-A +A
عبده خال
ها هي الدرعية تقفز من تاريخ إلى تاريخ.

هذه المدينة - سابقاً- التي وقفت كعمود إنارة تنير منطقة نجد سياسياً وفكرياً، وتم استهدافها لتقويض مشروعها، فبقيت بصمة في تاريخ الوطن، تسحق فتنهض بعزيمة لتؤكد أنها شبيهة بالعنقاء لا نهاية لدورتها الحياتية.


وفِي هذه الأيام قفز هذا الحي لأن يكون بلورة لأنشطة الموسم الترفيهي لمدينة الرياض، وقبل ذلك مركزاً ثقافياً من خلاله تتحرك حزمة من الأفكار الثقافية والفنية.

هذا الحي غدا أشبه بخلية نحل وكل العاملات به تنجز شهداً من الأعمال التي نفاخر بها.

مدينة كشفت رأسها لتكشف عن أفكار خلابة كانت معممة لا يشار إليها إلا في التاريخ البعيد، والآن تحولت إلى منصة لصناعة تاريخ الحاضر، ففي كل يوم يقام بها صرح من حياة.. ومن كان مبتعداً عن الوقت الراهن بسنة أو سنتين لن تصل مخيلته إلى تصور أن هذه المدينة تكشف عن صدرها لاحتضان الحياة الصحية، ولو لم نغادر ذلك التخيل فلن يصدق أحد أن فتاة سعودية (ريما الجفالي) دخلت من بوابة هذه المدينة لتضيف تاريخاً على تاريخ، فريما دخلت كأول متسابقة سيارات سعودية تنافس في بطولة (جاكوار آي-بس إي تروفي) والتي أكملت أسرع لفة لها في المسار ذي التحديات المتعددة الذي تم بناؤه في قلب الدرعية.

هذه الفتاة نفسها لم تكن تحلم - قبل سنتين- أن تقود سيارتها الخاصة في أي شارع من شوارع المملكة، فكيف لها أن تتصور دخولها متسابقةً في سباق دولي للسيارات؟

إن الإضاءة المنبثقة من وطننا ما هي إلا إعلان أننا نعيش كباقي الأمم، وأن لدينا إنساناً وحضارة وتنمية وقوى ناعمة في كل مجالات الحياة، ورسالتنا بأننا نقف في المقدمة باحثين عن إعادة تاريخنا بما يتوافق مع أحلامنا الكبيرة.