طلبت (حُميدة) جارتها (فضيلة) تعطيها شرشفها. سألتها ليش؟ أجابت: باسرح استقي، وشرشفي خذته (سالمة)؟ قالت: وين لقّت. فقالت: سرحت ترعى الغنم تتكافا هي وإخوانها.
تناولت القربة من معلاقها. ولفّت الشرشف على رأسها ورقبتها. وفي الطريق للوادي شافت باب بيت اليتيم مفتوحاً، فأطلت، وإذا به يكوي شماغه بمكواة جمر. حايته وحاياها، وحلفت ما يتغدى إلا عندهم.
شتّفت خبزتها. وصبّت من الشكوة لبناً في غضارة. وعصرت في زِبديّة صغيرة سمناً من العُكّة. وتناولت حلّة المعرّق فأخرجت القليم في صحن، وأفرغت المرقة من الحلّة في الطاسة. ورحّبت باليتيم، قائلة: يا مرحبا يا أعزّ من لفى.
وهم يتخفسون في النعمة. دخلت سالمة، وحطّت الشرشف.عندما رأت «جابر» أعادته على رأسها. ألقت عليهم السلام. أقسمت أمها عليها تجيء تأكل. أقبلت وعينها على الضيف. استحوذ الشاب المهندم على اهتمامها، برائحة عطره. وشاربه الكث. وطريقته في الكلام. خفق قلبها، وحلّقت بها الأحلام، تمنّت تكون شريكة حياته. عندما قالت الأم: سالمة دايم تنشدني عنك يا جابر. علّق: نشدت عنها العافية والله يرزقها بابن حلال صباب دلال ومنكّس عقال.
سمعت الجارة «مسفرة» بضيفة «حميدة» لجابر، فصبّحت على بيت اليتيم. وحلفت أغلظ الأيمان أن يعطيها ملابسه لتغسلها له، وعزمته، «ترى عشاك الليلة من عشانا». اشتغلت القرية بجابر. ضيفة. وقهاوي. ترتيب بيت. سأل العريفة الفقيه: وشب النسوان يا فقيه بيتشادقن على اليتيم؟ أجابه: مِقْرِش. ومعه وِرْث. وكل واحدة ودّها تحترفه ويليها.
يتنزه جابر في الأودية. وإذا رأى الصبايا قصّد «يا بو ثنايا بيض من غير مسواك، أنا حياتي مستريحة لو أشواك». يتضاحكن ثم يتضاربن، وكل واحدة تقول يقصدني، وتقسم: والله ما يأخذني إلا آنا. عندما نشدته «سالمة»: تحبني يا جابر؟ أجاب «أحب جمع الخلق وأحب نفسي».
ضحى الخميس شاهد كفّ «منيرة» مخضّب، فبدع: «يا بو حناني في كفوفك ونقشي، دوّخت راسي يا عسل ما اقدر أمشي» فابتسمت. وقالت في نفسها إن شاء الله أنه من نصيبي.
قضى عطلته منتشي. ما يقطع رقبته سبعة سيوف. وعندما قَرُب سفره: قالت له حميدة: معك مرزق، والبنات عينهن عليك. وراك ما تنكح وتستذري؟ أجابها: وش لي وش للغثا، خليني مرتاح.
يا رقبه كُلِي شقاك. علمي وسلامتكم.
تناولت القربة من معلاقها. ولفّت الشرشف على رأسها ورقبتها. وفي الطريق للوادي شافت باب بيت اليتيم مفتوحاً، فأطلت، وإذا به يكوي شماغه بمكواة جمر. حايته وحاياها، وحلفت ما يتغدى إلا عندهم.
شتّفت خبزتها. وصبّت من الشكوة لبناً في غضارة. وعصرت في زِبديّة صغيرة سمناً من العُكّة. وتناولت حلّة المعرّق فأخرجت القليم في صحن، وأفرغت المرقة من الحلّة في الطاسة. ورحّبت باليتيم، قائلة: يا مرحبا يا أعزّ من لفى.
وهم يتخفسون في النعمة. دخلت سالمة، وحطّت الشرشف.عندما رأت «جابر» أعادته على رأسها. ألقت عليهم السلام. أقسمت أمها عليها تجيء تأكل. أقبلت وعينها على الضيف. استحوذ الشاب المهندم على اهتمامها، برائحة عطره. وشاربه الكث. وطريقته في الكلام. خفق قلبها، وحلّقت بها الأحلام، تمنّت تكون شريكة حياته. عندما قالت الأم: سالمة دايم تنشدني عنك يا جابر. علّق: نشدت عنها العافية والله يرزقها بابن حلال صباب دلال ومنكّس عقال.
سمعت الجارة «مسفرة» بضيفة «حميدة» لجابر، فصبّحت على بيت اليتيم. وحلفت أغلظ الأيمان أن يعطيها ملابسه لتغسلها له، وعزمته، «ترى عشاك الليلة من عشانا». اشتغلت القرية بجابر. ضيفة. وقهاوي. ترتيب بيت. سأل العريفة الفقيه: وشب النسوان يا فقيه بيتشادقن على اليتيم؟ أجابه: مِقْرِش. ومعه وِرْث. وكل واحدة ودّها تحترفه ويليها.
يتنزه جابر في الأودية. وإذا رأى الصبايا قصّد «يا بو ثنايا بيض من غير مسواك، أنا حياتي مستريحة لو أشواك». يتضاحكن ثم يتضاربن، وكل واحدة تقول يقصدني، وتقسم: والله ما يأخذني إلا آنا. عندما نشدته «سالمة»: تحبني يا جابر؟ أجاب «أحب جمع الخلق وأحب نفسي».
ضحى الخميس شاهد كفّ «منيرة» مخضّب، فبدع: «يا بو حناني في كفوفك ونقشي، دوّخت راسي يا عسل ما اقدر أمشي» فابتسمت. وقالت في نفسها إن شاء الله أنه من نصيبي.
قضى عطلته منتشي. ما يقطع رقبته سبعة سيوف. وعندما قَرُب سفره: قالت له حميدة: معك مرزق، والبنات عينهن عليك. وراك ما تنكح وتستذري؟ أجابها: وش لي وش للغثا، خليني مرتاح.
يا رقبه كُلِي شقاك. علمي وسلامتكم.