قبل أسبوعين تقريبا من حادثة «فلوريدا الإرهابية» التي وقعت أول من أمس، نشرت صحيفة رصيف الإخوانية مقالا -ليس مصادفة- عن إحباط الشباب السعودي «بالطبع تقصد شباب الإخوان»، إذ يستند الإخوان عند النشر والترويج والتشويه لخصومهم على جهل الغرب وعدم قدرته التفريق بين الكوادر الإخوانية وبين الشباب العاديين، ولذلك يراهنون دائما على غباء بعض السياسيين الغربيين وعدم معرفتهم بتفاصيل المشهد العربي، أيضا وفي التوقيت نفسه نشرت «الهاربة» مضاوي الرشيد مقالا آخر في صحيفة الواشنطن بوست تعزز فيه لفكرة مقال صحيفة رصيف الإخوانية وتعطيه صبغة معارضة.
في الحقيقة إن المقالين لم يكونا في سياق صحيح، فالمناخ السياسي والاجتماعي السعودي مريح جدا، ورضا الشارع مرتفع بشكل غير مسبوق بل في مرحلة قياسية، فقد تبنى الملك سلمان وولي عهده تحقيق مستوى عال جدا من الحريات الاجتماعية إضافة إلى مسار اقتصادي وتنموي مبشر تحمله الرؤية ومخرجاتها، كل ذلك جاء في وقت قياسي ودون أي خلل يذكر أو ارتباك في المشهد.
المقالان كأنهما هبطا مظليا، لهدف سيأتي لاحقا، وهو ما حدث في فلوريدا تحديدا، وكأنهما يهيئان المناخ الغربي -خاصة الإعلام ومراكز الأبحاث والسياسيين- لحادثة فلوريدا الإرهابية التي أتت بعدهما بأيام.
بالطبع مضاوي الرشيد ليست كادرا إخوانيا، لكنها مقاول من الباطن، ككثير ممن يدعون المعارضة الذين إما لديهم خصومة مع السعودية، أو يدفعهم المال للانخراط في مكينة العداء وتنفيذ المخططات والترويج لها عبر الصحافة والإعلام الغربي.
من يتابع أساليب وتكتيكات تنظيم الإخوان يفهم أن المقالات ليست مصادفة وأتت تحضيرا مسبقا لحملة منسقة بين التنظيم الذي يدير خيوط الإرهاب حول العالم ويضرب حيث يجد أن العملية مفيدة له، المقصود في هذا العمل الإجرامي المفاجئ اتهام الرياض وابتزازها لصالح التنظيم الإرهابي، وكأنه يقول للسياسيين الغربيين اضغطوا على الرياض لتقدم تنازلات لصالحنا أو سنقوم بالعودة إلى تسيير كوادرنا لقتلكم، الرسالة الموازية التي يريدون نشرها لدى المجتمع الغربي ليضغطوا بدورهم على سياسييهم: أن الشباب السعودي محبط، وأن الانفتاح الاجتماعي ليس هو مطلبه بل إن تمكين الإخوان هو الحل الوحيد لإيقاف الإرهاب العابر.
وكأننا نعود لأجواء ما قبل 11 سبتمبر، فقد شن التنظيم الإخواني خلال ذلك العقد الذي بدأ عقب احتلال الكويت 1990 وانتهى بإسقاط الطائرات في نيويورك وواشنطن، واحدة من أكبر عملياته الإعلامية العدائية ضد الرياض، لقد جهز المشهد ووظف الكوادر، ودربهم وأرسلهم لأمريكا تحضيرا لعمليته الكبرى.
لم يكن الهدف من تفجيرات 11 سبتمبر نصرة الإسلام كما يدعون ولا الانتقام للسودان وأفغانستان والبوسنة والهرسك وفلسطين، بل كان الهدف توريط الرياض في الحادثة، والدفع بواشنطن لمعاقبتها وإزاحتها من طريق الإخوان المسلمين ليخلو لهم حكم العالم العربي والإسلامي.
كان الدكتور محمد الأحمري أحد الكوادر الإخوانية الذين غُرسوا من تنظيم الإخوان عن سبق إصرار وترصد -ليكون جزءا من المؤامرة الكبيرة في عدد من المراكز الإسلامية العاملة في أمريكا وكانت تدعمها بعض الجمعيات الخيرية السعودية، هذا فضلا عن كوادر ومراكز إخوانية تولت التمويل والخدمة تحضيرا لتوريط السعودية.
لقد كتب الإخواني محمد الأحمري في أعقاب العملية الإرهابية البشعة مقالات وأجرى مقابلات مع الصحافة الأمريكية اتهم فيها المملكة وخيارها الفقهي بالعميلة، ولم يكتف بذلك بل دعا إلى معاقبة الرياض والانتقام منها، كان هذا هو دوره، ولذلك هرب بعد فشله وفشل تنظيمه، بالطبع كان الأحمري كذابا متآمرا، كما هي الهاربة مضاوي الرشيد اليوم، وكما فشلت 11 سبتمبر ستفشل عملية فلوريدا في تحقيق الهدف منها.
