يقول وزير المالية اللبناني -في وزارة الحريري المستقيلة- معاتبا السعودية: إن الرياض لم تقم بمنح بيروت مساعدات مالية رغم صعوبة ومرارة أزمتها الاقتصادية الأخيرة، الوزير القادم من حقيبة حزب الله لم يعاتب إيران ولا بغداد ولا الدوحة، فقط الرياض، على الرغم من أن زعيمه حسن نصرالله الملطخة يداه بدماء السعوديين، لا يزال يشرف على إغلاق صناديق الأسلحة والصواريخ التي يرسلها للحوثيين لقتال السعودية، ودون أن يسأل نفسه عن وجود مئات المقاتلين الحوثيين في معسكرات الحزب والذين يتم شحنهم إلى صعدة لقتال الرياض، فضلا عن خبراء حزب الله الموجودين في اليمن لتوجيه الصواريخ والطائرات المسيرة وتحديد المواقع التي تقصفها المليشيات الحوثية.
اليوم يتذكرون الريالات والعملة الصعبة التي توفرها الرياض، ويسيل لعابهم على الودائع المليارية، اليوم يتذكرون أن رواتبهم لم تعد إيران قادرة على دفعها، ويريدون من الرياض أن تحمي اقتصادهم الذي أحرقوه بأنفسهم لصالح حكم الملالي.
وزير مالية لبنان الذي هرب هو ومعاونوه دولارات المغتربين اللبنانيين لصالح الخزينة الإيرانية، ربما لا يتذكر خروج زعيمه نصر الله 2006 متمنيا على القيادة السعودية التدخل لإيقاف العدوان الإسرائيلي على لبنان بعدما قام الحزب بمهاجمة الدوريات الإسرائيلية، ونجم عنها اجتياح عسكري لا يمكن مواجهته، وقتها لم يجد عدو السعودية الأول حسن نصر الله غير الرياض لكي تقف مع لبنان الذي تضرر بسبب تهوره، وفعل السعوديون ما يتوجب فعله ليس لخاطره، بل من أجل أطفال ونساء وأبرياء لبنان.
السعودية لا يتذكرها أحد من متنمري عرب الشمال والأمصار وشمال أفريقيا إلا إذا طحنت بهم الدنيا، المسألة ليست جديدة، فالمملكة هي تقريبا من بنى لبنان الحديث بعد اتفاق الطائف، الذي حمى لبنان من الانهيار التام، وهي بنت وساهمت وتوسطت من أجل عودة لبنان إلى محيط الحياة والتنمية، ليكون رد الجميل تحول «لبنان» إلى رأس الرمح الإيراني في خاصرة الرياض.
تكرر ذلك في دفاع السعودية عن السودان وسوريا واليمن والعراق والبوسنة والهرسك وكشمير ومندناو والروهينجا والصومال، لقد دفعت المملكة مقابلها من قوت أبنائها ومركزها السياسي، مواقف وأموالا ومساهمات اقتصادية لا يمكن حصرها.
في العام 1968 عقد مؤتمر القمة العربية في الخرطوم، بعدما تداعت الدول العربية لمساعدة «مصر عبد الناصر» إثر هزيمة حرب الأيام الستة 1967، كانت الدول العربية تعرف حجم المرارة السعودية من مواقف مصر في اليمن وما لحق الرياض من أذى بسببها، وتمنت على الملك فيصل ومن ورائه بلاده السعودية تجاوز الأزمة ومساعدة مصر وسوريا اللتين انكسرتا أمام الجيش الإسرائيلي.
قبل أيام من شهر يونيو، كان أحمد سعيد وعبر إذاعة صوت العرب يشتم السعودية وقادتها، بينما طائرات عبد الناصر تقصف الطائف وأبها ونجران وجيزان بقنابل النابالم بدلا من تل أبيب، ومع ذلك كله جاء موقف الملك فيصل -رحمه الله- موقفا إسلاميا عروبيا كما يليق به وببلاده، يورد ذلك الموقف «النبيل» الكاتب والشاعر المصري الكبير فاروق جويدة في مقال منشور له أورد فيه روايته التاريخية لما دار في كواليس قمة الخرطوم: كانت مصر تحارب السعودية في اليمن، وكان الخلاف مع الملك فيصل عميقاً جداً، إلا أن الأمر تغير تماماً داخل القمة، فبعد مداخلات وكلمات الملوك والرؤساء الذين تحدثوا عن ضرورة دعم مصر، وبعد انتهاء الرؤساء من إلقاء الكلمات، وجد الرئيس المصري عبد الناصر نفسه محرجاً، وقال موجهاً كلامه للملك فيصل يا جلالة الملك «اللي تشوفوه»، فأجابه الملك فيصل فوراً.. يا فخامة الرئيس، مصر تأمر ولا تطلب وقد كان.
