تحظى الانتخابات الأمريكية بالاهتمام لأهمية الولايات المتحدة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فصاحب القرار في البيت الأبيض يغير الخرائط على الأرض، ويحرك الحدود الجيوبوليتكية للدول، ويصم دولا بالإرهاب وأخرى بالمسالمة، أو يحاصر دولا اقتصاديا حتى تذبل قدراتها الاقتصادية كما تذبل أوراق الشجر.. باختصار: تهم كل الناس في أنحاء العالم. لكن هذه الجولة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية جرت في ظروف استثنائية، في ظل وباء عالمي يجتاح العالم، إذ كانت الولايات المتحدة في عين العاصفة بأكبر عدد من الإصابات والوفيات، ومقتل جورج فلويد (المواطن الأسود الذي قتل بيد الشرطة) الذي تسبب في تسونامي من مظاهرات وأعمال نهب وسلب وسرقة محلات وتحطيم تماثيل، شمل حتى تمثال مكتشف أمريكا (كريستوفر كولومبس)، وفي هذا دلالة لا يمكن تجاهلها.
كما طفت على السطح ظواهر لم تكن موجودة من قبل، مثل العداء الواضح بين الرئيس ترمب وأهم وسيلة إعلامية إخبارية في الولايات المتحدة (cnn)، كما أظهر توقيت إعلان شركة فايزر عن نجاح اللقاح الخاص بفايروس كورونا فور نجاح الرئيس بايدن، ليبين أنه ليس فقط وسائل الإعلام المملوكة لحيتان الإعلام الأمريكي تعادي ترمب، وإنما أيضا أجهزة الدولة العميقة والشركات الكبرى ذات النفوذ الواسع التي تمثل أعمدة الاقتصاد الأمريكي.
كما عرفنا لأول مرة أن لترمب مستشارة روحية تؤم أتباعه بهستيريا واضحة وتدعي أن ملائكة النصر سوف تتنزل عليه لتذكرنا بمهاويس الإخوان في ميدان رابعة عندما أعلنوا أن جبريل قد تنزل على ميدان رابعة.
كما ظهر إلى العلن انقسام حاد في الشارع الأمريكي بين المؤيدين للجمهوريين والديمقراطيين، أضف إلى ذلك شخصية ترمب العنيدة، فنزل مؤيدوه إلى الشوارع في مليونية، هي الأولى من نوعها في التاريخ الأمريكي، فلم يسبق أن حدث نزاع على تداول السلطة في دولة تدعي أنها كعبة الديمقراطية.
إن المشهد الأمريكي الحاضر القابل للتصعيد يذكرنا بمليونيات «الربيع العربي» في الدولة التي رسمت وخططت لهذا الربيع المزعوم (الخراب العربي) الذي دمر الكثير من البلاد العربية وأعادها قروناً للوراء، رافعاً شعارات براقة وخادعة في مقدمتها الديمقراطية، تجعلنا نتساءل: هل ارتد السحر على الساحر؟
وقد صرح هنري كيسنجر (أحد أهم منظري السياسة الأمريكية)، أن أمريكا في حاجة إلى أن تعيد نمط تفكيرها السياسي، وهي عبارة تعني في أحسن الأحوال إعادة صياغة معادلة السياسة الأمريكية، وفي أكثرها تشاؤماً أن صنم الديمقراطية الأمريكية هوى وفقد بريقه، وهي أقدس ما تصدره أمريكا للعالم، والغريب أنه دعا أيضاً إلى نظام عالمي جديد، في إشارة واضحة إلى نهاية عصر الهيمنة الأمريكي.
ومن الغريب أن تدعو الإدارة الجديدة إلى توحيد الصف الأمريكي بعد ظهور الانقسام الواضح في نتائج الانتخابات، بينما تقوم سياستها في الشرق الأوسط على تفريق الشعوب وتحطيمها مما يدل على خبث الأهداف والنوايا.
أخيراً..
على الشعوب العربية أن تعي الدرس جيداً، وعلينا أن نعض بالنواجذ على ما نتمتع به من استقرار ورخاء، كي لا نلاقي مصير الشعوب التي خسرت أرضها وتحولت تحت وطأة الدعايات الكاذبة والمغرضة إلى لاجئين.
كما طفت على السطح ظواهر لم تكن موجودة من قبل، مثل العداء الواضح بين الرئيس ترمب وأهم وسيلة إعلامية إخبارية في الولايات المتحدة (cnn)، كما أظهر توقيت إعلان شركة فايزر عن نجاح اللقاح الخاص بفايروس كورونا فور نجاح الرئيس بايدن، ليبين أنه ليس فقط وسائل الإعلام المملوكة لحيتان الإعلام الأمريكي تعادي ترمب، وإنما أيضا أجهزة الدولة العميقة والشركات الكبرى ذات النفوذ الواسع التي تمثل أعمدة الاقتصاد الأمريكي.
كما عرفنا لأول مرة أن لترمب مستشارة روحية تؤم أتباعه بهستيريا واضحة وتدعي أن ملائكة النصر سوف تتنزل عليه لتذكرنا بمهاويس الإخوان في ميدان رابعة عندما أعلنوا أن جبريل قد تنزل على ميدان رابعة.
كما ظهر إلى العلن انقسام حاد في الشارع الأمريكي بين المؤيدين للجمهوريين والديمقراطيين، أضف إلى ذلك شخصية ترمب العنيدة، فنزل مؤيدوه إلى الشوارع في مليونية، هي الأولى من نوعها في التاريخ الأمريكي، فلم يسبق أن حدث نزاع على تداول السلطة في دولة تدعي أنها كعبة الديمقراطية.
إن المشهد الأمريكي الحاضر القابل للتصعيد يذكرنا بمليونيات «الربيع العربي» في الدولة التي رسمت وخططت لهذا الربيع المزعوم (الخراب العربي) الذي دمر الكثير من البلاد العربية وأعادها قروناً للوراء، رافعاً شعارات براقة وخادعة في مقدمتها الديمقراطية، تجعلنا نتساءل: هل ارتد السحر على الساحر؟
وقد صرح هنري كيسنجر (أحد أهم منظري السياسة الأمريكية)، أن أمريكا في حاجة إلى أن تعيد نمط تفكيرها السياسي، وهي عبارة تعني في أحسن الأحوال إعادة صياغة معادلة السياسة الأمريكية، وفي أكثرها تشاؤماً أن صنم الديمقراطية الأمريكية هوى وفقد بريقه، وهي أقدس ما تصدره أمريكا للعالم، والغريب أنه دعا أيضاً إلى نظام عالمي جديد، في إشارة واضحة إلى نهاية عصر الهيمنة الأمريكي.
ومن الغريب أن تدعو الإدارة الجديدة إلى توحيد الصف الأمريكي بعد ظهور الانقسام الواضح في نتائج الانتخابات، بينما تقوم سياستها في الشرق الأوسط على تفريق الشعوب وتحطيمها مما يدل على خبث الأهداف والنوايا.
أخيراً..
على الشعوب العربية أن تعي الدرس جيداً، وعلينا أن نعض بالنواجذ على ما نتمتع به من استقرار ورخاء، كي لا نلاقي مصير الشعوب التي خسرت أرضها وتحولت تحت وطأة الدعايات الكاذبة والمغرضة إلى لاجئين.