أظن، وبعض الظن حق، أن كثيراً من مشاكل السعودية والسعوديين خارج الوطن إنما هي نتاج الجهل بنا وسوء الفهم عنا، لأننا كنا ولا نزال لا نحسن تقديم أنفسنا إلى الآخرين، ولا نحسن توظيف قوتنا الناعمة في السينما والدراما والسياحة، ومثلما يلزمنا الثناء على التقدم في مسار التأشيرة السياحية التي ستفتح مجاهيل بلادنا إلى العالم، فإن علينا أن نفعل دور الإعلام والدراما، وأن نصرف عليها بسخاء لنصل من خلالها للآخرين كما فعلت عدد من الدول، وكلنا ندرك الآن كمثال صارخ تأثير المسلسلات التركية والكورية، فلا يكفي بالتالي أن نتواصل في كل شؤوننا غالباً مع المستويات العليا في الدول الخارجية، وقد نهمل المستويات الدنيا ومع مؤسسات المجتمع المدني ومع المؤثرين في الجامعات والإعلام ومراكز الدراسات، وأن لا نحصر علاقاتنا مع رؤساء الدول ودوائرهم الضيقة، فالرؤساء -كما نعلم وتعلمون- راحلون ومتغيرون، بينما الشعوب باقون لا يتغيرون.
إذن الحل في نظري يكمن في أن نوزع بيض مصالحنا بين الدول مثلما أنه يجب أن نوزع بيضنا في الدولة الواحدة، فلا نضعه كله في حضن الرئيس وشلته. ثم علينا أن نتوسع في توظيف قوتنا الناعمة لنرسخ قاعدة المؤيدين والعارفين بنا من خلال التواصل مع الأحزاب ومع الإعلام ومع إعلام المجتمع من المثقفين والمؤثرين.
كما على سفاراتنا أن تشارك بفعالية في المحافل والمناسبات الشعبية في تلك الدول، أما الحل الأخير في نظري فيكمن في تربية وصناعة متحدثين بارعين وحاضري البديهة يحسنون الاستعداد والتحضير لخروجهم في اللقاءات التلفزيونية والمؤتمرات الصحفية فيدفعون التهمة بالحجة المقنعة والردود الوافية والشافية.
لقد اتكلنا خلال الثلاثين سنة الماضية على غازي القصيبي لوحده ليكون لساننا الواضح والجارح، وفي عقدنا الأخير بتنا نتكل على عادل الجبير الذي ما زال يبيض وجوهنا في الخارج، بيض الله وجهه.
لكن هل يعقل أننا خلال ثلاثين سنة قدمنا فقط اثنين أو حتى ثلاثة أو أربعة سعوديين مؤثرين هم الذين تولوا مخاطبة العالم الغربي بنفس لغته وأدواته التي يفهم بها؟
خلاصة كلامي هي في أن نوظف قوتنا الناعمة الكروية والفنية والثقافية، وأن نعمد لصناعة عشرين قصيبي وعشرين عادل جبير لنتولى فعلياً المبادرة بالمشاركة وردع كل التهم والأكاذيب والشائعات التي تنسج عنا وعن بلادنا من خلال تفعيل مساهمتنا في الإعلام الأجنبي بوسائطه التقليدية والحديثة، وأن علينا أن نبتدر التواصل وأن لا نجلس لنكتفي بردات الفعل التي تمارس دور المسَّاحة بعد تسويد اللوح الأبيض والوجه الناصع لمملكة التسامح والإنسانية.
* كاتب سعودي
IdreesAldrees@
إذن الحل في نظري يكمن في أن نوزع بيض مصالحنا بين الدول مثلما أنه يجب أن نوزع بيضنا في الدولة الواحدة، فلا نضعه كله في حضن الرئيس وشلته. ثم علينا أن نتوسع في توظيف قوتنا الناعمة لنرسخ قاعدة المؤيدين والعارفين بنا من خلال التواصل مع الأحزاب ومع الإعلام ومع إعلام المجتمع من المثقفين والمؤثرين.
كما على سفاراتنا أن تشارك بفعالية في المحافل والمناسبات الشعبية في تلك الدول، أما الحل الأخير في نظري فيكمن في تربية وصناعة متحدثين بارعين وحاضري البديهة يحسنون الاستعداد والتحضير لخروجهم في اللقاءات التلفزيونية والمؤتمرات الصحفية فيدفعون التهمة بالحجة المقنعة والردود الوافية والشافية.
لقد اتكلنا خلال الثلاثين سنة الماضية على غازي القصيبي لوحده ليكون لساننا الواضح والجارح، وفي عقدنا الأخير بتنا نتكل على عادل الجبير الذي ما زال يبيض وجوهنا في الخارج، بيض الله وجهه.
لكن هل يعقل أننا خلال ثلاثين سنة قدمنا فقط اثنين أو حتى ثلاثة أو أربعة سعوديين مؤثرين هم الذين تولوا مخاطبة العالم الغربي بنفس لغته وأدواته التي يفهم بها؟
خلاصة كلامي هي في أن نوظف قوتنا الناعمة الكروية والفنية والثقافية، وأن نعمد لصناعة عشرين قصيبي وعشرين عادل جبير لنتولى فعلياً المبادرة بالمشاركة وردع كل التهم والأكاذيب والشائعات التي تنسج عنا وعن بلادنا من خلال تفعيل مساهمتنا في الإعلام الأجنبي بوسائطه التقليدية والحديثة، وأن علينا أن نبتدر التواصل وأن لا نجلس لنكتفي بردات الفعل التي تمارس دور المسَّاحة بعد تسويد اللوح الأبيض والوجه الناصع لمملكة التسامح والإنسانية.
* كاتب سعودي
IdreesAldrees@