-A +A
ريم ساكو @Alraam1
الصديق وما أدراك ما الصديق!!

في الكثير من الأوقات نصادف شعارات تتغنى بالصداقة والأصدقاء الأوفياء في زمن كثُر فيه الغدر واللؤم، وأصبح شحّ الوفاء هو الذي يُتغنّى به. هل أنت متأكد أولا أنك صديق جيد؟! أو هل أنت متأكد أنك أحسنت الاختيار ولم تتجاهل علامات كانت ظاهرة في بدء علاقتك مع من أصبحت تذمّهم اليوم بأبشع الألقاب؟


القلق الذي يولدّه الخوف أمر وراثي ورثناه من أهلينا، ومن ضمن موروثاتهم وراثة الحذر من علاقة استمرت معنا فترة عمرية ليست ببسيطة، ويكاد يصل إلى مرحلة الإسقاط المجحف في حق بعض الأصدقاء، خصوصاً إذا صادف وتعرّض الابن لنكسة فيهرع الأهل إلى لوم الصديق عوضاً عن النظر إلى مواطن الضعف في تربيتهم له.

أنت أيها الأب وكذلك أيتها الأم؛ هل نسيتم أن هؤلاء الأصدقاء كذلك لديهم أهل ورّثوا الحذر من علاقة الأصدقاء لأبنائهم؟!! أي هي سلسلة تحذيرية والضحية الأبناء الذين نشأوا على خصال منفّرة مثل الأنانية والتعالي واللؤم.

ترعرعوا على البحث عن الأصدقاء وقت حاجتهم والركض مبتعدين عنهم فور انتهائها؛ لماذا لم ترّبوا بداخلهم الكرامة واحترام الذات وعدم الاعتماد على الصديق؟!!

شروط قبولك كصديق لي تعتمد على خدماتك وإلا فأنت صديق يجب الحذر منك..

هذه هي العلاقات المزيفة التي أضعنا كثيرا من أعمارنا نلهث خلفها خوفاً من ضياعها، هي علاقات علقنا عليها فراغنا العاطفي ورغبتنا في التقبل.

لن ألومه ولن ألومك لأنكما ضحية مخاوف وقلق متأصلين بداخل الأهل والمجتمع والبيئة، ومن نحن حتى لا نثق بأهلنا؟، ولكن أقول لمن وضع بداخله هذه المخلفات لقد ساعدت هذا الكائن على أن يكون لا شيء سوى شخص لاهث يركض خلف مصلحته يحفر فخ وحدته بطريقته، والتسلّق إن نجح مع من أحسن أهله تربيته فلن ينجح مع أشباهك لأنك سوف تصدم بواقعين؛ أولهما انعكاسك، وثانيهما رفضك الداخلي لهذا الانعكاس.

كونوا عادلين في التربية كما تحاولون زرع معتقد أن الصديق القريب يجب الحذر منه، فكذلك يجب تربيتهم على أن الصديق وقت الضيق هي كذبة ولا تعتمدوا سوى على الله ثم أنفسكم.

لا تجعلوهم يعتمدون على أحد سوى أنفسهم بعد الله، لا ينتظرون من يحمل معهم فرحهم وكرههم وضائقة صدورهم.

فليكتفوا عن الصديق في حلوهم.. ورجاء أن ينسوه في مرّهم.

Reem.sacko@hotmail.com