عبدالعزيز الحقباني
عبدالعزيز الحقباني
-A +A
عبدالعزيز آل غنيم الحقباني Aialghunaim@
يسعى الإخوان المتأسلمون ومرتزقتهم إلى تهويل الموقف من فوز الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، وبدأ منهم من ينشر أن المملكة ستتضرر من سياسات بايدن، وأنها لا تختلف نهائياً عن سياسات أوباما، وسنشهد ربيعاً عربياً جديداً، كما حدث عام ٢٠١١، أليس من يتعجل ويفكر سريعاً هكذا مفلس في تفكيره وطريقة تحليلاته؟

بايدن سياسي ولن يذهب إلى تعكير صفو العلاقة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، والمصالح الكبيرة تحكم مثل هذه العلاقات، فقد بدأت العلاقات منذ عهد رئيس ديمقراطي، هو فرانكلن روزفلت، واستمرت إلى يومنا هذا.


السعودية ليست مجرد حليف، إنما هي بوصلة استقرار الشرق الأوسط، ومحور الأمان والسلام في المنطقة، وبايدن سيتلافى ما حصل في عهد أوباما، الذي عمل على سياسات تمكن طهران وأنقرة.



سياسات بايدن

‏كتب بيتر بيكر في صحيفة نيوريورك تايمز، أن بايدن صرح بأنه «ضد الذهاب إلى ليبيا بشدة» بسبب حالة عدم الاستقرار التي قد تسببها بعد الإطاحة بمعمر القذافي، ويرفض الحروب في المنطقة، إذ صرح أنه لن يخاطر بالدم الأمريكي لحماية دولة أخرى، مثل ليبيا السراج ومصر مرسي وغيرهما، ولن يخاطر لدعم التطرف بالانقلابات.

وذكر بنفسه أنه كان رافضا بشدة موقف الولايات المتحدة من «أبوت أباد»، إذ تدخلت وأنزلت جيشها في باكستان من دون إذن الحكومة الباكستانية لقتل أسامة بن لادن، وفعلها أوباما ولم يستمع لمشورته وأنهى بن لادن، وتوترت العلاقات الباكستانية الأمريكية بعدها، وفي المقابل هو يعارض سياسات الرئيس التركي أردوغان وقد وصفه بأنه دكتاتوري وحكمه فاسد، وعليه أن يخرج من سورية.

عندما يصل الرئيس المنتخب أو المرشح الرئاسي لسدة الحكم، ويبدأ مباشرة أعماله كرئيس (٢٠ يناير ٢٠٢١)، فإنه سيتغير بعض ما قاله خلال حملته الانتخابية من آراء وتخمينات، فمن يرشح نفسه لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لم يسمع كل تقارير الاستخبارات أو الحقائق، فهو يتحدث من باب (التوقع والتكهن والتخمين)، ولكن بعد ٢٠ يناير سيشكل فريقه، ومن ثم يبدأ مباشرة أعماله وفق سياسات تتعامل مع الواقع.

‏دعونا نستذكر لحظة، ترمب، حيث كان كثير التصريحات إبان حملته الرئاسية الأولى، وبمجرد ما وصل للرئاسة والمكتب البيضاوي علم بالحقائق، ورأى بنفسه أن السعودية هي مملكة السلام، وهي صديقة صدوقة للولايات المتحدة (كما يسميها الأمير بندر بن سلطان)، وأن المملكة ليست حليفا فحسب إنما حليف استراتيجي، وكما ذكر الأمير بندر فموسم الانتخابات هو موسم سخيف، وجميع من يستخدم المملكة في حملته الرئاسية قد يعتقد البعض أنه يسيء لها، لكن في حكمه سيرى العكس تماماً.

فرحوا بخسارة هيلاري الصديقة لهم ظناً منهم أن ترمب سيؤذينا، ورأوا العكس تماما، ها هي «بروباغندا» الإخوان المتأسلمين التي تسعى قطر بأموالها وتركيا بإعلامها لإيصال فكرة مغلوطة عن كل الحقائق.