشر يوميا في السلم والحرب. والموضوع يحتاج أن يتذكر البشر أن الله فوق الجميع..
وهو من وراء القصد.
* كاتب سعودي
وهناك المزيد.. فكل المعلومات المدونة أعلاه عمرها حوالى 3 سنوات مما يجعلها قديمة، بل إنها تاريخية في هذا المجال المتجدد يوميا. وللعلم فأحدث تقنيات المراقبة أطلق عليها اسم «فرصعة جورجون» Gorgon Stare وملخصها هو ما وصفت أعلاه. والاسم يشير إلى إحدى أساطير اليونان القديمة التي تدور حول فرصعة 3 أخوات كانوا من أفظع الوحوش الإجرامية التي كانت تفرصع، وتراقب، وتفتك بكل من ينظر نحو أي منهن. ثلاثتهن شعورهن كانت أفاعي سامة، وأسماؤهن: «ستينو»، و«يورايلي»، والأخت الأكثر شهرة «مدوسا»، وكان كل من ينظر لهن يتحول إلى حجر.
أمنيـــتانأتمنى أن نستثمر في تطوير هذه التقنيات التي ستغزو العالم في القريب العاجل، ليس فقط كمستخدمين، وإنما كمطورين، وللعلم فالتقنية الإسرائيلية تحتل مكانة عالمية في الكاميرات من قبل شركة «البيت» وفي المنصات الجوية، وبالذات المركبات ذات التحكم من بعد من قبل شركة «صناعة الطائرات الإسرائيلية» IAI. والأمنية الثانية هي أن يتذكر كل من يستخدم هذه التقنيات بحفظ حقوق الإنسان في عمليات المراقبة التي يتعرض لها آلاف ملايين البشر يوميا في السلم والحرب. والموضوع يحتاج أن يتذكر البشر أن الله فوق الجميع..
وهو من وراء القصد.
* كاتب سعودي