هذا هو موقف السعودية الدائم في كل خلافاتها مع أشقائها، أما اليوم فموقف لبنان المختطف من الحزب مختلف تماما، فهو خياني بامتياز لأمته ولشقيقته السعودية، بل ويتبنى بشكل فاضح ووقح المخطط الإيراني، فهل بعد الخيانة من تسامح.
* كاتب سعودي
massaaed@
اليوم يتذكرون الريالات والعملة الصعبة التي توفرها الرياض، ويسيل لعابهم على الودائع المليارية، اليوم يتذكرون أن رواتبهم لم تعد إيران قادرة على دفعها، ويريدون من الرياض أن تحمي اقتصادهم الذي أحرقوه بأنفسهم لصالح حكم الملالي.
وزير مالية لبنان الذي هرب هو ومعاونوه دولارات المغتربين اللبنانيين لصالح الخزينة الإيرانية، ربما لا يتذكر خروج زعيمه نصر الله 2006 متمنيا على القيادة السعودية التدخل لإيقاف العدوان الإسرائيلي على لبنان بعدما قام الحزب بمهاجمة الدوريات الإسرائيلية، ونجم عنها اجتياح عسكري لا يمكن مواجهته، وقتها لم يجد عدو السعودية الأول حسن نصر الله غير الرياض لكي تقف مع لبنان الذي تضرر بسبب تهوره، وفعل السعوديون ما يتوجب فعله ليس لخاطره، بل من أجل أطفال ونساء وأبرياء لبنان.
السعودية لا يتذكرها أحد من متنمري عرب الشمال والأمصار وشمال أفريقيا إلا إذا طحنت بهم الدنيا، المسألة ليست جديدة، فالمملكة هي تقريبا من بنى لبنان الحديث بعد اتفاق الطائف، الذي حمى لبنان من الانهيار التام، وهي بنت وساهمت وتوسطت من أجل عودة لبنان إلى محيط الحياة والتنمية، ليكون رد الجميل تحول «لبنان» إلى رأس الرمح الإيراني في خاصرة الرياض.
تكرر ذلك في دفاع السعودية عن السودان وسوريا واليمن والعراق والبوسنة والهرسك وكشمير ومندناو والروهينجا والصومال، لقد دفعت المملكة مقابلها من قوت أبنائها ومركزها السياسي، مواقف وأموالا ومساهمات اقتصادية لا يمكن حصرها.
في العام 1968 عقد مؤتمر القمة العربية في الخرطوم، بعدما تداعت الدول العربية لمساعدة «مصر عبد الناصر» إثر هزيمة حرب الأيام الستة 1967، كانت الدول العربية تعرف حجم المرارة السعودية من مواقف مصر في اليمن وما لحق الرياض من أذى بسببها، وتمنت على الملك فيصل ومن ورائه بلاده السعودية تجاوز الأزمة ومساعدة مصر وسوريا اللتين انكسرتا أمام الجيش الإسرائيلي.
قبل أيام من شهر يونيو، كان أحمد سعيد وعبر إذاعة صوت العرب يشتم السعودية وقادتها، بينما طائرات عبد الناصر تقصف الطائف وأبها ونجران وجيزان بقنابل النابالم بدلا من تل أبيب، ومع ذلك كله جاء موقف الملك فيصل -رحمه الله- موقفا إسلاميا عروبيا كما يليق به وببلاده، يورد ذلك الموقف «النبيل» الكاتب والشاعر المصري الكبير فاروق جويدة في مقال منشور له أورد فيه روايته التاريخية لما دار في كواليس قمة الخرطوم: كانت مصر تحارب السعودية في اليمن، وكان الخلاف مع الملك فيصل عميقاً جداً، إلا أن الأمر تغير تماماً داخل القمة، فبعد مداخلات وكلمات الملوك والرؤساء الذين تحدثوا عن ضرورة دعم مصر، وبعد انتهاء الرؤساء من إلقاء الكلمات، وجد الرئيس المصري عبد الناصر نفسه محرجاً، وقال موجهاً كلامه للملك فيصل يا جلالة الملك «اللي تشوفوه»، فأجابه الملك فيصل فوراً.. يا فخامة الرئيس، مصر تأمر ولا تطلب وقد كان.
هذا هو موقف السعودية الدائم في كل خلافاتها مع أشقائها، أما اليوم فموقف لبنان المختطف من الحزب مختلف تماما، فهو خياني بامتياز لأمته ولشقيقته السعودية، بل ويتبنى بشكل فاضح ووقح المخطط الإيراني، فهل بعد الخيانة من تسامح.
* كاتب سعودي
massaaed@