عندما يقول المثل الشعبي الشهير «اللي ما له أول ما له تالي»، فهذا ينطبق تماماً على ما سوف أذكره في سطوري القادمة، فنحن الآن أصبحنا في عالم متسارع جداً في جميع المجالات، لكن تكاد التكنولوجيا هي الأولى في هذا التسارع والتقدم، وأدى ذلك إلى تحول كثير من الأمور والأشياء من الأمر المتعارف عليه بالشيء الملموس والمحسوس إلى الافتراضي والتقني، ومن أبرز تلك التحولات التي صارت هو تحول الصحافة الورقية إلى إلكترونية وأصبحت في بعض الأمور أفضل وأسرع من حيث الوصول والانتشار وسهولة الوصول إليها، وأيضاً التعليق على ما تقرأه وتراه، والاختصار فيها وكذلك التكلفة المادية ربما تكون مجانية، ولعل من المدهش هو مقاومة بعض الصحف الورقية هذا التقدم وبقاؤها صامدة حتى الآن، رغم مرور الأيام والسنين وهي ما زالت في أوج عطائها وبالعكس تثبت يوما بعد آخر بقاءها في الصورة ونقل الحدث بالصورة الكاملة وبعضها يكفي عراقة اسمها كجريدة عكاظ، يكفي أنها تحمل اسما لأشهر المعالم والمواقع في السعودية، وربما العالم أجمع ومن هنا أقول إن الصحافة الورقية بما فيها من صفحات ورغم التحديات والصعوبات التي تواجهها ستظل صامدة وراسخة كرسوخ النخيل على مر السنين، ومن هنا نأخذ درساً إلى أن ليس كل تحول سيصبح سلبياً بل على العكس من ذلك حيث الثبات والاستقرار، وأنه مهما تواجهك من تحديات في حياتك لا بد لك أن تكون صامداً ومتحدياً تلك الظروف التي ربما تغير مسارك للسوء لا قدر الله، وهذا يعطينا دليلاً آخر إلى أن الاستمرار والاستقرار على ما أنت عليه يحتاج للكثير من الجهد والتطوير ومواكبة التحول والتغيير الذي تواجهه في حياتك الخاصة والعامة، وختاماً لابد أن نعرف أن الصحافة الورقية ستبقى ما بقي العشاق لها والمتابعون للصحف بالإحساس والتنقل بين عبق صفحاتها والاستمتاع بها وكلاً بحسب أجوائه.