شهدت جدة الأسبوع الماضي تظاهرة حضارية راقية ومتقدمة في سلم الاعتبارات الأدبية والثقافية.. الأمر الذي مكّن خالد الفيصل ومشعل بن ماجد من خلال التناغم والانسجام بينهما.. والإيمان بقيمة الكلمة ومعانيها وتأثير القراءة على ثقافة الشعوب.. وكيف أننا نحن أمة كانت الرسالة التي خاطبت كل وجدان هذه الأمة على لسان قائدها ورسولها محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وجاءت (اقرأ) .. وهي عنوان كبير يجسد معاني مثيرة.. ويؤكد أن نقطة التحول كانت هي اقرأ.. والإعجاز فيها أنها كانت موجهة (للنبي الأمي).
ثقافات الشعوب ووعيها:
تصحو الشعوب زمنا وتخلد إلى الراحة أزمانا.. ولكن القرآن كتاب هذه الأمة ظل يشتعل فكرا ووعيا وثقافة روحية ومعنوية تنفذ إلى القلب مباشرة.. ومن آيات إعجاز هذا الكتاب أنك ترى أطفالا في عمر الزهور يحفظون كتاب الله ويتلونه حق تلاوته (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
جدة ومعرض الكتاب:
استطاع محافظ جدة مشعل بن ماجد الذي كان خلف ووراء كل المعطيات التنموية التي من شأنها أن تصنع من جدة العروس .. مدينة متقدمة حضاريا وراقية في التعامل مع الوعي.. ومن هنا انبثقت فكرة معرض الكتاب.. ولعل المتابع لهذا المعرض على حداثته وقصر عمره الزمني إلا أنه استطاع أن يرسخ ذاته كمعلم من معالم جدة الثغر.
المعرض والعالمية:
رصد معرض جدة الدولي للكتاب في نسخته الخامسة إقبالا كبيرا.. من مختلف شرائح المجتمع منذ انطلاقته.. وسط هوية ثقافية تتسم بالتنوع والإثراء المعرفي والمشاركة الفاعلة محليّاً وعربيّاً وعالميّاً.. في ظل تنافس ٤٠٠ دار نشر محلية وعربية وعالمية، وبمشاركة ٤٠ دولة حول العالم.. يُذكر أن معرض جدة الدولي للكتاب في نسخته الخامسة يحمل ٣٥٠ ألف عنوان في شتى أوعية المعرفة.
خالد الفيصل وسنة التكريم:
اقترن اسم خالد الفيصل بفكرة الإيمان بتكريم الأوائل والمبدعين.. بدأ بذلك عندما كان مديرا لرعاية الشباب.. ثم توالت وقفاته على منصات التكريم إيمانا منه بأن الوطن الذي لا يحتفي برواده وطن (عاق).
هاشم عبده هاشم وأحقية التكريم:
لقد جاء اصطفاء هاشم عبده هاشم.. الرجل الذي عاش في واحة الفكر والرأي والثقافة والتعليم منذ نعومة أظفاره.
هاشم الذي كان موظفا بسيطا في مصلحة الجمارك مارس القفز إلى الأمام حتى جاءته المناصب تخطب وده.. فمن مجرد محرر بسيط إلى رئيس التحرير ومدير عام لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر.. ثم اختارته الثقة الكريمة ليشرف بعضوية مجلس الشورى وتحت قبته.. ومن يعرف هاشم يعرف أنه نهم في القراءة وأنه لا يفتر من القراءة والكتابة.. لقد تقلب أبو أيمن في التحرير بدءا بالرياضة ثم قفز إلى رئاسة التحرير.. ويأتي تكريمه هذا ليثمن جهوده التي تأخذ حيزا كبيرا من تاريخ الوعي الثقافي والرياضي والرأي والنقد.
مشعل السديري وثقافة الصمت:
مشعل السديري الرجل الذي يفضل دوما أن يعيش في الظل ويجيد ثقافة الصمت.. ولعل هذه السمات هي التي أهلته لأن يرقى إلى مصاف رجال الفكر والثقافة والفن.
مشعل السديري عرفته كما عرفت هاشم فى سن مبكرة.. كنت شاهدا على نبوغ كل منهما.. وإن نحا السديري منحا آخر.. امتاز به من خلال تدفق حسه الفني.. كل ذلك يمارسه السديري في هدوء عميق وفي ثقافة لا يكاد يملكها إلا هو.. ولعل دراسته في إيطاليا (بلد الفنون) قد فتحت آفاق النبوغ والتجلي والنظرة الواسعة إلى المستقبل.. حتى أنه قد فاجأ جمهور المعرض عندما أعلن عن تكريمه.. وجميل ورائع أن يأتي هذا التكريم من الدولة لهؤلاء الرموز إمعانا لحفظ حقهم واستحقاقهم من خلال ما أسهموا به في ميدان الثقافة والوعي.
