-A +A
حمود أبو طالب
من المهم أن نركز على الزيارة السريعة التي قام بها مؤخراً وزير الدولة السعودي وعضو مجلس الوزراء الدكتور فهد بن سعيد لمصر وتسليمه رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي تتضمن تأكيد استمرار التنسيق المشترك والتعاون بين المملكة ومصر لما فيه مصلحة البلدين والحفاظ على الأمن العربي، وتأكيد الرئيس السيسي على أن هذا التنسيق والتعاون في أكمل وأقوى شكل.

تأتي هذه الزيارة في توقيت شهدنا فيه مؤامرتين مكشوفتين، الأولى تتمثل في التدخل التركي السافر في الشأن الليبي بتوقيع اتفاقية مع حكومة الوفاق ثم تصريح الرئيس أردوغان بنية إرسال قوات إلى ليبيا، وهنا ليست ليبيا هي المستهدفة الرئيسية بهذا التدخل، وإنما مصر التي تقف منها تركيا موقفاً عدائياً بعد الإطاحة بحكم تنظيم الإخوان. أردوغان يريد ليبيا قاعدة لفوضى الإرهاب كي ينتقل إلى مصر وتهتز الدولة العربية الكبرى ليؤثر عدم استقرارها على البقية.


أما المؤامرة الثانية فهي المؤتمر الإسلامي الذي دعت إليه ماليزيا وتحمست له تركيا وإيران وربيبتهما قطر، وقُصد منه استبعاد أكبر وأهم دولتين عربيتين مسلمتين، المملكة ومصر، ثم باء المؤتمر بفشل ذريع وتكشفت أهدافه، ما ولد حنق أردوغان بقوله إن المملكة ضغطت على باكستان وإندونيسيا لعدم المشاركة، وفي قوله تأكيد على نواياه وما كان يأمله من المؤتمر.

ما زال هذا الحاكم الأرعن يغرق في أوهامه ونرجسيته الساذجة، وهو مستمر في ازدواجيته ومراوغاته وأكاذيبه ومؤامراته، ناسياً أو متناسياً أن التأريخ السيئ لأسلافه لن يعيد نفسه في المنطقة العربية التي تخلصت من أسوأ أنواع الاحتلال الهمجي.

العقلاء والأقوياء والحكماء من القادة العرب يعرفون جيداً نوايا سلطان الغفلة، لكن هذا الحاكم الموهوم يحتاج إلى وقفة أشد وأقسى من أدبيات الدبلوماسية التقليدية كي يصحو من هلوساته.