انطلق عام دراسي جديد مع التمنيات بأن يكون مفعما بالأمل والنشاط، وامتدادا لما تناولته عبر هذه الزاوية الأسبوع الماضي، نفكر معا في حالة يكاد يشعر بها معظم أبنائنا وبناتنا بدرجات متفاوتة، وهي مرحلة الانتقال النفسي من إجازة طويلة اعتادوا خلالها على السهر والخروج والتواصل الحقيقي والإليكتروني ليل نهار، إلى نظام يومي جديد نتمنى لو يستمر طوال الفصل الدراسي، لكن الواقع المتكرر عادة يقول إن الاستعداد يحرص عليه البعض بتنظيم الوقت خاصة مواعيد النوم والاستيقاظ مبكرا، والتخطيط للفصل الدراسي الجديد وترتيب سياق الحياة، بينما يهمله آخرون.
فانتظام الحياة اليومية يسقط من حسابات من يتجاهلون هذه التفاصيل، والوقت دائما هو اختبار متجدد لمدى إرادة الإنسان في ترتيب شؤونه وأولوياته اليومية عن قناعة والتزام، وليس اضطرارا كما هو حال البعض وهروبهم النفسي بتأجيل عمل اليوم إلى الغد وبعد غد ونهاية الأسبوع وأكثر، ويتمنوا لو طال بهم لينهوا ما تركوه وقد لا يسعفهم ذلك بفوات الأوان، وهذا للأسف حال كثيرين في الدراسة وفي أمور يومية تؤدى في آخر لحظة بتوتر وقلق، وهذا يؤكد أهمية ثقافة التنظيم للحياة والالتزام بها.
أبناؤنا وبناتنا ليسوا فقط هم المعنيين باستقرار التحصيل الدراسي والإقبال عليه بفرح وانشراح، نتمنى في مثل هذه الأيام أن نتلمسه في دواخلهم قبل وجوههم مع تغير نمط الحياة اليومية بعد إجازة متصلة لأكثر من ربع عام، إنما أولياء الأمور والمدارس عليهم مسؤوليتهم أيضا في الانتقال السهل إلى أجواء الدراسة، فالأسرة التي تدرك ذلك تتهيأ بأبنائها بتنظيم الوقت وتوفير أسباب الصفاء النفسي والذهني والتحفيز بالآمال والتفاؤل والاجتهاد، وتنجح في التحول الإيجابي وتأمين احتياجاتهم مبكرا، وليس تأجيلها إلى كما هو معتاد عند كثيرين الذين تزدحم بهم الأسواق ومحلات الملابس والمكتبات وغيرها من مستلزمات حتى ليلة العودة للمدارس.
الاستعداد اليومي حالة متجددة، وإذا ما تحققت أسبابه من تحفيز وتنظيم للوقت لن تجد من يتأخر في الحضور المنتظم، ولا من يتثاقل جسده وذهنه فيغالبه النوم داخل الفصل، ولا من يتغيب رغم التحذير الذي تعلنه إدارات التعليم وكأنها تسوقهم جبرا، بدلا من الحديث عن برامج التحفيز لتنشيط حبهم وحرصهم الذاتي للحضور منذ اليوم الأول، وهو جانب مهم في العملية التربوية التي هي جوهر التعليم، ليشبوا على روح العلم والالتزام ويحملوا مع سنين عمرهم ذكرياته الجميلة، وهذا يسهم كثيرا في بناء الثروة البشرية على أسس سليمة، واختصار الجهد والطريق لتأهيلهم للمستقبل الذي من أجله قامت معاهد وأكاديميات حكومية وأهلية في العديد من مدننا في تخصصات الموارد البشرية وإعداد قيادات للأعمال من الشباب والشابات في كافة قطاعات العمل ضمن خطوات التحول والتطور الذي تستهدفه رؤية 2030، وفي مقدمتها الإنسان السعودي.
