يعتقد البعض أن «نيوم» مجرد مدينة متطورة ومن حقهم هذا الاعتقاد، لكنني أرى أنها فلسفة قائمة على «فكرة»، وحين أصف سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، بالقائد الفيلسوف، أجد أن هناك العديد من الأطروحات والنظريات التي سمحت لي بهذا القول، ربما يكون ملهما، أو طموحا، أو مفكرا، أو قائدا يتمتع برؤية واضحة ونقية لكنني أجزم بكل ما سبق مع تمسكي بنظرية أنه «قائد فيلسوف» ولدي ما يثبت ذلك من أدلة وبراهين جعلت منه حديث الساعة، وسيد المرحلة، ليس على مستوى المملكة بل على مستوى العالم. لقد شكل إعلان القائد الفيلسوف عن «رؤيته» نقطة تحول في محور الأرض، فقد بدأت هذه الرؤية تتقاطع شيئا من مصالحها واهتماماتها مع مصالح واهتمامات دول عظمى ومؤسسات عالمية ومنظمات بعضها معلومة والبعض الآخر لا نعلمه، في وقت لم تكن هي مستعدة لذلك، مما أحدث الكثير من المواقف والمتغيرات على خارطة العالم بل جعل التعاطي حول مستقبل العالم فيه الكثير من «النرفزة» والحالات «المتوترة». عموما ولدت «نيوم» في الركن الشمالي الغربي من الوطن لتكون مصدر كل حلم، ومنطلق كل فكرة، وإبداع كل أمل وعمل، ولدت لتكون «قصر الشمس» ووجه المدائن ومستقبل الأشياء، فيقول عرابها وملهم الأجيال سمو سيدي ولي العهد «(نيوم) مكان للحالمين». وإذا كان الحديث عن الرياضة ومستقبلها فإن البطل سمو وزير الرياضة عبد العزيز بن تركي الفيصل، الذي ترك خلف ظهره الميول والأندية والتفضيلات والتعاطف وما كانت المؤسسة الرياضية تعانيه من قبل «فيما يقوله القائل»، ليكون خير من يقود هذه المرحلة فهو لديه كاريزما القائد وقدرة المنفذ بل والمطور للكثير من الأفكار، كما أنني أرى بأن كل الخطوات تنطلق من فلسفتها الرئيسية وفكرتها الأولى، ألا وهي رؤية المملكة 2030. لقد جاء توقيع شركة «نيوم» مع «معهد إعداد القادة» مؤخرا ليؤكد ما بدأنا به الكتابة هنا، فـ«نيوم» تنظر إلى الرياضة عموما على أنها جزء أساسي في ما تقدمه من حياة مبتكرة، معتمدة على الأراضي البكر في استضافة فعاليات رياضية دولية للرياضيين المحترفين أو العاديين، وكذلك لأولئك الذي يزورونها للسياحة والعيش، كما أن نيوم تهدف بهذه الشراكة لتأسيس «أول فريق رياضي تجاري»، والمساهمة بتنظيم البطولات والمسابقات، وإنشاء عدد من المرافق الرياضية، وتأسيس أكاديمية (نيوم) الرياضية لفئة الناشئين، والمشاركة في المنافسات المحلية والدولية. ومن جهته يعيش معهد إعداد القادة أجمل تاريخه نحو تأسيس واقع رياضي جديد على طريقة آخر ما توصل له علم الإدارة والرياضة، فهو لم يعد مجرد معهد بالطريقة الكلاسيكية المتعارف عليها بل مؤسسة رياضية تتمتع بقدرتها الفائقة على خلق التميز من الفرص واستثمار ذلك، ومنها مثلا استعادة جائزة فيصل للبحوث الرياضية بصيغة عالمية، وهو ما يجعله يستثمر في العقول على مستوى العالم حيث سيمتلك المعهد قاعدة بحثية متفوقة، كما أنه وباهتمام خاص من سمو الوزير وإشرافه التام حققت إدارة الأستاذ عبد الله حماد خطوات وثابة لم تكن لتتحقق لولا العمل الجاد والصادق والمختلف عن رتابة الأشياء. نحن الآن أمام أحد أهم مشاريع الرياضة ربما في العالم، لكن صغر مساحة الزاوية لم يساعدني في الكشف عن طبيعة هذا المشروع المدهش وربما في مرات قادمة أو فرص أخرى.