عندما تقوم المنظومة بإعادة إنتاج نفسها بدون مراجعة وإعادة النظر والفكر في خطوات الإنتاج، فلن يكون هناك مكان لإصلاح الأخطاء.
هناك مقولة معروفة مشهورة تقول «التاريخ يُعيد نفسه». وفي رأيي أن هذه المقولة غير دقيقة ولا تعكس المسبب والمحرك الرئيسي لتكرار الحدث؛ فالمسبب الرئيسي هو إعادة نفس الأخطاء التي تجعل من التاريخ يعيد فرز وإنتاج الأحداث والنهايات. هذه الأخطاء هي التي تقف وراء إعادة التاريخ نفسه، وبمعنى آخر أبحث عن الأخطاء لتعرف سبب إعادة التاريخ لنفسه.
جامباتستا ڤيكو الفيلسوف الإيطالي صاحب نظرية الدورة التاريخية للحضارة، جاء بفكرة ومقولة تقوم على أن في فوضى التاريخ انتظامات من التعاقب قد تنير الماضي والحاضر والمستقبل. وهذا الانتظام هو ما يُطلق عليه أن التاريخ يُعيد نفسه.
هنا يثور هذا التساؤل: لماذا لا يتعلم الإنسان من أخطائه، فطبيعة الإنسان أن يخطئ لكن عليه أن يتعلم من خطئه.
وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار في حديثه عن (بيداغوجيا الخطأ) التي تقوم على اعتبار الخطأ استراتيجية للتعلم والتعليم. وهو ما يفعله المُعلم ليُعلم الطفل معرفية جديدة من خلال الخطأ.
هذه النظرية تسعى إلى معرفة الخطأ وتحليله ومن ثم القيام بتقويم الخطأ وتعويضه بمعرفة مواتية.
وبمعنى آخر رصد الأخطاء والتعلم منها وذلك بتطوير النفس وتجديد المعلومات والابتعاد عن الغرور والتكبر والمكابرة.
لذا فإن القارئ للتاريخ يجد نهايات متماثلة ومتشابهة، لأن الخطأ يُكرر بدون تبصر وروية.
يقول الأستاذ وليد فكري في كتابه «دم المماليك.. النهايات الدامية لسلاطين المماليك»: «لقد شهد عصرهم وخلال (250) مئتين وخمسين عاماً نهايات دامية لأكثر من 20 سلطاناً، بين اغتيال أو إعدام أو شبهة قتل جنائية».
لم يشفع لكثير من هؤلاء السلاطين خدماتهم الجليلة في الذود عن الديار الإسلامية والدفاع عنها وطرد الفرنجة والمغول. كما لم يشفع لبعضهم العدل والإنصاف والبناء والتعمير. كل ذلك لم يدرأ أو يمنع القتل أو الإعدام لأربعة وعشرين خليفة.
إن تكرار الخطأ هو المُسبب الرئيسي لتماثل النهايات. والسبب لتكرار المشهد والنهاية. وحتماً فإن هذا الأمر والحكمة المستوحاة منه يقودنا إلى إعادة النظر في الأخطاء على كل المستويات الفردية، والاجتماعية، والمؤسساتية، وحتى على مستوى الدولة أو الدول. نعم إن ذلك يدعونا للقول: تعلّم من الخطأ شيئاً مفيداً.
* مستشار قانوني وكاتب سعودي
هناك مقولة معروفة مشهورة تقول «التاريخ يُعيد نفسه». وفي رأيي أن هذه المقولة غير دقيقة ولا تعكس المسبب والمحرك الرئيسي لتكرار الحدث؛ فالمسبب الرئيسي هو إعادة نفس الأخطاء التي تجعل من التاريخ يعيد فرز وإنتاج الأحداث والنهايات. هذه الأخطاء هي التي تقف وراء إعادة التاريخ نفسه، وبمعنى آخر أبحث عن الأخطاء لتعرف سبب إعادة التاريخ لنفسه.
جامباتستا ڤيكو الفيلسوف الإيطالي صاحب نظرية الدورة التاريخية للحضارة، جاء بفكرة ومقولة تقوم على أن في فوضى التاريخ انتظامات من التعاقب قد تنير الماضي والحاضر والمستقبل. وهذا الانتظام هو ما يُطلق عليه أن التاريخ يُعيد نفسه.
هنا يثور هذا التساؤل: لماذا لا يتعلم الإنسان من أخطائه، فطبيعة الإنسان أن يخطئ لكن عليه أن يتعلم من خطئه.
وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار في حديثه عن (بيداغوجيا الخطأ) التي تقوم على اعتبار الخطأ استراتيجية للتعلم والتعليم. وهو ما يفعله المُعلم ليُعلم الطفل معرفية جديدة من خلال الخطأ.
هذه النظرية تسعى إلى معرفة الخطأ وتحليله ومن ثم القيام بتقويم الخطأ وتعويضه بمعرفة مواتية.
وبمعنى آخر رصد الأخطاء والتعلم منها وذلك بتطوير النفس وتجديد المعلومات والابتعاد عن الغرور والتكبر والمكابرة.
لذا فإن القارئ للتاريخ يجد نهايات متماثلة ومتشابهة، لأن الخطأ يُكرر بدون تبصر وروية.
يقول الأستاذ وليد فكري في كتابه «دم المماليك.. النهايات الدامية لسلاطين المماليك»: «لقد شهد عصرهم وخلال (250) مئتين وخمسين عاماً نهايات دامية لأكثر من 20 سلطاناً، بين اغتيال أو إعدام أو شبهة قتل جنائية».
لم يشفع لكثير من هؤلاء السلاطين خدماتهم الجليلة في الذود عن الديار الإسلامية والدفاع عنها وطرد الفرنجة والمغول. كما لم يشفع لبعضهم العدل والإنصاف والبناء والتعمير. كل ذلك لم يدرأ أو يمنع القتل أو الإعدام لأربعة وعشرين خليفة.
إن تكرار الخطأ هو المُسبب الرئيسي لتماثل النهايات. والسبب لتكرار المشهد والنهاية. وحتماً فإن هذا الأمر والحكمة المستوحاة منه يقودنا إلى إعادة النظر في الأخطاء على كل المستويات الفردية، والاجتماعية، والمؤسساتية، وحتى على مستوى الدولة أو الدول. نعم إن ذلك يدعونا للقول: تعلّم من الخطأ شيئاً مفيداً.
* مستشار قانوني وكاتب سعودي