آفاق جديدة ترسمها الرياض وموسكو أمام الشعبين السعودي والروسي ودول المنطقة والعالم.
إنها عقلية الوفرة التي تؤمن بها القيادتان السعودية والروسية بأن الفرص موجودة وتكفي للجميع ولا أحد يأخذ فرصة الآخر طالما توفرت الإرادة السياسية لتحقيق ذلك، ومن المعروف أن سياسة الوفرة تختلف جذرياً وتتنافى مع سياسة الندرة.
من ناحية أخرى، يؤكد الروس نظرية تأثير الاستشراق في صناعة سياسات الدول تجاه منطقتنا وشعوبها، فإذا كانت مدرسة الاستشراق الروسية هي النموذج النظيف والإيجابي بين مدارس الاستشراق الغربية، فالاستشراق الروسي يثبت ومن خلال السياسات التي تتبناها روسيا هي مدرسة استشراق تقوم على المعرفة والفهم المتبادل والبحث عن المشتركات وتحقيق المصالح المشتركة بين كافة الأطراف.
وهذا يمكن تأكيده، حيث لم تستعمر روسيا أي بلد عربي، وهذه ليست صدفة تاريخية، فالثقافة الروسية تعد صديقة للشعوب العربية والمسلمة، وهذا نقيض الثقافة والسياسة الغربية، والتي شوهت صورة العرب والمسلمين وثقافاتهم ومجتمعاتهم، بدءاً من أفلام هوليوود والإعلام الغربي بأنواعه وصولا إلى مراكز الدراسات الغربية، وذلك بوحي وتغذية وتأثير من المستشرقين والمدارس الاستشراقية الغربية غير الروسية بجناحيها الفرنكوفونية والأنجلوسكسونية، التي بنت سياساتها للهيمنة والسيطرة.
من هنا تتجلى الواقعية والفهم في السياسة الروسية والساسة الروس من خلال قدرتهم على نسج العلاقات الروسية في منطقة الشرق الأوسط، رغم أنها منطقة لم تعرف الاستقرار، تنام على انقلابات وتستيقظ على حروب وثورات منذ ورّثها الاستعمار اتفاقية سايكس- بيكو وتبعاتها.
ففي سياق تموضع المملكة الإستراتيجي في المنطقة وفي ضوء رؤيتها ٢٠٣٠ والتي تقوم على تنويع وتعدد مصادر الدخل، بدأت في بناء وتمتين علاقاتها مع الصين وروسيا وعدد من الدول المهمة ذات الثقل الاقتصادي والتأثير السياسي ووقعت معها عشرات الاتفاقات والاستثمارات في مجالات الطاقة المتجددة والتقنية والبترول والبنى التحتية، فضلا عن صفقات التصنيع والتسليح التي أعلن عنها في الزيارات المتبادلة بين قيادة المملكة وقادة تلك البلدان.
بانتظار ما تسفر عنه هذه الزيارة التاريخية المهمة، والتي تأتي امتدادا لزيارات قيادة هذه البلاد، أتمنى أن يكون للغة العربية نصيب في هذه الاتفاقيات عبر مسارات أكاديمية روسية، لتوسيع دائرة استخدام العربية في الفرص الاستثمارية المتوقعة، مثلما أتمنى أن يكون للغة الروسية نصيب أكاديمي في الجامعات السعودية، أخيراً أتمنى دراسة تجربة الاستشراق الروسي بصفته الأفضل نسبيا بين مدارس الاستشراق.
* كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org
إنها عقلية الوفرة التي تؤمن بها القيادتان السعودية والروسية بأن الفرص موجودة وتكفي للجميع ولا أحد يأخذ فرصة الآخر طالما توفرت الإرادة السياسية لتحقيق ذلك، ومن المعروف أن سياسة الوفرة تختلف جذرياً وتتنافى مع سياسة الندرة.
من ناحية أخرى، يؤكد الروس نظرية تأثير الاستشراق في صناعة سياسات الدول تجاه منطقتنا وشعوبها، فإذا كانت مدرسة الاستشراق الروسية هي النموذج النظيف والإيجابي بين مدارس الاستشراق الغربية، فالاستشراق الروسي يثبت ومن خلال السياسات التي تتبناها روسيا هي مدرسة استشراق تقوم على المعرفة والفهم المتبادل والبحث عن المشتركات وتحقيق المصالح المشتركة بين كافة الأطراف.
وهذا يمكن تأكيده، حيث لم تستعمر روسيا أي بلد عربي، وهذه ليست صدفة تاريخية، فالثقافة الروسية تعد صديقة للشعوب العربية والمسلمة، وهذا نقيض الثقافة والسياسة الغربية، والتي شوهت صورة العرب والمسلمين وثقافاتهم ومجتمعاتهم، بدءاً من أفلام هوليوود والإعلام الغربي بأنواعه وصولا إلى مراكز الدراسات الغربية، وذلك بوحي وتغذية وتأثير من المستشرقين والمدارس الاستشراقية الغربية غير الروسية بجناحيها الفرنكوفونية والأنجلوسكسونية، التي بنت سياساتها للهيمنة والسيطرة.
من هنا تتجلى الواقعية والفهم في السياسة الروسية والساسة الروس من خلال قدرتهم على نسج العلاقات الروسية في منطقة الشرق الأوسط، رغم أنها منطقة لم تعرف الاستقرار، تنام على انقلابات وتستيقظ على حروب وثورات منذ ورّثها الاستعمار اتفاقية سايكس- بيكو وتبعاتها.
ففي سياق تموضع المملكة الإستراتيجي في المنطقة وفي ضوء رؤيتها ٢٠٣٠ والتي تقوم على تنويع وتعدد مصادر الدخل، بدأت في بناء وتمتين علاقاتها مع الصين وروسيا وعدد من الدول المهمة ذات الثقل الاقتصادي والتأثير السياسي ووقعت معها عشرات الاتفاقات والاستثمارات في مجالات الطاقة المتجددة والتقنية والبترول والبنى التحتية، فضلا عن صفقات التصنيع والتسليح التي أعلن عنها في الزيارات المتبادلة بين قيادة المملكة وقادة تلك البلدان.
بانتظار ما تسفر عنه هذه الزيارة التاريخية المهمة، والتي تأتي امتدادا لزيارات قيادة هذه البلاد، أتمنى أن يكون للغة العربية نصيب في هذه الاتفاقيات عبر مسارات أكاديمية روسية، لتوسيع دائرة استخدام العربية في الفرص الاستثمارية المتوقعة، مثلما أتمنى أن يكون للغة الروسية نصيب أكاديمي في الجامعات السعودية، أخيراً أتمنى دراسة تجربة الاستشراق الروسي بصفته الأفضل نسبيا بين مدارس الاستشراق.
* كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org