تلك هي العبارة أو (الممسحة) اللفظية التي يستخدمها بعض الناس عند الوقوع في خطأ، ولا أدري لماذا اختاروا الوجه دوناً عن سائر أعضاء الجسم، ولا أدري أيضاً من قائلها وفي أي مناسبة أو موقف استخدمها للتنصل من رد الفعل !
وبدون شك البعض في هذه الحياة يعيش على مبدأ (امسحها بوجهي)، فيتسلط على الناس ويخطئ مراراً وتكراراً في حقهم ليحاول التخلص من العقوبات المُقررة بإحراجهم حتى ينعدم لديه الحِس بالمسؤولية المجتمعية والأخلاقية كذلك.
وبالطبع هناك الكثير من الجُمل والعبارات (غير المقموسة) والتي نستخدمها في حياتنا اليومية ولا نجد لها موقعاً من الإعراب، لكني اليوم لستُ بصدد ذكرها لأنها (ماسكة) معي على المسح بالوجه فقط !
ربما كان قائلها يعني تجنب الإحراج عند الوقوع في خطأ ما، لكن ماذا نفعل بالوجوه (المغسولة بمرق) والتي تكرر فعلتها وأخطاءها مرة واثنتين وعشرا، ثم تردد عليك بمنتهى البرود تلك العبارة غير المفهومة ؟!
تخيلوا بالله عليكم لو غلط شخص ما على أحد السواح ثم قال له: (Wipe it on my face)، والله لا أريد حتى توقع الإجابة !
سأذكر لكم موقفا ودعونا نتفق من أولها أن تمسحوه في وجهي، فذات يوم (مهبب) كنتُ أقود سيارتي في أمان الله، وفجأة (سقط) عليّ سائق متهور ولولا ستر الله ومهاراتي القيادية -اللهم لا حسد- لكنتُ في خبر كانَ وأخواتها وبنات عمها وجيرانها الآن !
والحمد لله تداركت الحادث أو الموقف في اللحظة الأخيرة ثم وقفت جانباً لأسترد أنفاسي فترجّل أخونا في الله من سيارته وجاءني قائلاً: آسف يا أختي وامسحيها بوجهي!
فقلت له: وماذا كنت سأستفيد أو أفعل (بوجهك) إن صدمتني ومسحتني أنا ووجهي ويديّ وأرجلي وركبتيّ و(مُصراني) الأعور من الحياة !
وموقف آخر حصل مع أحدهم، حيث حمسه أحد أصدقائه على الدخول في مشروع لا يفقهان فيه من الأمر شيئاً، اللهم (ضربَ على صدره) وأغراه بالأرباح الخيالية في وقتٍ قصير، والذي حصل أنهما فَشِلا فشلاً ذريعاً وخسرا كل أموالهما بسبب عدم دراستهما الكافية للأمور، وما كان من صديق السوء إلا التنصل من المسؤولية قائلاً لصديقه (الأبله): لم أدرس الموضوع كما يجب فامسحها بوجهي، وأبشركم الاثنان الآن موقوفان على ذمة التحقيق بسبب غبائهما، لكن كما تعلمون القانون لا يحمي (وجوه) المغفلين سواءً مسحوها أو لم يمسحوها !
لذا يا عزيزي لا تكن من ذوي الوجوه المُعتادة على التمسيح، فبعض الناس لو تعمقت في وجوههم لوجدتها قد اتسخت من كثر ما يُمسح بها من مواقف سيئة !
لا تمسحوا مواقفكم في وجوهكم أمام الناس، فربما الموقف يحتاج لمسح من الذاكرة، ومع الأسف الذاكرة تُخزن ولا تمسح مواقفك التعيسة والمحرجة والمخزية مع الآخرين !
صدقوني في الأمر حكمة لكن لا أدري أين هي، المُهم احترموا أنفسكم ووجوهكم الكريمة ثم ابحثوا عنها، وبعدها امسحوا هذا المقال من (أرشيفي) وفي وجهي !
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com
وبدون شك البعض في هذه الحياة يعيش على مبدأ (امسحها بوجهي)، فيتسلط على الناس ويخطئ مراراً وتكراراً في حقهم ليحاول التخلص من العقوبات المُقررة بإحراجهم حتى ينعدم لديه الحِس بالمسؤولية المجتمعية والأخلاقية كذلك.
وبالطبع هناك الكثير من الجُمل والعبارات (غير المقموسة) والتي نستخدمها في حياتنا اليومية ولا نجد لها موقعاً من الإعراب، لكني اليوم لستُ بصدد ذكرها لأنها (ماسكة) معي على المسح بالوجه فقط !
ربما كان قائلها يعني تجنب الإحراج عند الوقوع في خطأ ما، لكن ماذا نفعل بالوجوه (المغسولة بمرق) والتي تكرر فعلتها وأخطاءها مرة واثنتين وعشرا، ثم تردد عليك بمنتهى البرود تلك العبارة غير المفهومة ؟!
تخيلوا بالله عليكم لو غلط شخص ما على أحد السواح ثم قال له: (Wipe it on my face)، والله لا أريد حتى توقع الإجابة !
سأذكر لكم موقفا ودعونا نتفق من أولها أن تمسحوه في وجهي، فذات يوم (مهبب) كنتُ أقود سيارتي في أمان الله، وفجأة (سقط) عليّ سائق متهور ولولا ستر الله ومهاراتي القيادية -اللهم لا حسد- لكنتُ في خبر كانَ وأخواتها وبنات عمها وجيرانها الآن !
والحمد لله تداركت الحادث أو الموقف في اللحظة الأخيرة ثم وقفت جانباً لأسترد أنفاسي فترجّل أخونا في الله من سيارته وجاءني قائلاً: آسف يا أختي وامسحيها بوجهي!
فقلت له: وماذا كنت سأستفيد أو أفعل (بوجهك) إن صدمتني ومسحتني أنا ووجهي ويديّ وأرجلي وركبتيّ و(مُصراني) الأعور من الحياة !
وموقف آخر حصل مع أحدهم، حيث حمسه أحد أصدقائه على الدخول في مشروع لا يفقهان فيه من الأمر شيئاً، اللهم (ضربَ على صدره) وأغراه بالأرباح الخيالية في وقتٍ قصير، والذي حصل أنهما فَشِلا فشلاً ذريعاً وخسرا كل أموالهما بسبب عدم دراستهما الكافية للأمور، وما كان من صديق السوء إلا التنصل من المسؤولية قائلاً لصديقه (الأبله): لم أدرس الموضوع كما يجب فامسحها بوجهي، وأبشركم الاثنان الآن موقوفان على ذمة التحقيق بسبب غبائهما، لكن كما تعلمون القانون لا يحمي (وجوه) المغفلين سواءً مسحوها أو لم يمسحوها !
لذا يا عزيزي لا تكن من ذوي الوجوه المُعتادة على التمسيح، فبعض الناس لو تعمقت في وجوههم لوجدتها قد اتسخت من كثر ما يُمسح بها من مواقف سيئة !
لا تمسحوا مواقفكم في وجوهكم أمام الناس، فربما الموقف يحتاج لمسح من الذاكرة، ومع الأسف الذاكرة تُخزن ولا تمسح مواقفك التعيسة والمحرجة والمخزية مع الآخرين !
صدقوني في الأمر حكمة لكن لا أدري أين هي، المُهم احترموا أنفسكم ووجوهكم الكريمة ثم ابحثوا عنها، وبعدها امسحوا هذا المقال من (أرشيفي) وفي وجهي !
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com