-A +A
عبدالعزيز آل غنيم الحقباني aialghunaim@
مع نهاية أسبوع مليء بالأحداث الساخنة في المنطقة، واتفاقيات السلام التي ستمنح فلسطين سيادة على أراضي الضفة الغربية، وتناقض أردوغان الذي عزز علاقته بإسرائيل مع وصوله لسدة الحكم، ثم عاد وأعلن عن احتمالية سحب السفير من أبوظبي، واصل تخبطاته، ففي الجانب الليبي خضع لمطالب السيسي أولا والمطالب الدولية الأممية الأوروبية، وتلقى انتقادات الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشارة الألمانية ميركل بسبب سياساته المتطرفة في المنطقة، وشرق المتوسط، وما يزعزع أمن واستقرار أوروبا. والحل في ليبيا كما ذكرنا في مقالات عدة، لا يزال قائما وهو سياسي دبلوماسي، ليس بالتدخلات الأجنبية والحروب التي تسيل بها دماء الأبرياء، وليس كما يفعل أردوغان بتسليح الأطفال وتجنيدهم ونشرهم في ساحات النزاع، والتي يعاقب عليها القانون الدولي بسبب مخالفته للبروتوكول الخاص بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، وعدم احترامه لحقوق الإنسان. بعد النزاعات طويلة الأمد، اتفقت أخيرا الأطراف المتنازعة في ليبيا، وباستمرار الضغوطات الدولية وخاصة الأوروبية والمصرية على تركيا وما يخص التدخلات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا؛ أعلن المجلس الرئاسي للوفاق وقفا لإطلاق النار في كامل الأراضي الليبية، حيث سيتيح الحوار بين الصفوف، وستوحد الصفوف الليبية.

ومن خلالها، توجد تحديات سيجتازها الشعب الليبي، ومن أبرزها:


‏أولا: طرد جميع التدخلات الأجنبية بما في ذلك المرتزقة والمليشيات الإرهابية.

‏ثانيا: انتخابات برلمانية رئاسية، ستجني ثمار الانتصار والحرية في ليبيا وستؤدي لطرد تركيا من المنطقة، ووحدة الصفوف الليبية. خضع أردوغان ولم ينتصر، ولم يجن شيئا بتكبره وعناده، وبكى وحيدا ولم ينطق بكلمة واحدة في هذا الشأن، وحاول أن يطبطب على جراحه بإعلانه تنقيب الغاز في البحر الأسود، بعيدا عن شرق المتوسط ومصافي ليبيا الحيوية، التي كان ولا يزال يريدها، وما زالت طموحات في الخلافة المزعومة تداعب أفكاره، وتغلب على سياسته، لعله استخدم الدين لمصالحه الشخصية لكن فشل وفشلت معه خلافته المزعومة وبدأ بإرسال المرتزقة وتوقيع الاتفاقيات غير المشروعة دوليا. لم يثق الخبراء والمحللون بإعلان التنقيب عن الغاز في البحر الأسود، فذكروا أن الإعلان مجرد خطة سياسية لتشتيت الأنظار عن وقف النار في ليبيا بين الأطراف المتنازعة، ونيتهم بالطبع البحث عن سلام، فهذه إحدى الصفعات التي تؤثر عليه مرارا وتكرارا وكان لا يغطيها سوى باستخدامه الدين من آيا صوفيا إلى الكنيسة الأرثدوكسية، لكن حلوله فشلت وبدأ بالتزييف والبحث عن خيار آخر وهو الغاز، ولكن هي الأخرى فشلت وانخفضت أسهم الطاقة في تركيا بسبب الشكوك حول الإعلان. وأرجعت وكالة فيتش للتصنيف التوقعات الخاصة بالتصنيفات إلى التخلف عن سداد المصدر في تركيا على المدى الطويل (IDRs) إلى سلبية وذلك بسبب استنفاد احتياطيات النقد الأجنبي، وضعف مصداقية السياسة النقدية، وأسعار الفائدة الحقيقية السلبية، والعجز الضخم في الحساب الجاري الذي يغذيه جزئيا التحفيز الائتماني القوي، إلى تفاقم مخاطر التمويل الخارجي. أيضا بسبب الضغوط السياسية، والاستقلال المحدود للبنك المركزي لجمهورية تركيا (CBRT)، وسجل حافل بالبطء في الاستجابة للأحداث، ما يزيد من مخاطر تشديد السياسة، ويسهم في مزيد من الاختلالات الخارجية، وعدم استقرار السوق، وتعديل أكثر اضطرابا. ليبيا بعد أردوغان -بحول الله- ستصبح حرة أخيرا، بعد أن طغت عليها الحروب والتدخلات الأجنبية وقبل كل هذا طغت عليها الأيديولوجية الاشتراكية البعثية القومية، حيث حكمهم الزعيم السابق معمر القذافي والمعروف جدا بأفكاره القومية وأنظمة الحكم الجديدة (الجماهيرية) والكتاب الأخضر، والقومية والاشتراكية ليست إلا شعارات تُردد، ومقولات تُخلد، دون أفعال، سياساتها الاقتصادية التقشفية مدمرة، وأجندتها الدولية خبيثة.