كنا إلى عهد قريب القدم نتكل في رحلاتنا الجوية داخل المملكة على ناقل وحيد وحصري ومحتكر فكان الخيار الوحيد هو أن تركب معهم أو أن تسافر بالسيارة أو تستقل القطار لو كان اتجاهك صوب شرق المملكة لكن الطريف في هذه الحصرية الإجبارية هو عبارة «شكرا لاختياركم السعودية» وكأننا نملك ناقلا بديلا أو إضافيا. فقد بقي النقل الجوي الداخلي لعقود طويلة بيد الخطوط السعودية لوحدها مما أصابها بالترهل والاسترخاء وضعف الخدمة وكل ذلك عائد لغياب المنافسة على أن الأمر تغير في السنوات الأخيرة فقد دخلت سوق الطيران المحلي شركات نقل جديدة مثل سما للطيران والخيالة لكن عدم تكافؤ الفرص لم يسمح لهاتين الشركتين بالاستمرار مما أخرجهما من سوق الطيران، وبقيت «السعودية» سيدة الساحة الوحيدة في الرحلات الداخلية حتى جاء الإذن بدخول شركة طيران ناس التي بدأت كالوليد الرضيع تخطو وتخطئ ثم تسير ثم تتعثر وهكذا استمرت شركة طيران «ناس» تصارع بداياتها الصعبة حتى استقوت واستقامت خطواتها ثم زادت لتدخل مدارج المنافسة ثم المكاتفة وزادت لتمضي إلى فتح محطات جديدة لا تصل إليها السعودية على نحو جعلها أي «ناس» الخيار الأوحد في اتجاه جورجيا وأذربيجان والبوسنة وما زالت تعد قريبا بتوسع متدرج في أسطولها من حيث عدد ونوعية الطائرات التي ستصل بركابها إلى محطات جديدة في غرب أوروبا هذا إلى جانب وجود شركة طيران السعودية الخليجية وطيران نسما وطيران أديل.
ليس في هذا المقال ثناء على طيران ناس وليس فيه تثريب أو لوم على الخطوط السعودية بل هو إعلان فرح لمواطن يعلم أن فتح باب التنافس هو السبيل الأول لتحسن الخدمة وهو الدافع الرئيسي لكل شركة تخاف على فرصها من التحول إلى منافسيها وهكذا تصبح المسألة صراعا للاستحواذ على أكبر حصة من السوق أو من الزبائن، ولن يتحقق ذلك في ظل الجمود والاسترخاء وعدم التطور، ولذا فإننا فخورون بما تشهده ساحة الطيران المدني المحلي والدولي من تحسن في خدمات وانضباط مواعيد الرحلات سواء كان ذلك على طائرات الخطوط السعودية أو على طيران «ناس»، وما زلنا نؤمل في إعادة النظر في المنافسة بين كافة الناقلات الوطنية من ناحية أسعار الوقود وتأجير أرضيات المطارات المحلية بما يعزز من فرص اجتذاب شركات الطيران المحلية والدولية خاصة إذا علمنا أن هناك شركات طيران دولية خرجت من سوقنا المحلي (الفرنسية نموذجا)، بسبب حرب الأسعار التي بقينا نتفرج عليها دون أن نتخذ موقفا وحلا حاسما، لكي يصبح من حقنا أن نقول شكرا لاختيارك الناقل الوطني السعودية أو ناس أو بقية الشركات الأخرى.
* كاتب سعودي
IdreesAldrees@
ليس في هذا المقال ثناء على طيران ناس وليس فيه تثريب أو لوم على الخطوط السعودية بل هو إعلان فرح لمواطن يعلم أن فتح باب التنافس هو السبيل الأول لتحسن الخدمة وهو الدافع الرئيسي لكل شركة تخاف على فرصها من التحول إلى منافسيها وهكذا تصبح المسألة صراعا للاستحواذ على أكبر حصة من السوق أو من الزبائن، ولن يتحقق ذلك في ظل الجمود والاسترخاء وعدم التطور، ولذا فإننا فخورون بما تشهده ساحة الطيران المدني المحلي والدولي من تحسن في خدمات وانضباط مواعيد الرحلات سواء كان ذلك على طائرات الخطوط السعودية أو على طيران «ناس»، وما زلنا نؤمل في إعادة النظر في المنافسة بين كافة الناقلات الوطنية من ناحية أسعار الوقود وتأجير أرضيات المطارات المحلية بما يعزز من فرص اجتذاب شركات الطيران المحلية والدولية خاصة إذا علمنا أن هناك شركات طيران دولية خرجت من سوقنا المحلي (الفرنسية نموذجا)، بسبب حرب الأسعار التي بقينا نتفرج عليها دون أن نتخذ موقفا وحلا حاسما، لكي يصبح من حقنا أن نقول شكرا لاختيارك الناقل الوطني السعودية أو ناس أو بقية الشركات الأخرى.
* كاتب سعودي
IdreesAldrees@