ارتكبت الإدارة الأمريكية أبشع خطأ في التقدير الإستراتيجي في تعاملها مع ملف الأزمة الأفغانية. شبّهه خبراء أمريكيون بمذلة الخروج من فيتنام، فيما شبهه خبراء بريطانيون بأنه الكارثة الأشبه بما حدث في حرب السويس منتصف القرن الماضي.
لم تكن واشنطن تتوقع أن تتهاوى حكومة حليفها الرئيس الأفغاني أشرف غني في كابول بهذه السرعة المذلّة، فطالبان سيطرت على أفغانستان قبيل حلول ذكرى ١١ سبتمبر بـ ٤ أسابيع.
واعتقد خبراء الأمن الأمريكيون أن «طالبان» لن تتمكن من دخول كابول قبل مضي شهر على الأقل. لكن التطورات تسارعت لتفتح الباب أمام أزمة جديدة للأمن العالمي.
ولكأن الذاكرة عادت، لنستعيد مشاهد تردد وميوعة مواقف الرئيس باراك أوباما، التي انتهت بالتنازل لإيران عن العراق وسورية.
ليس لسبب سوى الزعم بضرورة الانسحاب من الحروب التي لا تنتهي. ويمكن القول اليوم، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أخذت السلاح لتضرب قدمها بطلقة!
فها هي أفغانستان في قبضة طالبان مجدداً بسبب رعونة الانسحاب الأمريكي، بما يعنيه ذلك من تهديد لأمن العالم كله، من خلال مساندة طالبان حركات وجماعات التطرف والإرهاب والتشدد. فمن ينسى أن طالبان كانت تستضيف «القاعدة»، وزعيمها السابق أسامة بن لادن ثم اللاحق أيمن الظواهري، ولا تزال تتحالف معها وتستضيف عناصرها.
تحت قيادة طالبان تدرب عناصر «القاعدة» داخل أفغانستان على تخطيط وتنفيذ هجمات 11 سبتمبر 2001. ومن ينسى أن طالبان استطاعت أن تمهد لحليفتها «القاعدة» بعد سقوطها ملاذاً آمناً في إيران. وها هي الأنباء تترى بأن مئات المقاتلين العرب توجهوا من سورية والعراق إلى أفغانستان، ليكونوا في نصرة طالبان.
وإلى جانب الخشية من أن تغرق أفغانستان في أتون حرب أهلية طاحنة، يتعاظم الخوف من أن تعود أفغانستان كما كانت معقلاً للتطرف، والإرهاب، وملاذاً للحركات «الجهادية».. وهي مخاطر جمة لن تستطيع الولايات المتحدة والعالم تجاهلها مهما كان الأمر.
إن ما يحدث في أفغانستان التي تخضع حالياً لطالبان يمثل تحدياً خطيراً للعالم بأسره. فقد انسحبت الولايات المتحدة منها لتفتح الباب أمام أعدائها وخصومها ليسدوا الفراغ، بكل ما يعنيه ذلك من نفوذ، وهيمنة، وتهديد للمنطقة والعالم. فإذا حسبنا الأوضاع بالحساب البسيط سنجد أن القوى التي ستحل محل الولايات المتحدة هناك هي: روسيا، الصين، وباكستان، وبالطبع إيران.. التي على رغم خلافاتها القديمة مع طالبان، إلا أنها تتعامل معها بمنطق «عدو عدوي هو صديقي». وهي إشارة إلى عداوة طالبان التاريخية مع الولايات المتحدة والغرب عموماً. فقد كشفت صحيفة «صانداى تلغراف» البريطانية أخيراً، أن الحرس الثوري الإيراني الإرهابي تولى تهريب أسلحة مقاتلي طالبان عبر الأراضي الإيرانية؛ لتمكين طالبان من الاستيلاء على محافظة هيرات على الحدود مع أفغانستان.
أما روسيا والصين، فهما مدفوعتان بالرغبة في استغلال الثروات المعدنية الهائلة التي تملكها أفغانستان. وبالنسبة إلى باكستان، فهي تبحث عن «عمق إستراتيجي» بمحاذاة حدودها الطويلة مع أفغانستان. ومن شأن ذلك العمق الإستراتيجي أن يقطع الطريق على إمكان توصل الهند إلى أي تحالف مع أفغانستان. ومعروف ما بين الهند وباكستان من تنافس وخصومة تاريخية، لأسباب يطول شرحها.
