إن حديثي عن المرأة السعودية وعن حقوقها التي ناضلت من أجل الحصول عليها كان سبباً في مواجهتي للكثير من المتاعب..
وفي هذا الحديث عن المرأة السعودية كنت صريحاً جداً وهذه الصراحة جعلت البعض يهمز ويلمز بـ(بداوة أحمد) ..
لا أذكر أنني ذات يوم رأيت في بداوتي شيئاً سيئاً، بل بحق أحبها، أحب الوضوح وأمقت التلاعب بالألفاظ والتهرّب عن منح إجابة واضحة..
في الصحراء نحنُ مؤمنون جداً بأن المرأة حُرة بالأصل ولا يكسر روحها إلاّ نذل، حتى حلَّ علينا واقع الصحوة التي رأت في المرأة سبب كُل بلاء، صحوة تُريد اغتيال المرأة معنوياً وتهميشها.
مجيء الصحوة وحصارها للمُجتمع السعودي، زرع الشك والخوف في صدور الناس وعقولهم، وعن طريقها بُرمجت صورة المرأة كفِتنة يجب أن لا تُرى، وما عادت المرأة تَرى أو تُرى.
في مجتمع شُوهت طبيعته كان ظهور امرأة ونجاحها يحتاج الكثير من التضحيات، نجاح المرأة ستكون ضريبته تكفيرها وتفسيقها ووصفها وأهلها بأبشع الأوصاف.
هذا الجنون لم يمنع المرأة السعودية من الاستمرار في نحت الصخر وكسر القيود الصحوية والاتجاه نحو الأمام، كانت المرأة السعودية أثناء سعيها الحثيث إلى تحسين كافة أوضاعها ولنساء وطنها لا تواجه فقط رجلاً يرى فيها فتنة يجب أن تبقى حبيسة المنزل - حتى لا يُفتن القوم - فحسب، بل الكثير من بنات جنسها اللاتي كُنّ مؤمنات بما يتداوله الصحويون عن وجوب حبس المرأة ومنعها عن الحياة، وكثيراً ما صدقت عبارة (المرأة عدو المرأة)..
في تلك المرحلة كانت نظرة المرأة العربية للمرأة السعودية ضبابية فلا ملامح تُبصر ولا تأثير يُلمس، ترى امرأة مُغيبة عن المشهد إلاّ من بعض الأسماء.
أتى عهد الحزم والعزم وأطلق الأمير محمد بن سلمان رؤية 2030 وآمن بالسعوديين كافّة وأن السعودية لن تُحلق إلا بجناحيها الرجل والمرأة وبدأت عجلة التمكين بالدوران، انطلقت المرأة السعودية نحو ميادين العمل، في كُل مكان كان لها بصمة، في الأدب، الصحة، التعليم، الإعلام، في عدة مجالات كانت المرأة شريكة للرجل بصناعة التنمية، خلال فترة وجيزة تم تحطيم الأغلال، وأصبحت المرأة العربية ترى في المرأة السعودية مثالاً للتمكين و النجاح.
أخيراً ..
اطلعت على كتاب للكاتبة اللبنانية (غريد الشيخ محمد) يتحدث عن المرأة السعودية (معجم أعلام النساء في المملكة العربية السعودية) عن ٣٣٨ امرأة سعودية كان لهن بروز مبهر في تخصصاتهن، نساء سعوديات لم نكن لنعرف عن بعضهن شيئاً لولا هذا المعجم الذي سيكون في الأسواق قريباً.. هو رؤية مدوَّنة من امرأة عربية تابعت التحولات التي عاشتها المرأة السعودية عن كثب، رؤية مُحايدة أبرزت الوجه الحقيقي للمرأة السعودية، الوجه الذي حاول الصحويون وتوابعهم من المُتسلقين إخفاءه طويلاً.
* كاتب سعودي
ahmadd1980d@gmail.com
وفي هذا الحديث عن المرأة السعودية كنت صريحاً جداً وهذه الصراحة جعلت البعض يهمز ويلمز بـ(بداوة أحمد) ..
لا أذكر أنني ذات يوم رأيت في بداوتي شيئاً سيئاً، بل بحق أحبها، أحب الوضوح وأمقت التلاعب بالألفاظ والتهرّب عن منح إجابة واضحة..
في الصحراء نحنُ مؤمنون جداً بأن المرأة حُرة بالأصل ولا يكسر روحها إلاّ نذل، حتى حلَّ علينا واقع الصحوة التي رأت في المرأة سبب كُل بلاء، صحوة تُريد اغتيال المرأة معنوياً وتهميشها.
مجيء الصحوة وحصارها للمُجتمع السعودي، زرع الشك والخوف في صدور الناس وعقولهم، وعن طريقها بُرمجت صورة المرأة كفِتنة يجب أن لا تُرى، وما عادت المرأة تَرى أو تُرى.
في مجتمع شُوهت طبيعته كان ظهور امرأة ونجاحها يحتاج الكثير من التضحيات، نجاح المرأة ستكون ضريبته تكفيرها وتفسيقها ووصفها وأهلها بأبشع الأوصاف.
هذا الجنون لم يمنع المرأة السعودية من الاستمرار في نحت الصخر وكسر القيود الصحوية والاتجاه نحو الأمام، كانت المرأة السعودية أثناء سعيها الحثيث إلى تحسين كافة أوضاعها ولنساء وطنها لا تواجه فقط رجلاً يرى فيها فتنة يجب أن تبقى حبيسة المنزل - حتى لا يُفتن القوم - فحسب، بل الكثير من بنات جنسها اللاتي كُنّ مؤمنات بما يتداوله الصحويون عن وجوب حبس المرأة ومنعها عن الحياة، وكثيراً ما صدقت عبارة (المرأة عدو المرأة)..
في تلك المرحلة كانت نظرة المرأة العربية للمرأة السعودية ضبابية فلا ملامح تُبصر ولا تأثير يُلمس، ترى امرأة مُغيبة عن المشهد إلاّ من بعض الأسماء.
أتى عهد الحزم والعزم وأطلق الأمير محمد بن سلمان رؤية 2030 وآمن بالسعوديين كافّة وأن السعودية لن تُحلق إلا بجناحيها الرجل والمرأة وبدأت عجلة التمكين بالدوران، انطلقت المرأة السعودية نحو ميادين العمل، في كُل مكان كان لها بصمة، في الأدب، الصحة، التعليم، الإعلام، في عدة مجالات كانت المرأة شريكة للرجل بصناعة التنمية، خلال فترة وجيزة تم تحطيم الأغلال، وأصبحت المرأة العربية ترى في المرأة السعودية مثالاً للتمكين و النجاح.
أخيراً ..
اطلعت على كتاب للكاتبة اللبنانية (غريد الشيخ محمد) يتحدث عن المرأة السعودية (معجم أعلام النساء في المملكة العربية السعودية) عن ٣٣٨ امرأة سعودية كان لهن بروز مبهر في تخصصاتهن، نساء سعوديات لم نكن لنعرف عن بعضهن شيئاً لولا هذا المعجم الذي سيكون في الأسواق قريباً.. هو رؤية مدوَّنة من امرأة عربية تابعت التحولات التي عاشتها المرأة السعودية عن كثب، رؤية مُحايدة أبرزت الوجه الحقيقي للمرأة السعودية، الوجه الذي حاول الصحويون وتوابعهم من المُتسلقين إخفاءه طويلاً.
* كاتب سعودي
ahmadd1980d@gmail.com