-A +A
عبده خال
ما الذي يحدث في الشرق الوسط؟

هو سؤال لاستدراك مقولة أننا نعيش في مؤامرة كبرى، وهي الحجة التي أسقطها الكثيرون كون العالم مشتغلاً بالتنمية بينما المعضلات السياسية يتم حلها بالحوار أو التفاوض، بينما دول الشرق الأوسط غارقة في مشاكل ناتجة عن الاختلاف المذهبي وتحرك التيارات الإسلامية الحركية للوصول إلى السلطة، ويتم مجابهة هذه العنصرين الدينيين بإشعال فتيل الاختلاف في كل دولة والتي تتخذ من الهروب للأمام وسيلة لنجاة النظام أو حماية الدولة من السقوط.


وجل الدول التي رسبت في ثورات الربيع العربي انطلقت من المطالبة بالحرية والعدالة لم تباعد خطواتها حتى تم توجهها دينياً ومذهبياً، فغرقت في أوحال الماضي للبحث عن الأحقية فيمن يحق له تسيير الناس، ومن هنا نرى أن تلك الثورات ظلت تراوح في مكانها مما مكن القوى الكبرى ذات المصالح أن تتدخل لتوجيه الدولة كاملة (بجميع أطيافها وأفرادها) غلى الجهة المغلقة التي لا يوجد فيها حل.

وفي كل يوم تثار مشكلة في دولة من دول الشرق الأوسط كتأكيد لمواصلة الفوضى، ولأن الفوضى تنتج فوضى أكثر تعقيداً يصعب معها الحل الحاسم، وتصبح الدعوة لإحلال السلام بحاجة إلى فك العقدة الولى المتسببة في هذه (الشربكة) ومن الصعوبة فك عقدة عقدت منذ مئات السنوات على الاختلاف المذهبي، ولأن دول الشرق الأوسط مصرة على الإمساك بذلك الخلاف فلن يحدث اتفاق..

وإذا كانت تلك الدول تمسك بقضية كقضية فلسطين مبرراً لتباين المواقف سنجد أن الإمساك ما هو إلا موقف ساكن قديم تغيرت الظروف والمصالح ولم يعد الإمساك بتلك القضية إلا إمساكاً شكلياً.. تم الابتعاد عنها حركياً كاجتذاب للمصالح الفردية لكل دولة، ومن ساهم في التخلي عن المواقف الصارمة للدول التي تمسك بقضية فلسطين هم قادة فلسطين أنفسهم حين لعبوا على كل الحبال..

ويصبح الدوران حول أننا نعيش مؤامرة لا نفتك منها أبداً، إذ لا نستطيع الخروج من الدائرة والتفكير بأهمية النمو بعيداً عن الحروب التي يمكن تجنبها بالحوار والمفاوضات.. وإن لم تخرج دول المنطقة من تاريخ الاختلاف المذهبي فسيتم استغلال هذا الخلاف من الدول الكبرى ذات المصالح لخلق فوضى دائمة.