لله الحمد من قبل ومن بعد؛ فأنا عندما أفكر بالعروج إلى السماء والكتابة عن الفضاء لا أحتاج إلى مغادرة كوكب الأرض على الإطلاق !
فأنا (مُقلعة) في عالمي وبطريقتي الخاصة يرافقنني بنات أفكاري الأرضيات والسماويات، وهذا حتى لا يسيء الظن بي من به سوء.
وبما أن الشيء بالشيء يُذكر اسمحوا لي أن أبارك لأشقائنا الإماراتيين على عودة ابنهم «هزاع المنصوري» من رحلته الفضائية سالماً غانماً.
وأعود بالذاكرة إلى عام 1985م، حيث انطلق أول رائد فضاء عربي مسلم ولنا الفخر أن يكون سعودياً أيضاً، وبالطبع جميعكم يعلم أني أتحدث عن الأمير سلطان بن سلمان -حفظه الله-.
لا شك أن ما يقوم به رواد الفضاء هو أمر في بالغ الخطورة وغاية الأهمية، وهذا ما دعاني للبحث والقراءة عن ما يواجههم حين يقررون الخروج عن كوكب الأرض.
يقول بعض (المهايطية) غفر الله لهم، في هذا العصر أصبح الذهاب إلى الفضاء شيئاً عادياً، فأي شخص قادر على دفع تكاليف الرحلة يستطيع الذهاب.
لذا إن كنت (مريش) وعندك قرشين محيرتك، دعنا نستعرض بعض المخاطر قبل أن تشتري (مكوك) يطيرك.
أولاً يمكن لرحلات البشر في بيئة الفضاء أن تكون لها تبعات وآثار سلبية على الجسم، وقد تشمل الصداع والغثيان وانعدام الوزن وضمور العضلات وضعف الهيكل العظمي.
وشروق الشمس على كوكب الأرض يعتبر مميزاً، حيث تُشرق الشمس كل يوم مرة واحدة، لكن في الفضاء سوف تُشرق عليك الشمس 16 مرة، وهذا ما قد يمثل عائقاً لنومك لأن اليوم لن يكون منقسماً لليل ونهار، ما قد يدفعك لاستخدام منوم كي تتمكن من النوم هناك.
واعلم أنك سوف تكسب سنتيميترات إضافية على طولك، وذلك يعود لانعدام الجاذبية وتأثيرها على الجسم، وهذه بشرى لقُصار القامة لكن عليهم أن يتحملوا الآلام الجسدية.
وإن قررت أن (تهج) وتعيش للأبد في الفضاء فاعلم أن أطول مدة يمكنك البقاء فيها هناك هي عام واحد فقط، شريطة أن يكون لديك من التجهيزات والمعدات الأساسية ما يكفيك لتظل على قيد الحياة.
كما أن التأقلم في الفضاء لا يتطلب سوى أيام قليلة، والغريب في الأمر أن التعود مجدداً على الجاذبية حين العودة إلى الأرض يتطلب شهراً كاملاً.
كنت (أتخيلني) وأنا أسبح في الفضاء وأقتلع خوذتي (ليهفهف) شعري وأغني لنفسي أغنية فنان العرب وأقول لي: (هلا يابو شعر ثاير).
لكني (لعنت ابليس) حينما قرأت عن ما سيحدث لو اقتلع رائد الفضاء خوذته، فهو لن ينفجر أو يغلي كما نشاهد في الأفلام، بل سيختنق ويموت بسبب فقدانه للأوكسجين.
لا شك أن هذه العملية محفوفة بالمخاطر، لذا ليس كل من لديه استطاعة قادراً على السياحة في الفضاء، فكيف سيستطيع الشخص البقاء على قيد الحياة وهو يصعد إلى السماء؟!
وماذا لو انقطع الاتصال بيني وبين (الجماعة) على الأرض، وأنا التي إن انقطع عني الإنترنت رفعت قضية على شركة الاتصالات.
ولكن إن كان مقابل (الهياط) شجاعة مزعومة، فأرجوكم أن ترسلوني إلى الفضاء، ليس لأجري أبحاثاً بل لأخذ (سيلفي) بين الكواكب والمجرات، وبعدها أكتب مقالاً فضائياً وأصبح بذلك أول (كاتبة فضائية) وأعود وأنا شايفة حالي عليكم، وأعدكم إن عُدت سوف أقفل الباب وأطفئ النور من بعدي.
