قطاع السياحة في المملكة يشهد حراكاً كبيراً في عدة جوانب متزامنة تقريباً، لكنها البداية، فيما يتم إصدار تأشيرات سياحية بلغت عشرات الآلاف خلال أيام من قائمة الدول المستهدفة سياحياً، وهذا يؤشر إلى رغبة الكثيرين في العالم بزيارة المملكة والتعرف على مجتمعها ومكونها الحضاري والتاريخي إلى جانب فرصة أداء العمرة للمسلمين منهم.
حركة السياحة في العالم لا تتوقف على مدار الساعة مع تعاقب الليل والنهار لاختلاف المواقيت، وعادة ما ينفق السائح الكثير خلال رحلته في أي بلد مع علمه بالأسعار السياحية وفرص العروض المشجعة. وحسب تعريف منظمة السياحة العالمية، فإن السائح هو الذي يقطع مسافة 80 كيلومتراً على الأقل من موقعه، فما بالك بمن يسافر مئات وآلاف الكيلومترات ذهاباً وعودة بين الدول ومن قارة إلى أخرى، كما تقدر المنظمة دخل السياحة في العالم بنحو 1.7 تريليون دولار سنوياً، وهذا يدل على أهميتها في حركة الاقتصاد العالمي ولاقتصاديات الدول، وتعد مصدراً أساسياً لموارد العديد منها، وأنشطة نسبة كبيرة من سكانها وثقافتهم العملية في خدماتهم وتعاملهم مع السائحين لضمان ارتباطهم ببلادهم.
المملكة بدأت خطوات نحو صناعة السياحة وبناء مقوماتها وتوفير بعض آلياتها ومنها التأشيرة التي تمنح السائح تعدد الزيارة وحرية التنقل داخل مدن المملكة، والإقامة بما لا يتجاوز 180 يوماً وهو رقم كبير يعادل نصف عام، مما يعني أهمية توفر برامج سياحية واضحة وشركات للنقل السياحي الجماعي ومواقف معتمدة وتعاوناً مرورياً لا يفاجئهم بقسائم إلكترونية على سبيل المثال، وحاجتهم لخدمات فندقية متدرجة المستويات ومكاتب سياحية تتولى تنظيم كل ذلك، ناهيك عن البرامج السياحية.
السياحة لا تبدأ بوصول السائح ولا تنتهي بمغادرته، فما بينهما مشوار طويل علينا لتحقيق متعة السياحة وتنوع برامجها وخدماتها، لذا قد يتساءل البعض: وين يروح السائح؟ هذا السؤال قبل أن نسأله أنفسنا، يطرحه السائح على نفسه عند تخطيطه للسياحة التي من أجلها ينفق الكثير. فأين سيذهب، وماذا سيشاهد، وكيف يتنقل؟ وأين مكاتب السفر التي تنسق كل ذلك للقادمين فرادى ووفوداً؟
هذه التساؤلات واقعية ولا تستطيع جهة بعينها الإجابة عليها، لكن تكامل الجهات المعنية في التخطيط والإنجاز تستطيع ذلك وفق رؤية شاملة للبرامج والخدمات السياحية التي يفترض توفيرها للسائح ويتعرف عليها قبل أن يحصل على تأشيرته، ونجاحها ينطلق أولاً من نجاح السياحة الداخلية، ثم ثقافتها في المدن التي ربما بعضها لم يرَ أهلها سائحاً أجنبياً، إنما أقصى معرفتهم هي ملامح وسحنات مقيمين تطبعوا بعاداتنا، لكن السائح وضعه مختلف في حاجاته ومظهره وحساسية التعامل معه.
من ثقافة السياحة أن ترى بعيون السائح الذي ينقل انطباعه الإيجابي لغيره بأن هذا البلد أو ذاك لديه الكثير من أجله، أو العكس فيغير وجهته ووجهة غيره وكما يقولون «ليس من رأى كمن سمع» وهذا ما يجب أن نتنبَّه له في صناعة مستقبل قطاع السياحة والترفيه وحسن استثمار مقومات التنوع التاريخي والبحري والسفاري والتسوق وغيرها.
السائح عادة لا يخمِّن لرحلته السياحية ولا يتركها للحظ، إنما يبني اختياره السياحي لبلد ما، على معلومات دقيقة يجب أن تصل إليه، وخطوات محددة معروفة وخدمات معرَّفة وجاهزة لاستقباله وخدمته، وهذا هو جوهر المشوار الطموح الممتد والإنجاز المنتظر لصناعة السياحة في المملكة.