أحسبني قد تجاوزت قدري وأني لم أفِ بحقهما.. ولكن الوطن بأثره قد كرم هذين الرمزين.. سيظل ذلك عالقا في أذهانهم وأذهان رفاقهم.. الأمر الذي ستكون له انعكاساته على إثراء الوطن من خلال الإنتاج الفكري والفني الذي يترجم قيمة الوطن ومواطنيه.. وحسبي الله ونعم الوكيل.
* كاتب سعودي
alialrabghi9@gmail.com
ثقافات الشعوب ووعيها:
تصحو الشعوب زمنا وتخلد إلى الراحة أزمانا.. ولكن القرآن كتاب هذه الأمة ظل يشتعل فكرا ووعيا وثقافة روحية ومعنوية تنفذ إلى القلب مباشرة.. ومن آيات إعجاز هذا الكتاب أنك ترى أطفالا في عمر الزهور يحفظون كتاب الله ويتلونه حق تلاوته (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
جدة ومعرض الكتاب:
استطاع محافظ جدة مشعل بن ماجد الذي كان خلف ووراء كل المعطيات التنموية التي من شأنها أن تصنع من جدة العروس .. مدينة متقدمة حضاريا وراقية في التعامل مع الوعي.. ومن هنا انبثقت فكرة معرض الكتاب.. ولعل المتابع لهذا المعرض على حداثته وقصر عمره الزمني إلا أنه استطاع أن يرسخ ذاته كمعلم من معالم جدة الثغر.
المعرض والعالمية:
رصد معرض جدة الدولي للكتاب في نسخته الخامسة إقبالا كبيرا.. من مختلف شرائح المجتمع منذ انطلاقته.. وسط هوية ثقافية تتسم بالتنوع والإثراء المعرفي والمشاركة الفاعلة محليّاً وعربيّاً وعالميّاً.. في ظل تنافس ٤٠٠ دار نشر محلية وعربية وعالمية، وبمشاركة ٤٠ دولة حول العالم.. يُذكر أن معرض جدة الدولي للكتاب في نسخته الخامسة يحمل ٣٥٠ ألف عنوان في شتى أوعية المعرفة.
خالد الفيصل وسنة التكريم:
اقترن اسم خالد الفيصل بفكرة الإيمان بتكريم الأوائل والمبدعين.. بدأ بذلك عندما كان مديرا لرعاية الشباب.. ثم توالت وقفاته على منصات التكريم إيمانا منه بأن الوطن الذي لا يحتفي برواده وطن (عاق).
هاشم عبده هاشم وأحقية التكريم:
لقد جاء اصطفاء هاشم عبده هاشم.. الرجل الذي عاش في واحة الفكر والرأي والثقافة والتعليم منذ نعومة أظفاره.
هاشم الذي كان موظفا بسيطا في مصلحة الجمارك مارس القفز إلى الأمام حتى جاءته المناصب تخطب وده.. فمن مجرد محرر بسيط إلى رئيس التحرير ومدير عام لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر.. ثم اختارته الثقة الكريمة ليشرف بعضوية مجلس الشورى وتحت قبته.. ومن يعرف هاشم يعرف أنه نهم في القراءة وأنه لا يفتر من القراءة والكتابة.. لقد تقلب أبو أيمن في التحرير بدءا بالرياضة ثم قفز إلى رئاسة التحرير.. ويأتي تكريمه هذا ليثمن جهوده التي تأخذ حيزا كبيرا من تاريخ الوعي الثقافي والرياضي والرأي والنقد.
مشعل السديري وثقافة الصمت:
مشعل السديري الرجل الذي يفضل دوما أن يعيش في الظل ويجيد ثقافة الصمت.. ولعل هذه السمات هي التي أهلته لأن يرقى إلى مصاف رجال الفكر والثقافة والفن.
مشعل السديري عرفته كما عرفت هاشم فى سن مبكرة.. كنت شاهدا على نبوغ كل منهما.. وإن نحا السديري منحا آخر.. امتاز به من خلال تدفق حسه الفني.. كل ذلك يمارسه السديري في هدوء عميق وفي ثقافة لا يكاد يملكها إلا هو.. ولعل دراسته في إيطاليا (بلد الفنون) قد فتحت آفاق النبوغ والتجلي والنظرة الواسعة إلى المستقبل.. حتى أنه قد فاجأ جمهور المعرض عندما أعلن عن تكريمه.. وجميل ورائع أن يأتي هذا التكريم من الدولة لهؤلاء الرموز إمعانا لحفظ حقهم واستحقاقهم من خلال ما أسهموا به في ميدان الثقافة والوعي.
أحسبني قد تجاوزت قدري وأني لم أفِ بحقهما.. ولكن الوطن بأثره قد كرم هذين الرمزين.. سيظل ذلك عالقا في أذهانهم وأذهان رفاقهم.. الأمر الذي ستكون له انعكاساته على إثراء الوطن من خلال الإنتاج الفكري والفني الذي يترجم قيمة الوطن ومواطنيه.. وحسبي الله ونعم الوكيل.
* كاتب سعودي
alialrabghi9@gmail.com