لا يوجد فكر أو مذهب أو توجه.. سواء أكان دينيا أو سياسيا أو اجتماعيا.. يستطيع أن يعمي عقول الناس ويضللهم ويغويهم طوال الوقت. ففي النهاية، سيكتشفون حقيقة الوهم الكبير الذي استعبد عقولهم.. وانقادوا خلفه.. وضيعوا الكثير من وقتهم وجهدهم ومالهم في سبيله. عندها تبدأ المأساة في رمي نبالها على الجانب الآخر.. حين تنكشف الحقيقة ويتبدد الغطاء الوردي الذي كان يغلف وجه الشيطان. فإذا هم أمام حقيقة الواقع كما هو.. وحقيقة تسمية الأشياء بمسمياتها.. وحقيقة دفع ثمن الماضي والحاضر والمستقبل.
الإرهاب الداعشي يعيش وسط هذه الدوامة. فهو بوتقة جامعة لكل الأطياف -بهدف إغواء شرائح متعددة بأهواء وميولات متنوعة-.. ينساق خلفه –من البداية- بعض البسطاء، وربما كثير من الرعاع الباحثين عن معنى وقيمة لوجودهم.. حتى إن وجدوا ذلك المعنى عند أعتاب جهنم. ثم في النهاية، عندما ينجلي الدخان الأزرق، يظهر الوجه البشع للحقيقة التي كانوا يعيشونها، وينتهي زمن الوهم الكبير الذي عاشوه.
إحدى القنوات البريطانية نشرت تقريرا مصورا من داخل سجن سري بشمال سوريا يقبع فيه خمسة آلاف معتقل (داعشي) من جنسيات متعددة يتحدثون 40 لغة. تحدثت القناة مع معتقلين من الجنسيات الأوروبية، وقد تحدثوا بمرارة عن الكذبة العظمى التي عاشوها. قالوا خلال حديثهم إنهم انخدعوا (بدعاية داعش الجذابة) حين كانت تتلوى وسط الشبكات المظلمة -أي شبكات المواقع المحجوبة عن غالبية زوار الإنترنت ولكنها متاحة فقط لمستخدمين مجهولي الهوية- وكانت تناشدهم (مساعدة الفقراء والمساكين من السوريين الذين يحلمون بالعودة لوطنهم والاستقرار فيه).
التقرير تحدث عن مستقبل مليء بالمخاطر الصحية والنفسية ينتظر هؤلاء المغرر بهم. فهم –حسب ما أفاد التقرير- يعيشون توترات كبيرة ناتجة عن (خيبة الأمل التي أصيبوا بها جراء تجربتهم مع داعش).
الآن هم يعيشون مرارة الحياة التي كانوا سببا في تجريعها لكثير من المجتمعات والأفراد.. الآن تكشفت لهم أسماء الأفعال التي كانوا يقومون بها.. الآن.. هم يدفعون ثمن بوابات الشر التي فتحوها على الآخرين.. وأصبحوا يعيشون حياة الندم.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com
الإرهاب الداعشي يعيش وسط هذه الدوامة. فهو بوتقة جامعة لكل الأطياف -بهدف إغواء شرائح متعددة بأهواء وميولات متنوعة-.. ينساق خلفه –من البداية- بعض البسطاء، وربما كثير من الرعاع الباحثين عن معنى وقيمة لوجودهم.. حتى إن وجدوا ذلك المعنى عند أعتاب جهنم. ثم في النهاية، عندما ينجلي الدخان الأزرق، يظهر الوجه البشع للحقيقة التي كانوا يعيشونها، وينتهي زمن الوهم الكبير الذي عاشوه.
إحدى القنوات البريطانية نشرت تقريرا مصورا من داخل سجن سري بشمال سوريا يقبع فيه خمسة آلاف معتقل (داعشي) من جنسيات متعددة يتحدثون 40 لغة. تحدثت القناة مع معتقلين من الجنسيات الأوروبية، وقد تحدثوا بمرارة عن الكذبة العظمى التي عاشوها. قالوا خلال حديثهم إنهم انخدعوا (بدعاية داعش الجذابة) حين كانت تتلوى وسط الشبكات المظلمة -أي شبكات المواقع المحجوبة عن غالبية زوار الإنترنت ولكنها متاحة فقط لمستخدمين مجهولي الهوية- وكانت تناشدهم (مساعدة الفقراء والمساكين من السوريين الذين يحلمون بالعودة لوطنهم والاستقرار فيه).
التقرير تحدث عن مستقبل مليء بالمخاطر الصحية والنفسية ينتظر هؤلاء المغرر بهم. فهم –حسب ما أفاد التقرير- يعيشون توترات كبيرة ناتجة عن (خيبة الأمل التي أصيبوا بها جراء تجربتهم مع داعش).
الآن هم يعيشون مرارة الحياة التي كانوا سببا في تجريعها لكثير من المجتمعات والأفراد.. الآن تكشفت لهم أسماء الأفعال التي كانوا يقومون بها.. الآن.. هم يدفعون ثمن بوابات الشر التي فتحوها على الآخرين.. وأصبحوا يعيشون حياة الندم.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com