* كاتب سعودي
iikutbi@gmail.com
حركة السياحة في العالم لا تتوقف على مدار الساعة مع تعاقب الليل والنهار لاختلاف المواقيت، وعادة ما ينفق السائح الكثير خلال رحلته في أي بلد مع علمه بالأسعار السياحية وفرص العروض المشجعة. وحسب تعريف منظمة السياحة العالمية، فإن السائح هو الذي يقطع مسافة 80 كيلومتراً على الأقل من موقعه، فما بالك بمن يسافر مئات وآلاف الكيلومترات ذهاباً وعودة بين الدول ومن قارة إلى أخرى، كما تقدر المنظمة دخل السياحة في العالم بنحو 1.7 تريليون دولار سنوياً، وهذا يدل على أهميتها في حركة الاقتصاد العالمي ولاقتصاديات الدول، وتعد مصدراً أساسياً لموارد العديد منها، وأنشطة نسبة كبيرة من سكانها وثقافتهم العملية في خدماتهم وتعاملهم مع السائحين لضمان ارتباطهم ببلادهم.
المملكة بدأت خطوات نحو صناعة السياحة وبناء مقوماتها وتوفير بعض آلياتها ومنها التأشيرة التي تمنح السائح تعدد الزيارة وحرية التنقل داخل مدن المملكة، والإقامة بما لا يتجاوز 180 يوماً وهو رقم كبير يعادل نصف عام، مما يعني أهمية توفر برامج سياحية واضحة وشركات للنقل السياحي الجماعي ومواقف معتمدة وتعاوناً مرورياً لا يفاجئهم بقسائم إلكترونية على سبيل المثال، وحاجتهم لخدمات فندقية متدرجة المستويات ومكاتب سياحية تتولى تنظيم كل ذلك، ناهيك عن البرامج السياحية.
السياحة لا تبدأ بوصول السائح ولا تنتهي بمغادرته، فما بينهما مشوار طويل علينا لتحقيق متعة السياحة وتنوع برامجها وخدماتها، لذا قد يتساءل البعض: وين يروح السائح؟ هذا السؤال قبل أن نسأله أنفسنا، يطرحه السائح على نفسه عند تخطيطه للسياحة التي من أجلها ينفق الكثير. فأين سيذهب، وماذا سيشاهد، وكيف يتنقل؟ وأين مكاتب السفر التي تنسق كل ذلك للقادمين فرادى ووفوداً؟
هذه التساؤلات واقعية ولا تستطيع جهة بعينها الإجابة عليها، لكن تكامل الجهات المعنية في التخطيط والإنجاز تستطيع ذلك وفق رؤية شاملة للبرامج والخدمات السياحية التي يفترض توفيرها للسائح ويتعرف عليها قبل أن يحصل على تأشيرته، ونجاحها ينطلق أولاً من نجاح السياحة الداخلية، ثم ثقافتها في المدن التي ربما بعضها لم يرَ أهلها سائحاً أجنبياً، إنما أقصى معرفتهم هي ملامح وسحنات مقيمين تطبعوا بعاداتنا، لكن السائح وضعه مختلف في حاجاته ومظهره وحساسية التعامل معه.
من ثقافة السياحة أن ترى بعيون السائح الذي ينقل انطباعه الإيجابي لغيره بأن هذا البلد أو ذاك لديه الكثير من أجله، أو العكس فيغير وجهته ووجهة غيره وكما يقولون «ليس من رأى كمن سمع» وهذا ما يجب أن نتنبَّه له في صناعة مستقبل قطاع السياحة والترفيه وحسن استثمار مقومات التنوع التاريخي والبحري والسفاري والتسوق وغيرها.
السائح عادة لا يخمِّن لرحلته السياحية ولا يتركها للحظ، إنما يبني اختياره السياحي لبلد ما، على معلومات دقيقة يجب أن تصل إليه، وخطوات محددة معروفة وخدمات معرَّفة وجاهزة لاستقباله وخدمته، وهذا هو جوهر المشوار الطموح الممتد والإنجاز المنتظر لصناعة السياحة في المملكة.
* كاتب سعودي
iikutbi@gmail.com