التغيير المطلوب في التعليم كثير ومنه تلك الجوانب المتعلقة بالبناء النفسي والسلوكي إلى جانب العلم وصقل المهارات وتشجيع الابتكارات وتوفير مناخ ذلك في جميع المدارس وكافة العناصر الأساسية في العملية التعليمية، وهذا ما تطبقه مجتمعات عديدة في العالم المتقدم التي بنت نهضتها بالتعليم وتنافس به، ونستلهم جوانب من نماذجها لما ننشده في بلادنا لتكتمل قصة حب اسمها المدرسة. عام دراسي سعيد وموفق بإذن الله.
* كاتب سعودي
فانتظام الحياة اليومية يسقط من حسابات من يتجاهلون هذه التفاصيل، والوقت دائما هو اختبار متجدد لمدى إرادة الإنسان في ترتيب شؤونه وأولوياته اليومية عن قناعة والتزام، وليس اضطرارا كما هو حال البعض وهروبهم النفسي بتأجيل عمل اليوم إلى الغد وبعد غد ونهاية الأسبوع وأكثر، ويتمنوا لو طال بهم لينهوا ما تركوه وقد لا يسعفهم ذلك بفوات الأوان، وهذا للأسف حال كثيرين في الدراسة وفي أمور يومية تؤدى في آخر لحظة بتوتر وقلق، وهذا يؤكد أهمية ثقافة التنظيم للحياة والالتزام بها.
أبناؤنا وبناتنا ليسوا فقط هم المعنيين باستقرار التحصيل الدراسي والإقبال عليه بفرح وانشراح، نتمنى في مثل هذه الأيام أن نتلمسه في دواخلهم قبل وجوههم مع تغير نمط الحياة اليومية بعد إجازة متصلة لأكثر من ربع عام، إنما أولياء الأمور والمدارس عليهم مسؤوليتهم أيضا في الانتقال السهل إلى أجواء الدراسة، فالأسرة التي تدرك ذلك تتهيأ بأبنائها بتنظيم الوقت وتوفير أسباب الصفاء النفسي والذهني والتحفيز بالآمال والتفاؤل والاجتهاد، وتنجح في التحول الإيجابي وتأمين احتياجاتهم مبكرا، وليس تأجيلها إلى كما هو معتاد عند كثيرين الذين تزدحم بهم الأسواق ومحلات الملابس والمكتبات وغيرها من مستلزمات حتى ليلة العودة للمدارس.
الاستعداد اليومي حالة متجددة، وإذا ما تحققت أسبابه من تحفيز وتنظيم للوقت لن تجد من يتأخر في الحضور المنتظم، ولا من يتثاقل جسده وذهنه فيغالبه النوم داخل الفصل، ولا من يتغيب رغم التحذير الذي تعلنه إدارات التعليم وكأنها تسوقهم جبرا، بدلا من الحديث عن برامج التحفيز لتنشيط حبهم وحرصهم الذاتي للحضور منذ اليوم الأول، وهو جانب مهم في العملية التربوية التي هي جوهر التعليم، ليشبوا على روح العلم والالتزام ويحملوا مع سنين عمرهم ذكرياته الجميلة، وهذا يسهم كثيرا في بناء الثروة البشرية على أسس سليمة، واختصار الجهد والطريق لتأهيلهم للمستقبل الذي من أجله قامت معاهد وأكاديميات حكومية وأهلية في العديد من مدننا في تخصصات الموارد البشرية وإعداد قيادات للأعمال من الشباب والشابات في كافة قطاعات العمل ضمن خطوات التحول والتطور الذي تستهدفه رؤية 2030، وفي مقدمتها الإنسان السعودي.
التغيير المطلوب في التعليم كثير ومنه تلك الجوانب المتعلقة بالبناء النفسي والسلوكي إلى جانب العلم وصقل المهارات وتشجيع الابتكارات وتوفير مناخ ذلك في جميع المدارس وكافة العناصر الأساسية في العملية التعليمية، وهذا ما تطبقه مجتمعات عديدة في العالم المتقدم التي بنت نهضتها بالتعليم وتنافس به، ونستلهم جوانب من نماذجها لما ننشده في بلادنا لتكتمل قصة حب اسمها المدرسة. عام دراسي سعيد وموفق بإذن الله.
* كاتب سعودي