لا شك أننا جميعا نسعى إلى تربية أولادنا على أحسن وجه، ومن ثم نبذل كل جهدنا، وننفق الكثير من أموالنا على تربية أبنائنا وبناتنا منذ ولادتهم، وحتى يكبروا، بل ونستمر معهم بالدعم المادي السخي، حتى نراهم أفضل الناس، وربما لا يحب المرء أن يرى آخر أفضل منه، إلا ولده.
وجوانب التربية التي نهتم بها، ونوجه إليها كل طاقاتنا، كما نراها في مجتمعاتنا، هي التربية الجسدية أولا، وقبل كل شيء، لذلك نرى قطاعا كبيرا يوجه أبناءه إلى تعلم السباحة والفروسية والرياضات بأنواعها، من أجل أن يحظى الأبناء بأجساد قوية، لأننا نؤمن - وهذا خطأ - بأن البقاء في عصرنا للأقوى، لا للأصلح.
نراقب تغذية أولادنا وهدفنا أن يكونوا من أصحاب البُنى الجسمانية القوية، ولو تمكن كل منا من أن يجعل ابنه بطلا في كمال الأجسام لفعل، وما أكثر قلقنا حينما نشاهد فلذات أكبادنا ينحفون أو يذبلون، فنسارع إلى الأطباء حتى نحفظ لهم أجسادا صحيحة، وقواما سليما.
ولا بأس بذلك كله.
وآخرون منا يبذلون جهدهم وطاقاتهم في تربية وتنشئة أبنائهم وبناتهم نشأة علمية، فيضيعون عليهم طفولتهم بدروس القراءة والكتابة، والكمبيوتر، وكم يفتخر الآباء والأمهات بقدرات أطفالهم في تعلم المهارات المختلفة، وإجادة استخدام «النت»، والألعاب الإلكترونية المختلفة.
ولا بأس في ذلك كله أيضا.
وفريق ثالث، وقليل منهم في عصرنا هذا، يحرصون على تربية أبنائهم تربية دينية خالصة، فيجعلون جل همهم أن يحفظ أولادهم القرآن الكريم والحديث الشريف، حتى ولو لم يعملوا به، فنجد هذا يتفاخر بأن ولده يحفظ القرآن الكريم كاملا، لكننا لا نجد من يتفاخر بتطبيق ابنه وابنته لشرع الله تعالى.
في اعتقادي أنه لا بأس في هذا كله، لكننا نجرم في حق أولادنا إن اقتصرنا على هذه التربية، ونخطئ في حقهم - كذلك - إذا لم نسعَ إلى تربيتهم - إلى جانب ما سبق - تربية عاطفية، يعتبرها الكثيرون في عصرنا هذا غير ذات أهمية، بل وربما اعتبرها البعض لا تلائم العصر الحديث، ولهذا نجد العلاقات الأسرية والعائلية قد تحولت إلى «علاقات إلكترونية»، بدءا من رسائل الجوال، وانتهاءً بالدردشة على «النت».
قلما نجد أبا أو أما يوجه انتباه أولاده إلى «الحب» و«الرحمة» و«التعاطف» تجاه الآخرين، هل منا من قال لابنه: أريدك عاطفيا تراعي أهلك وأصدقاءك ووطنك؟ لا، إنما نطلب منهم أن يكونوا أقوياء أشداء، بل جبابرة، حتى إذا كبر الأولاد، ذاق الآباء والأمهات ثمار التربية المادية الخاطئة، وكان الأبوان أول من يكتوي بنيران هذه التربية، وبخاصة هؤلاء الذين يجمدون عواطفهم تجاه أولادهم بمجرد انتقالهم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب.
ليس للحب مراحل، إنما الحب عاطفة تلازم الإنسان منذ ولادته، وحتى وفاته، لكننا نحكم على هذه العاطفة بالقتل، حينما نفهم خطأ أن التربية العاطفية لأولادنا «مفسدة»، وعواقبها وخيمة.
لقد غرسنا في نفوس أبنائنا عبارة خطيرة يرددها البعض: «إذا لم تكن ذئبا، أكلتك الذئاب»، ونسينا أن الحب، والعاطفة الجياشة، كانا ركنا من أركان الدعوة الإسلامية، وسمة من سمات شخص النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرته تفوح بالحب، لأهل بيته وللناس جميعا.
إن العاطفة هي المفتاح السحري، لا العلاقات الأسرية وحسب، كما يرى البعض، وإنما هي المفتاح السحري للعلاقات الإنسانية جميعها.
