-A +A
مريم النويمي
قاد اشتراط إجادة اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة أولياء أمور كثير من الطلاب والطالبات إلى طرق أبواب المدارس العالمية، متكبدين في سبيل ما يرسمونه لأبنائهم من مستقبل دفع الرسوم المبالغ فيها لتلك المدارس.

وقد عززت الرغبة في الانفتاح على العالم وتمكين الطلاب والطالبات من إتقان اللغة الأكثر انتشارا وتداولا من الإقبال على تلك المدارس فزاد انتشارها، كما وجد فيها كثير من الملتحقين بها ما يمنحهم تميزا عن إقرانهم من طلاب المدارس الحكومية والأهلية العامة بما باتوا يتباهون به من قدرة على استخدام اللغة الإنجليزية أو خلط بينها وبين اللغة العربية حين يتحدثون، متوهمين أن ذلك يمنحهم ضربا من البرستيج الاجتماعي.


ومع أنه لا يمكننا التنكر لما يجنيه الطلاب الملتحقون بتلك المدارس من فائدة وما يتيحه لهم من فرص للحصول على وظيفة مستقبلا إلا أنه لا يمكن لنا أن نتجاهل حقيقة أن الجرعات المخفضة لمواد اللغة العربية وعلومها كفيلة أن تخرّج أجيالا لا ترقى لغتها العربية لتكون لغة مبرّأة من الضعف وكثرة الأخطاء، فضلا عن أن تكون لغة للمعرفة والإبداع.

وعلينا أن ندرك كذلك أن ما تقوم به المدارس العالمية من تدريس لكل المناهج العلمية باللغة الإنجليزية لا يكفي لإجادة اللغة الإنجليزية إجادة تامة؛ لأن اللغة ممارسة قبل ذلك وبعده، وإذا كان الطالب يتحدث الإنجليزية ويكتب الإنجليزية في مدرسته فإنه بمجرد خروجه منها يتحدث بلغة مجتمعه، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى هشاشة لغة الطالب الإنجليزية وركاكتها لدى الطالب.

إن الحقيقة التي يجب أن نواجهها هي أن طالب المدارس العالمية لم يطل بلح الشام ولا عنب اليمن، لا هو الذي تعلم لغته العربية فأتقنها ولا هو مارس اللغة الإنجليزية فأجادها، واللغة العربية أولى بالتعلم والإتقان وتأتي بعدها لغات العالم.

* كاتبة سعودية

malnuaimi@moh.gov.sa