«تشابك بالأيدي بين قائد مدرسة ومعلم أثناء الدوام»، «مضاربة عنيفة بين مجموعتين من الطلاب في مجمّع تعليمي»، «طالب يشج رأس معلمه بحجر»، «وفاة طالب إثر مدافعة مع زميلة في المدرسة»، «طالب يهشم زجاج سيارة معلمه»، «معلم يعتدي على طالب بالضرب»، «حادث مؤلم يقضي على معلمات وإصابة أخريات أثناء ذهابهن إلى مدرستهم في إحدى القرى».
وقس على هذه القصص الكثير، فلم يكن يعدي أسبوع دراسي وإلا نسمع عن فاجعة أو خبر مؤلم أو قصة طرفها طالب أو معلم ومعلمة.
ناهيك عن التنمر الذي يتعرض له طلاب وطالبات في بعض المدارس من الابتدائي إلى الثانوي.
وفي موضوع التنمر تحديدا، ووفقاً لدراسة بحثية أعدها مركز الملك عبد الله للأبحاث، وُجد أن نسبة التنمر في السعودية تبلغ 47 % عند الأطفال، و25 % عند المراهقين.
ووفقاً لتقرير أصدرته «اللجنة الوطنية للطفولة» بالمملكة، فإن 57.1 % من الفتيان، و42.9 % من الفتيات، يعانون من التنمر بالمدارس، رغم تدشين المشروع الوطني للحد من التنمر في 2016.
اقتربنا من مضى عاما كاملا ارتاحت فيه نفوسنا وآمنت به قريرتنا، وسعدنا باستمرار العام الدراسي دون مشاكل عضوية أو نفسية وقصص مؤلمة تترك داخلنا ذكريات قاسية لا تنسى.
البلطجة والأذية والترهيب المادي والمعنوي يكاد أن يكون قصص من الماضي في ظل إقرار نظام «الدراسة عن بُعد».
وفي ظل الاهتمام الكبير من القيادة السعودية، والحرص الشخصي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بالإنسان وصحته، وانتفاضة الأجهزة الحكومية في إدارة أزمة كورونا بكل اقتدار، وتفوقها على جميع دول العالم بالوقائع والأرقام، والذي سيقودنا إلى القضاء على هذا الفايروس لعودة الحياة إلى طبيعتها قريبا.
هنا ومع هذا التفاؤل، تراودني مجموعة أسئلة وهاجس يؤرق خلوتي وصفاء ذهني، فهل سيعود أبناؤنا وبناتنا وأخواتنا إلى الانخراط مجددا في السلك التعليمي حضوريا كما كان في السابق؟ هل القصص المؤلمة أعلاه ستعود لنا مجددا؟.
والسؤال الأهم، هل سنتنازل بسهولة عن هذا التطور العظيم والتغير الجذري في نظام التعليم متمثل في «الدراسة عن بُعد»؟ هل سنتنازل عن هذا النظام الذي علم الجميع المرونة والملائمة والفاعلية والمقدرة والإحساس المتعدد، ونمّى كثيرا من قدرات الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.
ما أريد التأكيد عليه، أن التعليم عن بُعد استشرف المستقبل في حقبة العصر الرقمي من أجل التصدي للأزمات بالذكاء الاصطناعي والتدابير التكنولوجية الفائقة السرعة.
أتمنى من وزير التعليم أن يضع آلية عاجلة للسنة الدراسية القادمة، ويرسخ ما ذكره أخيرا باستمرار التعليم عن بعد حتى بعد انتهاء الجائحة، فهذا النظام ليس فقط يخدم المجتمع ويواكب العصر، بل إنه يرّشد كثيرا من الهدر المالي في وزارة التعليم نفسها.
(وللحديث بقية..)