-A +A
عبده خال
رسميا سلّمت السعودية، ملف الترشُّح لاستضافة بطولة كأس العالم 2034.

فلماذا يرى البعض أن ترشيح السعودية يعد مفاجأة؟


هذه المُفردة (مفاجأة) نجدها في كل المحافل الدولية عندما تجد أن أحداً من أبناء الوطن حقق إنجازاً عالمياً، ومن يطلق تلك المفردة إما جاهلاً بتميز ثروتنا البشرية؛ ذلك التميز المستوطن في قلب أي نفس طامحة للتفوق، أو جاهلاً بالبناء الذي سعت له الدولة منذ البدء في أن تكون دولة قوية الأركان طامحة للمقدمة (بذاتها أو بأفرادها)، واستغلالها لمواردها الطبيعية والبشرية هو الاستنارة والاستفادة من كل مكوناتها لأن تكون دولة في الصفوف الأولى عالمياً، فهل في هذا التسخير عيب يجعل أصحاب الدهشة ترديد مفردة (مفاجأة)؟

حقاً، تكون المفاجأة أن لا تكون السعودية سباقة في إحداث الأثر الدولي في كل المجالات، فهي دولة ذات عمق تاريخي سحيق فبها (أول بيت وضع للناس)، وهي دولة انطلق منها نور الإسلام، وهي دولة ذات موقع جغرافي أسهم في إحداث التقلبات السياسية منذ بدء التاريخ، فلكل مكان عبقرية خاصة به، وهي دولة غنية جدا بمواردها الطبيعية، ومع توفر هذه المسببات الرئيسة يتقدم المكان إلى الواجهة، والسعودية تمتلك مسببات رئيسة لأن تكون من الأوائل (وفي المقدمة)، وقد يكون أهم المسببات: القوة الاقتصادية، والثروة البشرية المدعومة مالياً.

وإذا كان الدول في الماضي قد استخدمت قوى عديدة أهمها السلاح وطموح القادة لأن تكون دولاً ذات ثقل سياسي آمر ... فإن القوة المسيطرة تتغير بتغير الأزمان.

وفي الزمن الحاضر تغيرت وتبدلت القوى الجالبة للظفر والانتصار، ومن القوى الدافعة إلى المقدمة القوى الناعمة، والسعودية تمتلك كماً وفيراً من تلك القوى الناعمة في مجالاتها المتعددة: ثقافة، إعلام، غناء، رياضة، وأُسس لتلك القوى أهم وأرقى الإمكانيات المساعدة في التطور، ومن أهم تلك الخطوات استقطاب أهم العناصر البشرية عالمياً لأن تكون من بناة هذه الدولة (من البدء)، وعبر تاريخ السعودية تم استقطاب كل من هو قادر على البناء (خارجياً وداخلياً).

ولو ركزنا حديثنا عما حدث رياضياً، نجد استثمارنا الرياضي من أجل الوصول إلى قوة عالمية ناعمة رياضية، وقبل الوصول إلى ترشيح استضافة كأس العالم، عملنا على خطوات رياضية مهمة في المجالات المرتكزة على الاستقطاب، والاستضافة.

ولم يعد لمفردة (مفاجأة) مكان فيما يحدث في بلادنا، بل أصبحنا نحن صانعي المفاجآت التي تدهش العالم.