-A +A
عبدالمحسن الروضان l-k-j19@hotmail.com
أخبار وزارة الثقافة هي الأفضل بالنسبة لي أثناء فترة الحجر المنزلي، الدور الريادي الذي تقوم به وزارة الثقافة خلال توقيت الجائحة مهم، ولعل من أبرز ما قدمته هي مسابقة التأليف المسرحي وأدب العزلة إلى جانب السهرات الفنية، وأخيرا اختتمنا عطلة نهاية الأسبوع بخبر إنشاء كلية الثقافة والفنون في جامعة الملك سعود، بالإضافة إلى بكالوريوس العلوم في الفنون السينمائية في جامعة عفت وماجستير الآداب في الأدب المسرحي في جامعة الملك عبدالعزيز. وهنا أرغب أن أعلق على مسألة عدم جاهزية بيئة الإنتاج المحلي في استقبال هذا الكم من الخريجين وبالتحديد ما يخص الدراما والمسرح والسينما. من خلال تجربتي المتواضعة بين شركات الإنتاج المحلية، الدراما والمسرح والسينما تعاني من فقر في عملية الإنتاج، ففي كل سنة تنتج الدراما التلفزيونية مجموعة من الأعمال لا تتجاوز عدد أصابع اليدين، بل أحيانا لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، والمقلق في مسألة الإنتاج أن كثيراً من شركات الإنتاج المحلي تعتمد في الأساس على التعميد الذي تقدمه المحطات الفضائية لضعف قدرتها على الإنتاج بشكل منفرد، وللأسف كثير من محطات التلفزيون تعتمد على أسماء معينة من صناع المحتوى، ومن المؤسف أيضاً أن كثيراً من صناع المحتوى يعتمدون على فريق محدد من الممثلين والمخرجين والكتاب يتكررون في كل عمل درامي، وهو ما يعرف بالشللية، وكثير من شركات الإنتاج تعتمد على كوادر لها خبرة سابقة، فقلة قليلة من يحصلون على فرصتهم دون سابق تجربة (الوجوه الجديدة)، فللأسف الموهبة لا تشفع لصاحبها بمقدار العلاقات الشخصية. الدراما تعاني كثيراً من المعلنين الذين يضعون أموالهم في أعمال شعبية روتينية، وهنا أقصد بالتحديد الأعمال التي تصنف كوميديا سوداء، التي اعتادت أن تطرح قضايا المجتمع، لذلك فقد حرمنا كثيراً من التجارب الشجاعة التي تمثل فرص نجاحها ضبابية للمعلن.

أخيراً..


أعتقد أن إصلاح البيئة الفنية وتوفير بيئة إنتاج خصبة لاستقبال الخريجين هي أولوية قصوى لحصول الملتحقين على فرصهم بعد التخرج. متفائل كثيراً بالإصلاحات التي قدمتها وزارة الثقافة خلال الفترة الماضية، وثقتي كبيرة جداً بالدور الثقافي الريادي الذي تقوم به الوزارة، وإن شاء الله سيأتي ذلك اليوم الذي نفاخر بفنون بلادنا للعالم أجمع.