كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية في تقرير لها نشر في 5 سبتمبر الماضي أن معلومات مقلقة عن برنامج تركي نووي بدأت تظهر في دوائر ومراكز غربية وشرق أوسطية، خصوصا مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -في حفل رسمي- عن اهتمامه بتحول بلاده إلى دولة نووية خلال المستقبل القريب، مما زاد من المخاوف بشأن انتشار التكنولوجيا الذرية في الشرق الأوسط، المضطرب والمليء أساسا بالحروب والخلافات.
كما أشارت الصحيفة إلى كشف أردوغان في خطاب ألقاه أمام رجال الأعمال عن نيته البدء في برنامج نووي قائلا: إنه «من غير المقبول» عدم السماح لتركيا بالحصول على صواريخ نووية، بعض الدول لديها صواريخ ذات رؤوس حربية نووية، لكن لا يمكنني الحصول عليها. «أنا لا أقبل هذا». «لا يوجد تقريباً أي بلد متقدم في العالم ليس لديه رؤوس حربية نووية».
هناك تقارير أخرى لمحت لها صحف عديدة، منها صباح التركية المقربة من الرئيس التركي، تؤكد على أن أنقرة لديها برنامج نووي سري ومتقدم جدا، بل إنها قد تكون قريبة من إنتاج سلاح نووي، وإن هناك مواقع سرية يتم فيها العمل على تخصيب اليورانيوم.
الملفت أن البرنامج النووي التركي يتم بالتعاون مع إسرائيل، وهو يأتي استكمالا لعلاقة كبرى في مجال التعاون العسكري والإنتاج المشترك للأسلحة بين تل أبيب وأنقرة.
تبدو المخاطر عالية جدا في المنطقة لو حصل الإيرانيون الإرهابيون والأتراك التوسعيون المتآمرون على سلاح نووي يهدد جوارهم العربي، ويسعون من خلاله لتحقيق حلمهم بتقاسم النفوذ في الشرق الأوسط والهيمنة على مقدرات ومستقبل شعوب المنطقة.
السلاح النووي الذي يسعى إليه أردوغان المسكون بأحلامه التوسعية وفكرة إعادة الدولة العثمانية إلى الأراضي التي كانت تحتلها مسبقا، إضافة إلى هوسه الشخصي بتحوله إلى سلطان، ورغبته الملحة في السيطرة على محيطه الجغرافي، كردستان، وسورية، وأجزاء من العراق، وقبرص، وربما وصولا إلى مصر وليبيا، يثير كثيرا من المخاوف، بل ويفتح الباب واسعا لسباق نووي قد يخرج عن السيطرة.
كيف تبدو السعودية بين ثلاث دول مجاورة تمتلك أو تسعى لامتلاك أسلحة نووية، تركيا، إيران، إسرائيل، فقد لمحت الرياض أكثر من مرة أنها لن تتوانى عن حماية شعبها إذا لم يقم المجتمع الدولي بدوره في إيقاف أو الحد من الانتشار النووي في المنطقة.
لقد كانت الرياض والدول المؤمنة برؤيتها محقة في مطالباتها السابقة بالحد من الانتشار النووي الإيراني، فها هو قد أدى إلى سباق نووي جديد لا يعلم أحد منتهاه، وربما تدخل على الخط دول أخرى أكثر اضطرابا وأقل صرامة في التعامل مع هكذا نوعية من الأسلحة المدمرة.
فهل ستسمح اليونان وبلغاريا وأرمينيا على سبيل المثال بامتلاك أردوغان للسلاح النووي وهو المعروف بشخصيته المضطربة وعدوانيته، يهدد بها أمنهم ومستقبلهم، خصوصا مع إرث من الخلافات والحروب الدامية بين تلك الدول.
