كل الحلوين حراميه.. انا وماشي.. هجموا عليا
كسروا باب القلب وفاتوا.. سرقولي قلبي وآهاتوا
ماخلوا دمعه بعينيه.
الكلمات أعلاه تغنى بها مطرب لبنان غسان صليبا بصوته الآسر، ولحنها «الرحابنة» في سبعينيات القرن الماضي، فكانت كلمات لها وقع جميل يدندن بها أبناء ذلك الجيل وربما دندنوا بها قبل يومين عندما نشرت «عكاظ» عنواناً مقتبساً من الأغنية ذاتها ومزجته بالأحداث السياسية الدائرة في لبنان «كل الحلوين ثورجية» كـ«هيد لاين» لطيف ولافت.
إلى هنا والعنوان جاذب أو مقبول عند البعض، ولكن الخصوم حين يقلبون أوراقهم القديمة والحديثة مع صحيفة «عكاظ» التي لطالما كان لها أعداؤها الشرسون -مذ تيار الصحوة حتى تيار مقاومة الاستفاقة- فإن الوضع يختلف، فالخصوم لهم حسابات ومآرب أخرى وفرص يجب أن توظف ضد عنفوان «عكاظ» وصمودها، فـ«عكاظ» تتربع عرش الصحافة والإعلام، والإعلام بدوره يواجه هجوم تيار ينحسر ويقاوم انحساره بشراسة، فيبحث أبناء ذلك التيار بين حروف الخبر عن أي ثغرة، ويقلبون بين ثنايا المقال باحثين عن أي مثلبة وإن لم يجدوا.. صنعوها بكل فجور فهم أهل الفجور وصناعه، وشتان بين من يصنع الخبر ومن يصنع الفجور!
المستغرب بالنسبة لي أن من بين المعترضين على تقرير «عكاظ» مثقفات ومثقفين لا علاقة لهم بذلك التيار وحين قلبت اعتراضات أخواتي المثقفات يمنة ويسرة لم أجد سبباً مقنعاً سوى مفردة «حلوين» وربما حرك هذا الوصف غريزة أنثوية احتجت ضد وصف نساء لبنان بالحلوين، أو ربما سخط خفي ضد «عكاظ» وحسابات تتعلق بأمور استكتاب أو تجاهل، وهذا كفيل بأن تتقاطع المصالح بين المؤدلج الذي ملأ الدنيا نحيباً على عنوان من عرض عالم من العناوين ومثقفة ترى أنها أولى وأحق بوصف «الحلوين» من غيرها وهذا بحق نكتة الموسم!
الصحافة صناعة يا سادة.. والعناوين «headlines» أيضاً صناعة، والصحيفة التي تثير الجدل في عناوينها هي صحيفة ذكية وتدار باحترافية وهي بلا شك ناجحة بكل المقاييس، ولبنان فيها كم من الجمال والحلاوة والحسن لا مجال لإنكاره، فضلاً عن أن نشرات الأخبارالمتلفزة نقلت فعلياً ميادين المظاهرات تتصدرها الحسناوات بالغناء والدبكات، وتم تركيب بعض تلك المشاهد مع تعليقات تغزل وإعجاب من كل العرب.
أخيراً.. أرجو ممن يقرأ هذا المقال الانتقال لليوتيوب وفتح أغنية «كل الحلوين حرامية» لغسان صليبا... وإن لم يهزه الهوى مع أوتار حنجرة صليبا ففي أذنه مشكلة !
* كاتبة سعودية
hailahabdulah20@
كسروا باب القلب وفاتوا.. سرقولي قلبي وآهاتوا
ماخلوا دمعه بعينيه.
الكلمات أعلاه تغنى بها مطرب لبنان غسان صليبا بصوته الآسر، ولحنها «الرحابنة» في سبعينيات القرن الماضي، فكانت كلمات لها وقع جميل يدندن بها أبناء ذلك الجيل وربما دندنوا بها قبل يومين عندما نشرت «عكاظ» عنواناً مقتبساً من الأغنية ذاتها ومزجته بالأحداث السياسية الدائرة في لبنان «كل الحلوين ثورجية» كـ«هيد لاين» لطيف ولافت.
إلى هنا والعنوان جاذب أو مقبول عند البعض، ولكن الخصوم حين يقلبون أوراقهم القديمة والحديثة مع صحيفة «عكاظ» التي لطالما كان لها أعداؤها الشرسون -مذ تيار الصحوة حتى تيار مقاومة الاستفاقة- فإن الوضع يختلف، فالخصوم لهم حسابات ومآرب أخرى وفرص يجب أن توظف ضد عنفوان «عكاظ» وصمودها، فـ«عكاظ» تتربع عرش الصحافة والإعلام، والإعلام بدوره يواجه هجوم تيار ينحسر ويقاوم انحساره بشراسة، فيبحث أبناء ذلك التيار بين حروف الخبر عن أي ثغرة، ويقلبون بين ثنايا المقال باحثين عن أي مثلبة وإن لم يجدوا.. صنعوها بكل فجور فهم أهل الفجور وصناعه، وشتان بين من يصنع الخبر ومن يصنع الفجور!
المستغرب بالنسبة لي أن من بين المعترضين على تقرير «عكاظ» مثقفات ومثقفين لا علاقة لهم بذلك التيار وحين قلبت اعتراضات أخواتي المثقفات يمنة ويسرة لم أجد سبباً مقنعاً سوى مفردة «حلوين» وربما حرك هذا الوصف غريزة أنثوية احتجت ضد وصف نساء لبنان بالحلوين، أو ربما سخط خفي ضد «عكاظ» وحسابات تتعلق بأمور استكتاب أو تجاهل، وهذا كفيل بأن تتقاطع المصالح بين المؤدلج الذي ملأ الدنيا نحيباً على عنوان من عرض عالم من العناوين ومثقفة ترى أنها أولى وأحق بوصف «الحلوين» من غيرها وهذا بحق نكتة الموسم!
الصحافة صناعة يا سادة.. والعناوين «headlines» أيضاً صناعة، والصحيفة التي تثير الجدل في عناوينها هي صحيفة ذكية وتدار باحترافية وهي بلا شك ناجحة بكل المقاييس، ولبنان فيها كم من الجمال والحلاوة والحسن لا مجال لإنكاره، فضلاً عن أن نشرات الأخبارالمتلفزة نقلت فعلياً ميادين المظاهرات تتصدرها الحسناوات بالغناء والدبكات، وتم تركيب بعض تلك المشاهد مع تعليقات تغزل وإعجاب من كل العرب.
أخيراً.. أرجو ممن يقرأ هذا المقال الانتقال لليوتيوب وفتح أغنية «كل الحلوين حرامية» لغسان صليبا... وإن لم يهزه الهوى مع أوتار حنجرة صليبا ففي أذنه مشكلة !
* كاتبة سعودية
hailahabdulah20@