الحرائق المستعرة في أنحاء واسعة من الخارطة العربية، حالة مؤسفة وآلام بلغت مداها بصراعات متفجرة وأرواح تزهق ودماء تراق وانقسامات، تغذيها أطماع فارسية وعثمانية تنشب أنيابها المسمومة مباشرة، وعبر مليشيات مسلحة في الدول المنكوبة بفتن داخلية، وقودها شعوب ضيعتها انتماءات عرقية وطائفية ومذهبية وحزبية، وفساد متجذر لقوى النفوذ ولوبيات مصالح أتت على الأخضر واليابس من الاقتصاد، وولاءات للخارج تنخر في نسيج وعظام الهوية الوطنية.
ضياع هذه الدول يقول، إن أمتنا تكالبت عليها الأمم وتداعت على مقدراتها وسيادتها، فيما تستصرخ شعوبها العروبة لإنقاذها، ولو تضامنت الأمة جمعاء لما تجرأ الطامعون، هذا هو الحال الصارخ في العراق ولبنان وليبيا وصولا إلى فلسطين في ظل عجز أممي، وتواطؤ قوى دولية، ولولا موقف المملكة في نصرة الشرعية اليمنية لأصبح اليمن اليوم (في خبر كان) ولأصبح تخليصه واستعادته أكثر كلفة عسكرية وسياسية على اليمن ودول الجوار خاصة المملكة، وعلى استقرار وأمن المنطقة ومصالح العالم في تجارته وإمدادات طاقته.
حال بلاد الرافدين الأكثر مأساوية في واقعه وتعقيداته، حيث القتل اليومي على الهوية من جانب ميليشيات تابعة لإيران وأخرى موالية لها تمويلا وتسليحا أو كما يقال صناعة إيرانية 100%، باعتبار العراق الغنيمة الكبرى في المشروع الإيراني القديم الجديد سياسيا ومذهبيا، وقاعدة جغرافية لتعميق النفوذ والوجود في سوريا، إضافة إلى جنون التآمر الإيراني التاريخي والمستمر لاستهداف استقرار منطقة الخليج العربي خاصة المملكة والبحرين بدرجة كبيرة.
على نفس الخط أسقطت (تركيا أردوغان) أقنعة أطماعها في سوريا كما في العراق بتدخلها العسكري، ومدت شباك أطماعها إلى السودان في عهد البشير عبر اتفاق جزيرة سواكن، ووجود عسكري في قطر وفي القرن الأفريقي، واليوم في ليبيا ضمن (بلطجة) سياسية وعسكرية ضد دول المتوسط، لإكمال الكماشة مع نظام الملالي على الجسد العربي، وهذا يأخذنا إلى لبنان الجريح المأزوم بالمحاصصة الطائفية والمذهبية والحزبية التي أصابت البلاد بالشلل السياسي والانهيار الاقتصادي، ورأس الفتنة ما يسمى «حزب الله» الذي هو مكون لبناني وبولاء تام لعمائم إيران.
الواقع العربي المؤلم يحتاج إلى تحرك سريع من الدول الفاعلة والقادرة على التأثير في مسارات تلك الأزمات المأساوية خاصة وأن شعوب هذه الدول الشقيقة تتطلع إلى الحاضنة العربية التي تستدعي إرادة جماعية لتفعيل دور الجامعة التي أصابها العجز والشلل.
المملكة تؤكد دائما وبالمواقف أهمية الحفاظ على هذه الدول، وبادرت بسياسة حكيمة شجاعة تجاه العراق ولبنان، ووقعت اتفاقيات تعاون ومنح، لكن لا بد من تحرك جماعي من الدول المؤثرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقد حددت قمة مجلس التعاون الخليجي في بيانها الختامي و«إعلان الرياض» خطورة هذه التحديات، وبهذه الإرادة يمكن الانطلاق إلى موقف عربي يمتلك القدرة والمبادرة للتعامل مع هذه الأزمات رغم تعقيدات المشهد العربي.
كل تأخير في ذلك يعني فرصا أكثر للمشروع الإيراني التركي في الإجهاز على ما تبقى من المنعة العربية ومن سيادة ومقدرات الدول المشتعلة، وتصعيد التهديد للدول المستقرة. لذا حان الوقت لالتقاط الصرخة العروبية من هذه الشعوب، والاستجابة السريعة لمساعدة اقتصاد لبنان الذي فقد موارده وينهار مستقبله في ظل الأزمة الراهنة، وأن تبحث الأمة جادة عن ذاتها نحو مستقبل يليق بها بين الأمم، فالتاريخ ينصف الشجعان، وحكمه صعب على الضياع والخذلان في زمن يتشكل فيه النظام الدولي وتأثيره الإقليمي بقوى جديدة وصراع مصالح ونفوذ نصيبه الأكبر يستعر في منطقتنا.