بلا شك إن هذا يأتي بسبب الإهمال المتعمد من الدول الغربية لهذا الملف وتساهلها مع الإيرانيين، وتفضيل مصالحهم الضيقة على ما سواها، وعقد الاتفاق المضلل الذي سوق على أنه صفقة «سلام»، بينما هو في الحقيقة صفقة «للموت».
* كاتب سعودي
massaaed@
m.assaaed@gmail.com
كما أشارت الصحيفة إلى كشف أردوغان في خطاب ألقاه أمام رجال الأعمال عن نيته البدء في برنامج نووي قائلا: إنه «من غير المقبول» عدم السماح لتركيا بالحصول على صواريخ نووية، بعض الدول لديها صواريخ ذات رؤوس حربية نووية، لكن لا يمكنني الحصول عليها. «أنا لا أقبل هذا». «لا يوجد تقريباً أي بلد متقدم في العالم ليس لديه رؤوس حربية نووية».
هناك تقارير أخرى لمحت لها صحف عديدة، منها صباح التركية المقربة من الرئيس التركي، تؤكد على أن أنقرة لديها برنامج نووي سري ومتقدم جدا، بل إنها قد تكون قريبة من إنتاج سلاح نووي، وإن هناك مواقع سرية يتم فيها العمل على تخصيب اليورانيوم.
الملفت أن البرنامج النووي التركي يتم بالتعاون مع إسرائيل، وهو يأتي استكمالا لعلاقة كبرى في مجال التعاون العسكري والإنتاج المشترك للأسلحة بين تل أبيب وأنقرة.
تبدو المخاطر عالية جدا في المنطقة لو حصل الإيرانيون الإرهابيون والأتراك التوسعيون المتآمرون على سلاح نووي يهدد جوارهم العربي، ويسعون من خلاله لتحقيق حلمهم بتقاسم النفوذ في الشرق الأوسط والهيمنة على مقدرات ومستقبل شعوب المنطقة.
السلاح النووي الذي يسعى إليه أردوغان المسكون بأحلامه التوسعية وفكرة إعادة الدولة العثمانية إلى الأراضي التي كانت تحتلها مسبقا، إضافة إلى هوسه الشخصي بتحوله إلى سلطان، ورغبته الملحة في السيطرة على محيطه الجغرافي، كردستان، وسورية، وأجزاء من العراق، وقبرص، وربما وصولا إلى مصر وليبيا، يثير كثيرا من المخاوف، بل ويفتح الباب واسعا لسباق نووي قد يخرج عن السيطرة.
كيف تبدو السعودية بين ثلاث دول مجاورة تمتلك أو تسعى لامتلاك أسلحة نووية، تركيا، إيران، إسرائيل، فقد لمحت الرياض أكثر من مرة أنها لن تتوانى عن حماية شعبها إذا لم يقم المجتمع الدولي بدوره في إيقاف أو الحد من الانتشار النووي في المنطقة.
لقد كانت الرياض والدول المؤمنة برؤيتها محقة في مطالباتها السابقة بالحد من الانتشار النووي الإيراني، فها هو قد أدى إلى سباق نووي جديد لا يعلم أحد منتهاه، وربما تدخل على الخط دول أخرى أكثر اضطرابا وأقل صرامة في التعامل مع هكذا نوعية من الأسلحة المدمرة.
فهل ستسمح اليونان وبلغاريا وأرمينيا على سبيل المثال بامتلاك أردوغان للسلاح النووي وهو المعروف بشخصيته المضطربة وعدوانيته، يهدد بها أمنهم ومستقبلهم، خصوصا مع إرث من الخلافات والحروب الدامية بين تلك الدول.
بلا شك إن هذا يأتي بسبب الإهمال المتعمد من الدول الغربية لهذا الملف وتساهلها مع الإيرانيين، وتفضيل مصالحهم الضيقة على ما سواها، وعقد الاتفاق المضلل الذي سوق على أنه صفقة «سلام»، بينما هو في الحقيقة صفقة «للموت».
* كاتب سعودي
massaaed@
m.assaaed@gmail.com