-A +A
حمود أبو طالب
الأخبار والأحداث الجميلة التي تتوالى أصبح بعضها يطغى على البعض بحيث لا يتاح وقت كاف لتأمل التفاصيل وجوانب الأهمية والمردود والنتائج، هذا شيء رائع لأنه باعث للأمل والطمأنينة والثقة بالغد الأفضل، وهي من الأشياء الأساسية التي تفتقدها كثير من الأوطان. نحن نعيش زخماً من الإنجازات المتلاحقة، إنجازات استراتيجية وليست هامشية أو ثانوية، إنجازات في مرحلة تحديات هائلة على جميع الأصعدة، استطعنا إيجاد التوازن بينها وخلق الفرص منها بمهارة وشجاعة.

بالإشارة إلى بعضها لمجرد التأمل، علماً بأن هذا البعض حدث بشكل شبه متزامن خلال أيام متقاربة، نجد أن المملكة تسلمت رئاسة مجموعة العشرين لعام 2020، وتأكد أن المملكة مستعدة تماما لهذا الحدث العالمي الضخم، فسوف تعقد عشر قمم تحضيرية، وسوف يتم تحضير ملفات في مختلف الجوانب السياسية والثقافية والحقوقية والبيئية إلى جانب الشأن الاقتصادي، وذلك ما يتطلب فريق عمل كبيرا تمثله معظم أجهزة الدولة، أي أنه من الآن إلى حين موعد القمة الرئيسية ستكون لدينا ورشة عمل مستمرة لتثبت المملكة أنها جديرة باستضافة هذا الحدث العالمي المهم.


وقبل هذا الحدث المهم، بل في نفس الأسبوع، كان هناك حدث لا يقل أهمية هو انضمام المملكة إلى المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو، وبذلك تأخذ المملكة موقعها اللائق كبلد ثري بالثقافة والفنون والتراث الإنساني الذي بدأت تحتفي به بشكل غير مسبوق، وسوف يجعلها هذا الموقع في اليونيسكو من الدول الراعية والمشرفة على النشاطات التي تندرج ضمن اهتماماتها في كل الدول الأعضاء فيها.

أما إذا أردنا ضم ما يحدث داخليا إلى ما سبق فسوف نكتب كثيراً عن المشاريع والفعاليات النوعية المختلفة التي حفلت بها الأيام القليلة الماضية، من مشروع بوابة الدرعية التي ستصبح مدخل المملكة للتأريخ والتراث والثقافة، إلى فعاليات ترفيهية عالمية شارك فيها نجوم العالم.

أما إذا أردنا ضم اكتتاب أرامكو إلى قائمة الأحداث فسنجد أن المملكة هي نقطة جذب الضوء من كل جهات العالم، ومحور الاهتمام لساسته واقتصادييه وإعلامه، والمادة المثيرة المدهشة في نشرات الأخبار، لتكون الأيام هي أيام السعودية، والأحداث هي أحداث السعودية.