الأكيد أن العالم يدخل نفقاً مظلماً ومستقبلاً غير آمن بعودة أفغانستان مجدداً إلى نقطة تجمع للجماعات الإرهابية، وكل ذلك من وراء الخذلان الأمريكي.. والأهم اليوم كيف سيتعامل العالم مع «طالبان».. هل لا تزال الأيام حبلى؟!
لم تكن واشنطن تتوقع أن تتهاوى حكومة حليفها الرئيس الأفغاني أشرف غني في كابول بهذه السرعة المذلّة، فطالبان سيطرت على أفغانستان قبيل حلول ذكرى ١١ سبتمبر بـ ٤ أسابيع.
واعتقد خبراء الأمن الأمريكيون أن «طالبان» لن تتمكن من دخول كابول قبل مضي شهر على الأقل. لكن التطورات تسارعت لتفتح الباب أمام أزمة جديدة للأمن العالمي.
ولكأن الذاكرة عادت، لنستعيد مشاهد تردد وميوعة مواقف الرئيس باراك أوباما، التي انتهت بالتنازل لإيران عن العراق وسورية.
ليس لسبب سوى الزعم بضرورة الانسحاب من الحروب التي لا تنتهي. ويمكن القول اليوم، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أخذت السلاح لتضرب قدمها بطلقة!
فها هي أفغانستان في قبضة طالبان مجدداً بسبب رعونة الانسحاب الأمريكي، بما يعنيه ذلك من تهديد لأمن العالم كله، من خلال مساندة طالبان حركات وجماعات التطرف والإرهاب والتشدد. فمن ينسى أن طالبان كانت تستضيف «القاعدة»، وزعيمها السابق أسامة بن لادن ثم اللاحق أيمن الظواهري، ولا تزال تتحالف معها وتستضيف عناصرها.
تحت قيادة طالبان تدرب عناصر «القاعدة» داخل أفغانستان على تخطيط وتنفيذ هجمات 11 سبتمبر 2001. ومن ينسى أن طالبان استطاعت أن تمهد لحليفتها «القاعدة» بعد سقوطها ملاذاً آمناً في إيران. وها هي الأنباء تترى بأن مئات المقاتلين العرب توجهوا من سورية والعراق إلى أفغانستان، ليكونوا في نصرة طالبان.
وإلى جانب الخشية من أن تغرق أفغانستان في أتون حرب أهلية طاحنة، يتعاظم الخوف من أن تعود أفغانستان كما كانت معقلاً للتطرف، والإرهاب، وملاذاً للحركات «الجهادية».. وهي مخاطر جمة لن تستطيع الولايات المتحدة والعالم تجاهلها مهما كان الأمر.
إن ما يحدث في أفغانستان التي تخضع حالياً لطالبان يمثل تحدياً خطيراً للعالم بأسره. فقد انسحبت الولايات المتحدة منها لتفتح الباب أمام أعدائها وخصومها ليسدوا الفراغ، بكل ما يعنيه ذلك من نفوذ، وهيمنة، وتهديد للمنطقة والعالم. فإذا حسبنا الأوضاع بالحساب البسيط سنجد أن القوى التي ستحل محل الولايات المتحدة هناك هي: روسيا، الصين، وباكستان، وبالطبع إيران.. التي على رغم خلافاتها القديمة مع طالبان، إلا أنها تتعامل معها بمنطق «عدو عدوي هو صديقي». وهي إشارة إلى عداوة طالبان التاريخية مع الولايات المتحدة والغرب عموماً. فقد كشفت صحيفة «صانداى تلغراف» البريطانية أخيراً، أن الحرس الثوري الإيراني الإرهابي تولى تهريب أسلحة مقاتلي طالبان عبر الأراضي الإيرانية؛ لتمكين طالبان من الاستيلاء على محافظة هيرات على الحدود مع أفغانستان.
أما روسيا والصين، فهما مدفوعتان بالرغبة في استغلال الثروات المعدنية الهائلة التي تملكها أفغانستان. وبالنسبة إلى باكستان، فهي تبحث عن «عمق إستراتيجي» بمحاذاة حدودها الطويلة مع أفغانستان. ومن شأن ذلك العمق الإستراتيجي أن يقطع الطريق على إمكان توصل الهند إلى أي تحالف مع أفغانستان. ومعروف ما بين الهند وباكستان من تنافس وخصومة تاريخية، لأسباب يطول شرحها.
الأكيد أن العالم يدخل نفقاً مظلماً ومستقبلاً غير آمن بعودة أفغانستان مجدداً إلى نقطة تجمع للجماعات الإرهابية، وكل ذلك من وراء الخذلان الأمريكي.. والأهم اليوم كيف سيتعامل العالم مع «طالبان».. هل لا تزال الأيام حبلى؟!