بالإرادة والإدارة تتحقق الصدارة، بهذه الكلمات المُعبِّرة عن حس المسؤول الذي يعي واجباته، وبأسلوب علمي وأدبي ممتزج بالخبرة الإدارية الطويلة اختتم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل كلمته عند افتتاحه حلقة نقاش الحج في موسمها الرابع، والتي تمت يوم الأربعاء الماضي (10) صفر 1441هـ، وذلك بالشراكة بين إمارة المنطقة ووزارة الحج والعمرة وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، والتي حضرها (200) خبير محلي متخصص في شؤون الحج يمثلون (50) جهة حكومية، فيما اشتملت كلمة سموه على وقفات مفعمة بالنصح والتفاؤل.
ومن الملاحظ أن خاتمة أمير مكة هي رسالة واضحة للمشاركين في اللقاء ولغيرهم ممن لم يحضر، فمتى ما كانت الإرادة متوفرة والإدارة سليمة وفاعلة تتحقق الصدارة في كل عمل يستهدف الخير للإنسان في أي مكان، فما بالكم إن كان هذا العمل يتسامى في خطته وأهدافه لخدمة ضيوف الرحمن كما هو قائم فعلياً عندنا، فحكومة بلادنا منذ قيامها وبتوجيه وحرص من المؤسس الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه»، وضعت خدمة الحجاج في مقدمة اهتماماتها، وهذ ما أكد عليه وزير المالية الأسبق عبدالله السليمان «رحمه الله»، والذي كانت وزارته تُشرف على الإدارة العامة للحج في المملكة، في كلمته بالعدد الأول من مجلة الحج لشهر رجب (1366هـ)، المنشورة بعنوان «أهدافنا وبرامجنا» فقال في جزء منها: «إنما الذي نريد توضيحه هنا هو أن حكومة هذه البلاد وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم الذي يتشرف بخدمة الحرمين الشريفين - ترى من أسمى واجباتها خدمة الحجاج من جميع الأقطار الإسلامية، وتعتقد أن هذه الخدمة لا تتم إلا بالوسائل الآتية:
1- العناية بالأمن العام الكامل ليكون الحاج آمناً على نفسه وعلى ماله. 2- الاهتمام بالصحة. 3- تسهيل وسائل الراحة بأقصى ما يُستطاع.
واهتمت الحكومة كل الاهتمام بهذه الوسائل الثلاث، وأصبح أمر الأمن العام الشامل في هذه البلاد مضرب الأمثال، والفضل في ذلك يرجع لله تعالى ثم لجلالة الملك المعظم».
فإذا كانت هذه الكلمة المتميزة من رجل مسؤول في الدولة آنذاك، قد أوضحت أن المملكة تُدرك مسؤولياتها تجاه المسلمين، ووضعت أهدافاً لتجعل رحلة الحج آمنة وميسرة، وهذا في حد ذاته أهم مطلب لكل وافد لأداء الفريضة، نظراً لما كان يواجه الحجاج من مخاطر تمس النفس والمتاع، فسبحان الله مغير الأحوال، فمن عدة آلاف إلى عشرات الملايين وفق ما ذكر بمجلة الحج والعمرة أن أعداد الحجاج الذين قدموا إلى المملكة في غضون (50) عاماً بلغ أكثر من (100) مليون حاج وحاجة، وأن عدد المعتمرين الذين قدموا للعمرة في (30) عاماً بلغ أكثر من (100) مليون معتمر.
واليوم ونحن نعيش في هذا العهد الزاهر نشهد تواصل مسيرة العمل لتحسين خدمة ضيوف الرحمن وفق رؤية (2030)، التي تحظى برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومتابعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تتأكد للعالم أن النظرة المستقبلية والمتفائلة بإشراقة المستقبل هي المحفز لأبناء المملكة للجد والاجتهاد لتنفيذ كل الخطط والبرامج الموضوعة لهذه الغاية النبيلة، ففي عالم اليوم أكثر من مليار وخمسمائة مليون مسلم، وأعدادهم في تزايد مستمر ولله الحمد، ومن بينهم عشرات الملايين الذين يرغبون أداء فريضة الحج أو العمرة منفردة.
