منذ الغزو الأمريكي للعراق 2003م والعراقيون يعيشون جحيما لا يتمناه إنسان لأعدى أعدائه؛ مدن بأكملها كأن قنبلة نووية ضربتها لتصفية جماعة داعش التي لا تختلف جرائمها عن تلك التي اقترفتها المليشيات الطائفية التي حولت العراق لمسلخ بشري وقادت عمليات تطهير طائفي وزعماؤها ولاؤهم لإيران وأعلنوها على القنوات الوطنية أنه لو حصلت حرب بين العراق وإيران فسيقاتلون بصف إيران ووصلت فداحة عمليات القتل الطائفية للمليشيات أن رجال الدين والمشايخ أصدروا فتوى تحرم أكل سمك نهر دجلة بسبب كثرة ما يرمى فيه من جثث ضحايا المليشيات والسمك يتغذى على الجثث، بل وحتى المناطق الشعبية الحاضنة للمليشيات ضاقت ذرعا بها لتكرار انفجارات مستودعاتها للأسلحة بسبب تخزينها وسط الأحياء وبلطجتها.
بالإضافة لكون العراق منذ الغزو وهو سنويا على رأس قائمة أكثر الدول فسادا، ولهذا بالبلد الذي يعوم على أحد أكبر احتياطيات نفطية بالعالم يتكالب الكبار والصغار على مكبات النفايات للبحث عما يسدون به جوعهم ببلد فيه ثمانية ملايين يتيم وأرملة، وملايين اللاجئين والمهجرين، مع انهيار كامل للبنية التحتية وانعدام الخدمات الأساسية، وقد تمزق وتفكك المجتمع على أساس طائفي وعرقي حتى رأينا قصصا بالتقارير الإخبارية لعوائل كانت متزوجة من الطوائف الأخرى قبل الغزو لكن بعد النفس الطائفي الذي فرض على العراق باتت ذات العائلة تقتل أبناءها إن رفضوا تطليق الأزواج من الطائفة الأخرى، ولا يوجد أدنى أمل ولا نقطة نور في هذا النفق المظلم إلا هذه الثورة الشعبية الحاصلة حاليا التي أهم وأعظم ما فيها هو شعارات المتظاهرين عن رفض الثقافة الطائفية المدمرة وكل أحزابها وجماعاتها ومليشياتها ومرجعياتها ورفض هيمنة إيران عليهم واستعادة الشعور بالوحدة الوطنية، ولهذا إن أراد العرب إنقاذ العراق فعليهم أن يشاركوا بكامل ثقلهم الإعلامي والسياسي والدبلوماسي الدولي لدعم الثورة، ويجب أن يختار العراقيون شخصية وطنية تنقل قضيتهم للإعلام الغربي والعالم وتفاوض عنهم، وتكون لهم قائمة مطالب محددة جذرية؛ كإلغاء نظام المحاصصة العرقية والطائفية بالسلطة، حل المليشيات وعزل ومحاكمة من تورط بجرائم طائفية وجرائم الفساد وتعيين جهات دولية للإشراف على هذه العملية، وهذا سيجفف منابع التأييد لداعش وأمثالها نكاية بالمليشيات، عزل من صرح بالولاء لإيران، دعم البنية التحتية برفع قضايا تعويضات ضد أمريكا وبريطانيا بالمحاكم الدولية كما سبق وأجبرت ألمانيا والعراق على دفع تعويضات عن عدوانهما، ومصادرة أملاك وأرصدة الفاسدين، ويجب الحفاظ على سلمية الثورة وإلا ستتحول لحرب أهلية عدمية كسوريا.
* كاتبة سعودية
bushra.sbe@gmail.com
بالإضافة لكون العراق منذ الغزو وهو سنويا على رأس قائمة أكثر الدول فسادا، ولهذا بالبلد الذي يعوم على أحد أكبر احتياطيات نفطية بالعالم يتكالب الكبار والصغار على مكبات النفايات للبحث عما يسدون به جوعهم ببلد فيه ثمانية ملايين يتيم وأرملة، وملايين اللاجئين والمهجرين، مع انهيار كامل للبنية التحتية وانعدام الخدمات الأساسية، وقد تمزق وتفكك المجتمع على أساس طائفي وعرقي حتى رأينا قصصا بالتقارير الإخبارية لعوائل كانت متزوجة من الطوائف الأخرى قبل الغزو لكن بعد النفس الطائفي الذي فرض على العراق باتت ذات العائلة تقتل أبناءها إن رفضوا تطليق الأزواج من الطائفة الأخرى، ولا يوجد أدنى أمل ولا نقطة نور في هذا النفق المظلم إلا هذه الثورة الشعبية الحاصلة حاليا التي أهم وأعظم ما فيها هو شعارات المتظاهرين عن رفض الثقافة الطائفية المدمرة وكل أحزابها وجماعاتها ومليشياتها ومرجعياتها ورفض هيمنة إيران عليهم واستعادة الشعور بالوحدة الوطنية، ولهذا إن أراد العرب إنقاذ العراق فعليهم أن يشاركوا بكامل ثقلهم الإعلامي والسياسي والدبلوماسي الدولي لدعم الثورة، ويجب أن يختار العراقيون شخصية وطنية تنقل قضيتهم للإعلام الغربي والعالم وتفاوض عنهم، وتكون لهم قائمة مطالب محددة جذرية؛ كإلغاء نظام المحاصصة العرقية والطائفية بالسلطة، حل المليشيات وعزل ومحاكمة من تورط بجرائم طائفية وجرائم الفساد وتعيين جهات دولية للإشراف على هذه العملية، وهذا سيجفف منابع التأييد لداعش وأمثالها نكاية بالمليشيات، عزل من صرح بالولاء لإيران، دعم البنية التحتية برفع قضايا تعويضات ضد أمريكا وبريطانيا بالمحاكم الدولية كما سبق وأجبرت ألمانيا والعراق على دفع تعويضات عن عدوانهما، ومصادرة أملاك وأرصدة الفاسدين، ويجب الحفاظ على سلمية الثورة وإلا ستتحول لحرب أهلية عدمية كسوريا.
* كاتبة سعودية
bushra.sbe@gmail.com