تعزيز السلامة والصحة المهنية في العمل

يفترض بداهة أن نبحث دوماً عن أفضل ممارسة للسلامة بمقر العمل، والبعض يفتقر الى أهم الأسس التي تجعل بيئة العمل آمنة، والسبب يعود إلى حساب التكلفة الإجمالية التي تنفق من أجل السلامة على المنشأة، أو الجهل بأهمية السلامة الذي قد يسبب له خسائر في الأرواح والممتلكات، وسأتحدث عن أول نقطة، وهي موضوع التكلفة، فنجد بعض المنشآت لا يوجد بها موظفون مختصون في السلامة، والسبب يعود إلى الحاجة لتوفير رواتب لهم، فيجعل المسؤول من أهمية السلامة صفراً في المئة، ويتم تكليف أحد الموظفين مع عمله الأساسي لأن يعمل عمل المسؤول عن السلامة، وأيضاً لا يتم توفير مهمات الوقاية الشخصية، ويتم احتسابها مبالغ كبيرة تدفع دون أي عائد مادي للمنشأة، وعندما يريد موظف السلامة إيقاف العمل بسبب سلوكيات غير آمنة بمقر العمل فسوف يكون مصيره إما الفصل من العمل، وإما تهميش قراره بقرار أعلى منه، أو تغيير مكان عمله بحجة أنه يعطل سير العمل، وأيضاً يكون من ضمن القائمة السوداء عند رئيسه المباشر.

وشرعت أنظمة السلامة للحفاظ على أرواح العاملين لديك، وأيضاً عن ممتلكات الشركة التي يعهد بها إليك أو المسؤولية التي كلفت بها، فمختصو السلامة ينبغي أن تكون أهميتهم لديك مثل اهتمامك بأرباحك السنوية. عند تعيينك لموظفين مختصين بالسلامة فأنت جعلت من منشأتك مقراً آمناً ومطمئناً لك ولجميع العاملين، فأنت ستحافظ على الإنتاج الآمن، وتتفادى وقوع الحوادث التي قد تكلفك مبالغ باهظة، ووقوف العمل لفترة طويلة، والتأخير في تسليم الطلبات، وتسبب لك خسائر بالعقود مع العملاء، وقد تسبب لك خروجك من السوق بأكمله، وفي حالة إصابة العامل أو وفاته لا سمح الله فقد يتسبب لك بخسائر كبيره، قد يكون الموظف الذي تعرض للحادث أحد مشغلي خطوط الإنتاج لديك، وقد يتأثر خط الإنتاج بسبب توقف أحد العاملين لديك عن العمل بسبب الإصابة أو في حالة الوفاة لا سمح الله، وستخسر شخصاً تم تدريبه وتأهيله لسنوات ويمتلك خبرة في مجال عمله، وأيضاً إعطاء شعور لجميع الموظفين بأن بيئة العمل هذه غير آمنة، وتلاحظ بأن الجميع يبدأ رحلة البحث عن عمل آخر، وجميعهم من أصحاب الخبرة والكفاءة، وتم تدريبهم بتكاليف عالية جداً، والآن يتركون وظائفهم لعدم الشعور بالأمان والطمأنينة في المنشأة، حيث توفي زميلهم أمس، فمن التالي؟