الأغنية الوطنية -على مدار تاريخها الإنساني الطويل وتغيّر مسمياتها- تعتبر من أهم وأصدق التعابير المجتمعية عن حبّ الأرض. فهي تتميز عن بقية أنواع الغناء، بما تحمله في داخلها من مواكب ذات مشاعر إيجابية.. مليئة بالاعتزاز والعنفوان المقبول.. والانتماء الذي تهواه النفس السويّة.
شعوب العالم، منذ بدائية المجتمعات ونشأة الإنسان، تأتي أناشيدهم وأهازيجهم الوطنية في مقدمة ثقافاتهم المحلية، لأنها تنتمي للأرض والبيئة والطبيعة الإنسانية للمجتمع. يستخدمها الإنسان لا شعوريا لبث الحماس.. ورفع الهمم.. ودعم روح الجماعة. منها ما يأخذ طابع النشيد العسكري (المارش بعد أن تضاف عليه كلمات) لتأجيج الحمية الوطنية، ومنها ما يأتي على إيقاع حماسي سريع، ومنها ما يأتي بلحن هادئ يحاكي حب الوطن المتغلغل في ذات الفرد.
التراث المحلي على مستوى المملكة غني جدا بأذواق فنية ذات طابع ثقافي محلي يعبّر عن كل جزء من أجزاء الوطن. فالموسيقى بأنغامها وإيقاعاتها تتغير ذائقتها من منطقة إلى أخرى، لأنها تتشكل حسب البيئة، على سبيل المثال: الهيجنة، حداء السواني، السامري، الخبيتي، الصهبة والمجس والدانة، النهمة، المجرور.. والكثير من الألوان اللحنية والإيقاعية المختلفة.. كل واحدة منها تأخذ رائحة تربة أرضها وذائقة ثقافة أهلها.
(مهرجان الأغنية الوطنية) من الممكن أن يُقدم في صيغة مبادرة على مستوى المملكة. كل مدينة أو ثقافة صغرى –جزء من ثقافة المملكة الكبرى- تقدم أغنية وطنية تكون شاملة لكل الوطن ومكوناته، وتجمع بين الولاء والانتماء.. ولكن بذائقتها المحلية، يتنوع النص حسب الثقافة، مع المحافظة على وضوح المعاني والمفردات، ويتنقل بحرية: من الفصحى الصريحة إلى النبطي والشعبي. المهم هو حملها للبصمة الثقافية المعبرة عن أهلها.
في الجانب الرياضي، على سبيل المثال، تنجح أغاني وأهازيج الفرق الرياضية بامتياز -رغم اختلاف اللون الغنائي الخاص بكل فريق- لأنها تنبع من روح وأزقة وتراب الفريق وجمهوره.. فتتغلغل في وجدان مشجعيه.. وتكون حماسية ومؤججة لروح العطاء داخل وخارج المعلب.
المبادرة التي تقدم مهرجان الأغنية الوطنية ستخدم الوطن بعدة أشكال، أهمها أنها ستُظهر تنوعات ثقافية موسيقية محلية ربما لا يعرفها كثير من أبناء الوطن. إضافة إلى أنها أسلوب أرشفة لحفظ التراث الموسيقي لكل ثقافات المملكة.
هذه المبادرة ستكون جاذبة لكل أطياف المجتمع.. فالكل سيرى نفسه هناك.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com
شعوب العالم، منذ بدائية المجتمعات ونشأة الإنسان، تأتي أناشيدهم وأهازيجهم الوطنية في مقدمة ثقافاتهم المحلية، لأنها تنتمي للأرض والبيئة والطبيعة الإنسانية للمجتمع. يستخدمها الإنسان لا شعوريا لبث الحماس.. ورفع الهمم.. ودعم روح الجماعة. منها ما يأخذ طابع النشيد العسكري (المارش بعد أن تضاف عليه كلمات) لتأجيج الحمية الوطنية، ومنها ما يأتي على إيقاع حماسي سريع، ومنها ما يأتي بلحن هادئ يحاكي حب الوطن المتغلغل في ذات الفرد.
التراث المحلي على مستوى المملكة غني جدا بأذواق فنية ذات طابع ثقافي محلي يعبّر عن كل جزء من أجزاء الوطن. فالموسيقى بأنغامها وإيقاعاتها تتغير ذائقتها من منطقة إلى أخرى، لأنها تتشكل حسب البيئة، على سبيل المثال: الهيجنة، حداء السواني، السامري، الخبيتي، الصهبة والمجس والدانة، النهمة، المجرور.. والكثير من الألوان اللحنية والإيقاعية المختلفة.. كل واحدة منها تأخذ رائحة تربة أرضها وذائقة ثقافة أهلها.
(مهرجان الأغنية الوطنية) من الممكن أن يُقدم في صيغة مبادرة على مستوى المملكة. كل مدينة أو ثقافة صغرى –جزء من ثقافة المملكة الكبرى- تقدم أغنية وطنية تكون شاملة لكل الوطن ومكوناته، وتجمع بين الولاء والانتماء.. ولكن بذائقتها المحلية، يتنوع النص حسب الثقافة، مع المحافظة على وضوح المعاني والمفردات، ويتنقل بحرية: من الفصحى الصريحة إلى النبطي والشعبي. المهم هو حملها للبصمة الثقافية المعبرة عن أهلها.
في الجانب الرياضي، على سبيل المثال، تنجح أغاني وأهازيج الفرق الرياضية بامتياز -رغم اختلاف اللون الغنائي الخاص بكل فريق- لأنها تنبع من روح وأزقة وتراب الفريق وجمهوره.. فتتغلغل في وجدان مشجعيه.. وتكون حماسية ومؤججة لروح العطاء داخل وخارج المعلب.
المبادرة التي تقدم مهرجان الأغنية الوطنية ستخدم الوطن بعدة أشكال، أهمها أنها ستُظهر تنوعات ثقافية موسيقية محلية ربما لا يعرفها كثير من أبناء الوطن. إضافة إلى أنها أسلوب أرشفة لحفظ التراث الموسيقي لكل ثقافات المملكة.
هذه المبادرة ستكون جاذبة لكل أطياف المجتمع.. فالكل سيرى نفسه هناك.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com