مما يحثنا للإسراع لتحقيق المزيد من التطوير للخدمات والتحسين في إدارة الأعمال والتركيز على تهيئة البيئة المناسبة لأعمالنا في كافة الجوانب التي تخدم وفود الرحمن بإذن الله.
* رئيس تحرير مجلة الحج والعمرة
@talal_kusti
ومن الملاحظ أن خاتمة أمير مكة هي رسالة واضحة للمشاركين في اللقاء ولغيرهم ممن لم يحضر، فمتى ما كانت الإرادة متوفرة والإدارة سليمة وفاعلة تتحقق الصدارة في كل عمل يستهدف الخير للإنسان في أي مكان، فما بالكم إن كان هذا العمل يتسامى في خطته وأهدافه لخدمة ضيوف الرحمن كما هو قائم فعلياً عندنا، فحكومة بلادنا منذ قيامها وبتوجيه وحرص من المؤسس الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه»، وضعت خدمة الحجاج في مقدمة اهتماماتها، وهذ ما أكد عليه وزير المالية الأسبق عبدالله السليمان «رحمه الله»، والذي كانت وزارته تُشرف على الإدارة العامة للحج في المملكة، في كلمته بالعدد الأول من مجلة الحج لشهر رجب (1366هـ)، المنشورة بعنوان «أهدافنا وبرامجنا» فقال في جزء منها: «إنما الذي نريد توضيحه هنا هو أن حكومة هذه البلاد وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم الذي يتشرف بخدمة الحرمين الشريفين - ترى من أسمى واجباتها خدمة الحجاج من جميع الأقطار الإسلامية، وتعتقد أن هذه الخدمة لا تتم إلا بالوسائل الآتية:
1- العناية بالأمن العام الكامل ليكون الحاج آمناً على نفسه وعلى ماله. 2- الاهتمام بالصحة. 3- تسهيل وسائل الراحة بأقصى ما يُستطاع.
واهتمت الحكومة كل الاهتمام بهذه الوسائل الثلاث، وأصبح أمر الأمن العام الشامل في هذه البلاد مضرب الأمثال، والفضل في ذلك يرجع لله تعالى ثم لجلالة الملك المعظم».
فإذا كانت هذه الكلمة المتميزة من رجل مسؤول في الدولة آنذاك، قد أوضحت أن المملكة تُدرك مسؤولياتها تجاه المسلمين، ووضعت أهدافاً لتجعل رحلة الحج آمنة وميسرة، وهذا في حد ذاته أهم مطلب لكل وافد لأداء الفريضة، نظراً لما كان يواجه الحجاج من مخاطر تمس النفس والمتاع، فسبحان الله مغير الأحوال، فمن عدة آلاف إلى عشرات الملايين وفق ما ذكر بمجلة الحج والعمرة أن أعداد الحجاج الذين قدموا إلى المملكة في غضون (50) عاماً بلغ أكثر من (100) مليون حاج وحاجة، وأن عدد المعتمرين الذين قدموا للعمرة في (30) عاماً بلغ أكثر من (100) مليون معتمر.
واليوم ونحن نعيش في هذا العهد الزاهر نشهد تواصل مسيرة العمل لتحسين خدمة ضيوف الرحمن وفق رؤية (2030)، التي تحظى برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومتابعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تتأكد للعالم أن النظرة المستقبلية والمتفائلة بإشراقة المستقبل هي المحفز لأبناء المملكة للجد والاجتهاد لتنفيذ كل الخطط والبرامج الموضوعة لهذه الغاية النبيلة، ففي عالم اليوم أكثر من مليار وخمسمائة مليون مسلم، وأعدادهم في تزايد مستمر ولله الحمد، ومن بينهم عشرات الملايين الذين يرغبون أداء فريضة الحج أو العمرة منفردة.
مما يحثنا للإسراع لتحقيق المزيد من التطوير للخدمات والتحسين في إدارة الأعمال والتركيز على تهيئة البيئة المناسبة لأعمالنا في كافة الجوانب التي تخدم وفود الرحمن بإذن الله.
* رئيس تحرير مجلة الحج والعمرة
@talal_kusti