* كاتب سعودي
iikutbi@gmail.com
ضياع هذه الدول يقول، إن أمتنا تكالبت عليها الأمم وتداعت على مقدراتها وسيادتها، فيما تستصرخ شعوبها العروبة لإنقاذها، ولو تضامنت الأمة جمعاء لما تجرأ الطامعون، هذا هو الحال الصارخ في العراق ولبنان وليبيا وصولا إلى فلسطين في ظل عجز أممي، وتواطؤ قوى دولية، ولولا موقف المملكة في نصرة الشرعية اليمنية لأصبح اليمن اليوم (في خبر كان) ولأصبح تخليصه واستعادته أكثر كلفة عسكرية وسياسية على اليمن ودول الجوار خاصة المملكة، وعلى استقرار وأمن المنطقة ومصالح العالم في تجارته وإمدادات طاقته.
حال بلاد الرافدين الأكثر مأساوية في واقعه وتعقيداته، حيث القتل اليومي على الهوية من جانب ميليشيات تابعة لإيران وأخرى موالية لها تمويلا وتسليحا أو كما يقال صناعة إيرانية 100%، باعتبار العراق الغنيمة الكبرى في المشروع الإيراني القديم الجديد سياسيا ومذهبيا، وقاعدة جغرافية لتعميق النفوذ والوجود في سوريا، إضافة إلى جنون التآمر الإيراني التاريخي والمستمر لاستهداف استقرار منطقة الخليج العربي خاصة المملكة والبحرين بدرجة كبيرة.
على نفس الخط أسقطت (تركيا أردوغان) أقنعة أطماعها في سوريا كما في العراق بتدخلها العسكري، ومدت شباك أطماعها إلى السودان في عهد البشير عبر اتفاق جزيرة سواكن، ووجود عسكري في قطر وفي القرن الأفريقي، واليوم في ليبيا ضمن (بلطجة) سياسية وعسكرية ضد دول المتوسط، لإكمال الكماشة مع نظام الملالي على الجسد العربي، وهذا يأخذنا إلى لبنان الجريح المأزوم بالمحاصصة الطائفية والمذهبية والحزبية التي أصابت البلاد بالشلل السياسي والانهيار الاقتصادي، ورأس الفتنة ما يسمى «حزب الله» الذي هو مكون لبناني وبولاء تام لعمائم إيران.
الواقع العربي المؤلم يحتاج إلى تحرك سريع من الدول الفاعلة والقادرة على التأثير في مسارات تلك الأزمات المأساوية خاصة وأن شعوب هذه الدول الشقيقة تتطلع إلى الحاضنة العربية التي تستدعي إرادة جماعية لتفعيل دور الجامعة التي أصابها العجز والشلل.
المملكة تؤكد دائما وبالمواقف أهمية الحفاظ على هذه الدول، وبادرت بسياسة حكيمة شجاعة تجاه العراق ولبنان، ووقعت اتفاقيات تعاون ومنح، لكن لا بد من تحرك جماعي من الدول المؤثرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقد حددت قمة مجلس التعاون الخليجي في بيانها الختامي و«إعلان الرياض» خطورة هذه التحديات، وبهذه الإرادة يمكن الانطلاق إلى موقف عربي يمتلك القدرة والمبادرة للتعامل مع هذه الأزمات رغم تعقيدات المشهد العربي.
كل تأخير في ذلك يعني فرصا أكثر للمشروع الإيراني التركي في الإجهاز على ما تبقى من المنعة العربية ومن سيادة ومقدرات الدول المشتعلة، وتصعيد التهديد للدول المستقرة. لذا حان الوقت لالتقاط الصرخة العروبية من هذه الشعوب، والاستجابة السريعة لمساعدة اقتصاد لبنان الذي فقد موارده وينهار مستقبله في ظل الأزمة الراهنة، وأن تبحث الأمة جادة عن ذاتها نحو مستقبل يليق بها بين الأمم، فالتاريخ ينصف الشجعان، وحكمه صعب على الضياع والخذلان في زمن يتشكل فيه النظام الدولي وتأثيره الإقليمي بقوى جديدة وصراع مصالح ونفوذ نصيبه الأكبر يستعر في منطقتنا.
* كاتب سعودي
iikutbi@gmail.com