-A +A
هناء الثبيتي - جامعة الطائف hanaotibi@
وصف صلى الله عليه وسلم «المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر». لم أجد كلمة تصف بإيجاز ما أود كتابته أفضل من الاستشهاد بهذا الحديث النبوي الشريف الذي يحمل في طياته أسمى معاني التكافل والتضامن الاجتماعي. لقد حث ديننا الإسلامي على أهمية التكافل الاجتماعي وحبذ إلينا بذل الغالي والنفيس في سبيل بقاء الوحدة الاجتماعية ضد كل ما ينقضها أو يهددها، وإن من روعة هذا الدين أنه عدد لنا صور الخير والعطاء والتكافل الاجتماعي ولم يجعلها مقيدة في قالب أو عمل محدد.

ولعلني أصيب القول في أن ما نشهده في هذا الوقت من مبادرات فردية كانت أو جماعية في سبيل مواجهة فايروس كورونا (COVID-19) من تبرع مادي أو دعم معنوي ولو برسالة توعوية هو تجسيد حقيقي لأسمى صور التكافل الاجتماعي الذي يثبت أن المجتمع السعودي ذو نسيج واحد لا تفرقه منطقة ولا طائفة، ولا يستغرب ذلك من أبناء بلد كان شعاره ولا يزال الإنسان أولا.


ومما لا شك فيه أن اجتماع الأفراد لتحقيق المصالح المشتركة لبلدانهم يسهم في تعزيز جودة حياة تلك المجتمعات وتقليص الفجوة بين أفرادها، مما يدفع إلى حراك اجتماعي فعال لنهضة الدول واستدامتها. وعليه، فإن من مسؤولية رواد الأعمال والمؤسسات الاجتماعية من مؤسسات ثقافية وإعلامية وتجارية وغيرها تشجيع أصحاب هذه المبادرات بتذليل الصعوبات التي تعترضهم وتقديم الدعم المناسب لهم مما سينعكس على زيادة إنتاجيتهم وضمان استمرارية أعمالهم، كما يتحرى منهم تقديم المبادرات الخاصة بهم كصورة من صور التضامن الاجتماعي ورد شيء من المعروف لهذا البلد المعطاء.

ختاما، كل الشكر والامتنان لهذا البلد العظيم الذي احتوى كل من يعيش على أرضه في السراء والضراء بكل حب وإخلاص، شكرا لك بلادي.