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com
فأنا (مُقلعة) في عالمي وبطريقتي الخاصة يرافقنني بنات أفكاري الأرضيات والسماويات، وهذا حتى لا يسيء الظن بي من به سوء.
وبما أن الشيء بالشيء يُذكر اسمحوا لي أن أبارك لأشقائنا الإماراتيين على عودة ابنهم «هزاع المنصوري» من رحلته الفضائية سالماً غانماً.
وأعود بالذاكرة إلى عام 1985م، حيث انطلق أول رائد فضاء عربي مسلم ولنا الفخر أن يكون سعودياً أيضاً، وبالطبع جميعكم يعلم أني أتحدث عن الأمير سلطان بن سلمان -حفظه الله-.
لا شك أن ما يقوم به رواد الفضاء هو أمر في بالغ الخطورة وغاية الأهمية، وهذا ما دعاني للبحث والقراءة عن ما يواجههم حين يقررون الخروج عن كوكب الأرض.
يقول بعض (المهايطية) غفر الله لهم، في هذا العصر أصبح الذهاب إلى الفضاء شيئاً عادياً، فأي شخص قادر على دفع تكاليف الرحلة يستطيع الذهاب.
لذا إن كنت (مريش) وعندك قرشين محيرتك، دعنا نستعرض بعض المخاطر قبل أن تشتري (مكوك) يطيرك.
أولاً يمكن لرحلات البشر في بيئة الفضاء أن تكون لها تبعات وآثار سلبية على الجسم، وقد تشمل الصداع والغثيان وانعدام الوزن وضمور العضلات وضعف الهيكل العظمي.
وشروق الشمس على كوكب الأرض يعتبر مميزاً، حيث تُشرق الشمس كل يوم مرة واحدة، لكن في الفضاء سوف تُشرق عليك الشمس 16 مرة، وهذا ما قد يمثل عائقاً لنومك لأن اليوم لن يكون منقسماً لليل ونهار، ما قد يدفعك لاستخدام منوم كي تتمكن من النوم هناك.
واعلم أنك سوف تكسب سنتيميترات إضافية على طولك، وذلك يعود لانعدام الجاذبية وتأثيرها على الجسم، وهذه بشرى لقُصار القامة لكن عليهم أن يتحملوا الآلام الجسدية.
وإن قررت أن (تهج) وتعيش للأبد في الفضاء فاعلم أن أطول مدة يمكنك البقاء فيها هناك هي عام واحد فقط، شريطة أن يكون لديك من التجهيزات والمعدات الأساسية ما يكفيك لتظل على قيد الحياة.
كما أن التأقلم في الفضاء لا يتطلب سوى أيام قليلة، والغريب في الأمر أن التعود مجدداً على الجاذبية حين العودة إلى الأرض يتطلب شهراً كاملاً.
كنت (أتخيلني) وأنا أسبح في الفضاء وأقتلع خوذتي (ليهفهف) شعري وأغني لنفسي أغنية فنان العرب وأقول لي: (هلا يابو شعر ثاير).
لكني (لعنت ابليس) حينما قرأت عن ما سيحدث لو اقتلع رائد الفضاء خوذته، فهو لن ينفجر أو يغلي كما نشاهد في الأفلام، بل سيختنق ويموت بسبب فقدانه للأوكسجين.
لا شك أن هذه العملية محفوفة بالمخاطر، لذا ليس كل من لديه استطاعة قادراً على السياحة في الفضاء، فكيف سيستطيع الشخص البقاء على قيد الحياة وهو يصعد إلى السماء؟!
وماذا لو انقطع الاتصال بيني وبين (الجماعة) على الأرض، وأنا التي إن انقطع عني الإنترنت رفعت قضية على شركة الاتصالات.
ولكن إن كان مقابل (الهياط) شجاعة مزعومة، فأرجوكم أن ترسلوني إلى الفضاء، ليس لأجري أبحاثاً بل لأخذ (سيلفي) بين الكواكب والمجرات، وبعدها أكتب مقالاً فضائياً وأصبح بذلك أول (كاتبة فضائية) وأعود وأنا شايفة حالي عليكم، وأعدكم إن عُدت سوف أقفل الباب وأطفئ النور من بعدي.
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com