-A +A
بسمة السبيت BasmahEs1@
ما أجمل أن تمنحك الحياة عملا يعينك على المواصلة فيها، يكفيك ويساعد على استقرار حياتك، وما أجمل أن يكون في هذا العمل خدمة إنسانية تقدمها لغيرك.. فلو استشعر كل إنسان قيمة العمل الذي يذهب إليه كل يوم لما تسلل الضجر إلى قلبه، ولو استشعر قيمة الخدمة التي يقدمها لغيره لشكر ربه ملايين المرات على أن هيأ له هذا الطريق الذي يقدم فيه الخير لغيره.

فالطبيب الذي يرتدي معطفه الأبيض كل يوم، لو استحضر قيمة العطاء الذي يقدمه للمرضى قبل أن يلج إلى بوابة المستشفى لعشق الطب وعشق المكالمات التي تقطع عليه ساعات راحته القليلة على سريره أو مع أسرته، الذي يقاوم متاعبه من أجلها ومن أجل أن يقضي ساعات يومه المتبقية معهم، لهانت عليه كل المصاعب أمام هذا الخير الذي يصله من هذه المهنة.


الممرض الذي لا يكاد أن يجلس على كرسيه إلا وسبقته صرخات المرضى ونداءاتهم، فبالكاد يلتقط أنفاسه خلال فترة تواجده في المستشفى، فهو اليد الحانية الذي بابتسامة منه تزول الكثير من الأوجاع، وبكلماته الداعمة تهدأ الأرواح المتوجسة.

المعلم الذي يخرج من بيته كل يوم ليقابل طلابه، لو استشعر قيمة هذا العلم الذي يغرسه في عقول طلابه لشعر بالزهو والانتشاء، لهانت عليه كل ضغوطات التعليم التي أثقلت كاهله، فكم سفير علم سيخرج من بين يديه وسينشر العلم والمعرفة في أرجاء الأرض!

وكذلك المهندس والإداري وغيرها من المهن التي لا حصر لها، لو استشعرنا قيمة الجمال الذي نقدمه في كل مهنة نعمل بها وحولناها إلى قيمة عطاء نخدم بها الإنسانية ونعمّر بها هذا الكوكب ونضع بصمتنا عليه ولو بخدمة مراجع في قطاع من القطاعات.. بكلمة طيبة.. بابتسامة عابرة كم سيذكرنا وكم سنخلد في ذاكرته ! فلان الذي كان في الجهة الفلانية كم كان إنسانا خدوما ولطيفا في معاملته.

فقبل أن تقاعدك الحياة من عملك الذي تضجرت منه ومن عملائه، لا تنسَ أن تضع بصمة عطائك قبل أن تغادر كرسي عملك.