-A +A
خالد هزاع الشريف sh98khalid@
يحثنا ديننا الإسلامي على التفاؤل والتمسك بالأمل وبث الطاقة الإيجابية في جميع أمور حياتنا، والشواهد على ذلك كثيرة في القرآن الكريم والسيرة النبوية، فقال تعالى: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»، أخبر تعالى أن مع العسر يوجد اليسر، ثم أكد هذا الخبر، بقوله: «إن مع العسر يسراً» عن قتادة ذكر لنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشّر أصحابه بهذه الآية فقال: «لن يغلب عسر يسرين»، رواه ابن جرير.

لذا علينا أن نتعاون في صناعة ذلك اليسر بالتخلص من كل ما يبعث على التشاؤم والسوداوية والطاقة السلبية، والتحلي بالتفاؤل والإقبال على الحياة، كان الرسول صلى الله عيه وسلم يحب الفأل ويكره التشاؤم والطيرة، ففي الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة» متفق عليه. والطيرة هي التشاؤم.


والتفاؤل -كما يؤكد كثير من الخبراء- هو خيار يمكننا جميعا أن نتحلى به، فالبحوث العلمية أثبتت أن الإنسان بمقدوره تغيير كثير من أفكاره وطباعه، عبر تغيير عاداته، وحتى نصبح متفائلين علينا الإيمان جيدا بالقضاء والقدر والرضا به أيا كان، وبينت الدراسات أننا نكون أكثر سعادة عندما نكون حول الناس الأكثر إيجابية، كما أن الاعتراف بالنعمة أو الشكر من أفضل الطرق إلى التفاؤل، وممارسة الرياضة بانتظام أمر يزيد من التفاؤل، إضافة إلى التغافل وعدم الوقوف أمام ما يكدر صفوك من أمور سخيفة، ضع أهدافك القادمة في قوائم التخطيط السليم للنجاح والنظر دائماً إلى الجانب المشرق من الحياة، وحاول الاستماع إلى موسيقى الإيجابية بروح هادئة وساعد النفس على الخروج من دائرة التشاؤم وعزز دفاعات التفاؤل، كن على يقين وبصيرة وأمل بأن الله سيغير الأحوال للأفضل، ولن يستمر الضيق، ستشرق شمس الخير، ويأتي الفرج من حيث لا تحتسب، املأ قلبك إيمانا بأن القادم أفضل وإيجابي، وعش لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.