روي عن النبي عليه السلام أنه قال:(إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) صححه الألباني. وللأسف تحبطنا الظواهر السلبية التي تعصف بالعرب والمسلمين وجعلتهم يدمرون أنفسهم بأيديهم ويستجلبون انتقام الدول الأخرى على بلاد المسلمين بسبب العمليات الإرهابية العبثية العدمية باسم الإسلام، والفساد المالي الفاحش والتخلف الحضاري بحيث لا توجد قائمة للظواهر والمؤشرات السلبية المادية والمعنوية إلا والدول الإسلامية على رأسها، ولا توجد قوائم للمؤشرات الإيجابية المادية والمعنوية إلا والدول الإسلامية غائبة عنها، ولا يوجد أدنى بصيص أمل في كل هذه الظلمات التي يتخبط بها العرب والمسلمون سوى تيار التأمل والتفكر والتدبر والبحث والتمحيص والتحقيق وإعادة الفهم عبر وعي مستيقظ واقعي موضوعي متحرر من القوالب اللاواعية الموروثة والذي اجتاح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ونقل نجومها إلى شاشات الفضائيات العربية، حتى بات من النادر أن تجد حسابا لمسلم أو مسلمة ليس فيه اجتهادات وأبحاث شخصية حول إعادة فهم الدين بدون قوالب الموروثات التقليدية، وحتى لو أخطأوا فهناك حرفيا آلاف سيجادلونهم وعبر الأخذ والرد يستفيد المتابع بتفتح وعيه على معلومات لم يكن يعرفها أو يعقلها، وهؤلاء لا يمكن وصفهم بـ«العوام/الرويبضة» بما يسفه أي رأي لهم، لأن مفهوم «العوام» التاريخي نتج عن كون غالبية المسلمين كانوا غير متعلمين وإن تم تحفيظهم القرآن فغالبهم كان علمهم لا يتجاوز حفظ القرآن لانشغالهم بالعمل مع آبائهم بمهنهم الموروثة، لكن حاليا وكما قال أحد خبراء المعلومات «إن طفلا بالعاشرة في عصرنا الحالي لديه قدر من المعلومات الصحيحة في كل العلوم يفوق قدر جميع المعلومات الصحيحة التي كانت لدى مجموع علماء البشرية في كل العصور» وبضغطة زر يمكنه تحقيق وتمحيص أي معلومة عبر أعرق المصادر العالمية، ولهذا بصيص النور الوحيد في واقع العرب والمسلمين هو الفهم الجديد للإسلام المتحرر من القوالب التقليدية اللاواعية الذي سينتج عن معترك الجدل الحالي الحر في مواقع التواصل والإنترنت، ومهما بدا الجدل معاديا للإسلام بالظاهر فهو في الباطن لصالح الإسلام والمسلمين لأنه يجبر المسلمين على رفع كفاءتهم العقلية الفكرية القيمية ليمكنهم الرد على الحجج العقلية والنقلية والعلمية والقيمية التي تضاد قوالب الفهم التقليدي للتراث الديني، ولذا دائما أنصح من لديهم شكوك دينية بمطالعة مؤلفات علماء الغرب الذين لديهم اعتقاد إيماني لأن النقد الحر بالغرب دفعهم للمزيد من البحث المعمق والتفكير المعقد الذي يفحم أعلم المنكرين وأشدهم تعصبا.
* كاتبة سعودية
bushra.sbe@gmail.com
* كاتبة سعودية
bushra.sbe@gmail.com