-A +A
عبده خال
لكل تجمع إنساني خصائصه الذاتية التي تقودك إلى التعرف على أنماط ثقافية سلوكية لهذا المجتمع أو ذاك، ولا يمكن لأي قادم أن يلم بمزاجية مجتمع للوهلة الأولى، إذ تحتاج لسنوات طوال؛ لكي تلم بمكونات شخصية المكان وتستغل تلك الشخصية من أجل بناء قدراتك.

هذه المقدمة تنسجم مع ترامي أطراف بلادنا التي تمثل عمقاً تاريخياً تواصل مكانياً مع حضارات الزمن القديم، وحوى العديد من المواقع الأثرية الدالة على مرور التاريخ على تلك المواقع، وللأسف كثير من المواقع نجهلها ولا نكاد نميز بينها وعمقها التاريخي، وإذا كانت السياحة فتحت أبوابها لكي نتعرف على تلك المواقع إلاّ أن هذا الانفتاح سلك طريقاً واحداً من غير شق طرق معرفية للوقوف على مرور تلك الحضارات.


فكثير من مدننا كانت ضمن الإطار الجغرافي للإمبراطوريات ومملكات طاعنة في السن.

ولو أراد أي قارئ التأكد من ذلك فليجل بمخيلته بين مدن الشمال والجنوب والشرق والغرب فسيتذكر تلك الإمبراطوريات والممالك، هذا الاستحضار التاريخي يستوجب إظهارها وتحويل تلك المدن إلى جذب سياحي.

وقبل ذلك لماذا لا تنشط هيئة السياحة في التنقيب عن الكنوز الأثرية واكتشافها، وإذ تم التنقيب فلماذا لا تكشف للناس انتساب كل أثر لمدينته وإشاعة ذلك الأثر.

ولأن السلوك مثل الجينات، فلماذا لا تنشط الدراسات الاجتماعية والنفسية لتحليل ودراسة أنماط الحياة في كل مدينة ألصقت أو كانت ضمن الإطار القديم لتلك الحضارات القديمة، إن الالتفات لتنوع التضاريس النفسية لأهالي كل مدينة من تلك المدن سيؤدي إلى معرفة كيف يتشكل السلوك البشري مع المتغير، وهذا يؤكد أن للمكان شخصية مؤثرة على السلوك والفكر للأبناء لهذه المدينة وتلك.

نحتاج الى اكتشاف أنفسنا من خلال مدننا.

abdookhal2@yahoo.com