فهل نتدارك - نحن الآباء والأمهات - خطأ مناهجنا التربوية، ونحاول - قبل فوات الأوان - تصحيح سلوكياتنا، ونهتم بالتربية العاطفية لأولادنا؟ أتمنى ذلك.
وجوانب التربية التي نهتم بها، ونوجه إليها كل طاقاتنا، كما نراها في مجتمعاتنا، هي التربية الجسدية أولا، وقبل كل شيء، لذلك نرى قطاعا كبيرا يوجه أبناءه إلى تعلم السباحة والفروسية والرياضات بأنواعها، من أجل أن يحظى الأبناء بأجساد قوية، لأننا نؤمن - وهذا خطأ - بأن البقاء في عصرنا للأقوى، لا للأصلح.
نراقب تغذية أولادنا وهدفنا أن يكونوا من أصحاب البُنى الجسمانية القوية، ولو تمكن كل منا من أن يجعل ابنه بطلا في كمال الأجسام لفعل، وما أكثر قلقنا حينما نشاهد فلذات أكبادنا ينحفون أو يذبلون، فنسارع إلى الأطباء حتى نحفظ لهم أجسادا صحيحة، وقواما سليما.
ولا بأس بذلك كله.
وآخرون منا يبذلون جهدهم وطاقاتهم في تربية وتنشئة أبنائهم وبناتهم نشأة علمية، فيضيعون عليهم طفولتهم بدروس القراءة والكتابة، والكمبيوتر، وكم يفتخر الآباء والأمهات بقدرات أطفالهم في تعلم المهارات المختلفة، وإجادة استخدام «النت»، والألعاب الإلكترونية المختلفة.
ولا بأس في ذلك كله أيضا.
وفريق ثالث، وقليل منهم في عصرنا هذا، يحرصون على تربية أبنائهم تربية دينية خالصة، فيجعلون جل همهم أن يحفظ أولادهم القرآن الكريم والحديث الشريف، حتى ولو لم يعملوا به، فنجد هذا يتفاخر بأن ولده يحفظ القرآن الكريم كاملا، لكننا لا نجد من يتفاخر بتطبيق ابنه وابنته لشرع الله تعالى.
في اعتقادي أنه لا بأس في هذا كله، لكننا نجرم في حق أولادنا إن اقتصرنا على هذه التربية، ونخطئ في حقهم - كذلك - إذا لم نسعَ إلى تربيتهم - إلى جانب ما سبق - تربية عاطفية، يعتبرها الكثيرون في عصرنا هذا غير ذات أهمية، بل وربما اعتبرها البعض لا تلائم العصر الحديث، ولهذا نجد العلاقات الأسرية والعائلية قد تحولت إلى «علاقات إلكترونية»، بدءا من رسائل الجوال، وانتهاءً بالدردشة على «النت».
قلما نجد أبا أو أما يوجه انتباه أولاده إلى «الحب» و«الرحمة» و«التعاطف» تجاه الآخرين، هل منا من قال لابنه: أريدك عاطفيا تراعي أهلك وأصدقاءك ووطنك؟ لا، إنما نطلب منهم أن يكونوا أقوياء أشداء، بل جبابرة، حتى إذا كبر الأولاد، ذاق الآباء والأمهات ثمار التربية المادية الخاطئة، وكان الأبوان أول من يكتوي بنيران هذه التربية، وبخاصة هؤلاء الذين يجمدون عواطفهم تجاه أولادهم بمجرد انتقالهم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب.
ليس للحب مراحل، إنما الحب عاطفة تلازم الإنسان منذ ولادته، وحتى وفاته، لكننا نحكم على هذه العاطفة بالقتل، حينما نفهم خطأ أن التربية العاطفية لأولادنا «مفسدة»، وعواقبها وخيمة.
لقد غرسنا في نفوس أبنائنا عبارة خطيرة يرددها البعض: «إذا لم تكن ذئبا، أكلتك الذئاب»، ونسينا أن الحب، والعاطفة الجياشة، كانا ركنا من أركان الدعوة الإسلامية، وسمة من سمات شخص النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرته تفوح بالحب، لأهل بيته وللناس جميعا.
إن العاطفة هي المفتاح السحري، لا العلاقات الأسرية وحسب، كما يرى البعض، وإنما هي المفتاح السحري للعلاقات الإنسانية جميعها.
فهل نتدارك - نحن الآباء والأمهات - خطأ مناهجنا التربوية، ونحاول - قبل فوات الأوان - تصحيح سلوكياتنا، ونهتم بالتربية العاطفية لأولادنا؟ أتمنى ذلك.