بلا شك أن التنظيم الإخواني الغامض، لايزال يعمل على فك العلاقة السعودية الأمريكية، ويعتقد جازما أن فكها هو بداية حصار الرياض والانقضاض عليها وافتكاك مكة منها وتسليمها لإسطنبول لتأسيس السلطنة «العثموإخوانية» التي يحلمون بها.
* كاتب سعودي
في الحقيقة إن المقالين لم يكونا في سياق صحيح، فالمناخ السياسي والاجتماعي السعودي مريح جدا، ورضا الشارع مرتفع بشكل غير مسبوق بل في مرحلة قياسية، فقد تبنى الملك سلمان وولي عهده تحقيق مستوى عال جدا من الحريات الاجتماعية إضافة إلى مسار اقتصادي وتنموي مبشر تحمله الرؤية ومخرجاتها، كل ذلك جاء في وقت قياسي ودون أي خلل يذكر أو ارتباك في المشهد.
المقالان كأنهما هبطا مظليا، لهدف سيأتي لاحقا، وهو ما حدث في فلوريدا تحديدا، وكأنهما يهيئان المناخ الغربي -خاصة الإعلام ومراكز الأبحاث والسياسيين- لحادثة فلوريدا الإرهابية التي أتت بعدهما بأيام.
بالطبع مضاوي الرشيد ليست كادرا إخوانيا، لكنها مقاول من الباطن، ككثير ممن يدعون المعارضة الذين إما لديهم خصومة مع السعودية، أو يدفعهم المال للانخراط في مكينة العداء وتنفيذ المخططات والترويج لها عبر الصحافة والإعلام الغربي.
من يتابع أساليب وتكتيكات تنظيم الإخوان يفهم أن المقالات ليست مصادفة وأتت تحضيرا مسبقا لحملة منسقة بين التنظيم الذي يدير خيوط الإرهاب حول العالم ويضرب حيث يجد أن العملية مفيدة له، المقصود في هذا العمل الإجرامي المفاجئ اتهام الرياض وابتزازها لصالح التنظيم الإرهابي، وكأنه يقول للسياسيين الغربيين اضغطوا على الرياض لتقدم تنازلات لصالحنا أو سنقوم بالعودة إلى تسيير كوادرنا لقتلكم، الرسالة الموازية التي يريدون نشرها لدى المجتمع الغربي ليضغطوا بدورهم على سياسييهم: أن الشباب السعودي محبط، وأن الانفتاح الاجتماعي ليس هو مطلبه بل إن تمكين الإخوان هو الحل الوحيد لإيقاف الإرهاب العابر.
وكأننا نعود لأجواء ما قبل 11 سبتمبر، فقد شن التنظيم الإخواني خلال ذلك العقد الذي بدأ عقب احتلال الكويت 1990 وانتهى بإسقاط الطائرات في نيويورك وواشنطن، واحدة من أكبر عملياته الإعلامية العدائية ضد الرياض، لقد جهز المشهد ووظف الكوادر، ودربهم وأرسلهم لأمريكا تحضيرا لعمليته الكبرى.
لم يكن الهدف من تفجيرات 11 سبتمبر نصرة الإسلام كما يدعون ولا الانتقام للسودان وأفغانستان والبوسنة والهرسك وفلسطين، بل كان الهدف توريط الرياض في الحادثة، والدفع بواشنطن لمعاقبتها وإزاحتها من طريق الإخوان المسلمين ليخلو لهم حكم العالم العربي والإسلامي.
كان الدكتور محمد الأحمري أحد الكوادر الإخوانية الذين غُرسوا من تنظيم الإخوان عن سبق إصرار وترصد -ليكون جزءا من المؤامرة الكبيرة في عدد من المراكز الإسلامية العاملة في أمريكا وكانت تدعمها بعض الجمعيات الخيرية السعودية، هذا فضلا عن كوادر ومراكز إخوانية تولت التمويل والخدمة تحضيرا لتوريط السعودية.
لقد كتب الإخواني محمد الأحمري في أعقاب العملية الإرهابية البشعة مقالات وأجرى مقابلات مع الصحافة الأمريكية اتهم فيها المملكة وخيارها الفقهي بالعميلة، ولم يكتف بذلك بل دعا إلى معاقبة الرياض والانتقام منها، كان هذا هو دوره، ولذلك هرب بعد فشله وفشل تنظيمه، بالطبع كان الأحمري كذابا متآمرا، كما هي الهاربة مضاوي الرشيد اليوم، وكما فشلت 11 سبتمبر ستفشل عملية فلوريدا في تحقيق الهدف منها.
بلا شك أن التنظيم الإخواني الغامض، لايزال يعمل على فك العلاقة السعودية الأمريكية، ويعتقد جازما أن فكها هو بداية حصار الرياض والانقضاض عليها وافتكاك مكة منها وتسليمها لإسطنبول لتأسيس السلطنة «العثموإخوانية» التي يحلمون بها.
* كاتب سعودي